اليوم بينما كنت ذاهب لأحضر صلاة جنازة والدة اللواء المحمدي بعد صلاة العصر مباشرة ، رأيتُ بعد الصلاة جموع غفيرة تصافح على شخص ذو هيبة وتواضع ، أنتظرت قليلاً حتى هدأ الوسط وقلّت الناس وتفرّق الجمع وغادر الأغلب منهم المسجد ، أقتربت من هذا الشخص ثم نظرتُ إليه أتفاجى بأنه وكيل وزارة الداخلية للمحافظات الشرقية مدير أمن ساحل حضرموت اللواء سعيد علي العامري ، صافحته ثم سألني عن اسمي فجاوبته ، تعامل معي كمعاملة الوالد لولده ، بل ليس معي فقط ، وإنما كان تعامله مع الجميع تعامل حسن ، رحبت به ليأتي ضيفاً نعتز بوجوده ، أعتذر بسبب ذهابه خلف الجنازة إلى مقبرة إمبيخه ليؤدي واجب العزاء ، وليظهر الأخوة الحضرمية المتينة ، والعادات والتقاليد الأصيلة ، التي كل الحضارم متمسكين بها ، متفاخرين لقربهم منها ، ثم إنصرف من عند المسجد بعد ما قال لي عبارة وكأنني أعرفه منذُ زمناً طويلاً " إذا لك خدمة أو تريد شي يا ابني نحن موجودين لأجلكم ، نحن هنا لخدمتكم " هنا تبعثرت الكلمات ، وتشتت العبارات ، ولم أستطع الرد حتى بعبارة شكراً واضحة ، قلتها بتلعثم وأنا متعجّب من هذا القائد العسكري الحضرمي الأصيل ، فركب بعدها سيارته إلى جانب حرسه الخاص ثم أنطلق خلف الجنازة وهو مبتسم .
حينها تذكرت كلام أحد مدربيني في التنمية البشرية عندما قال " إعلم يامحمد أنه كل قائد هو مدير ، وليس كل مدير هو قائد " بعدها تيقّنت أنه قد تفوقّ شخصياً في العمل المؤسسي الحكومي الذي سلّم له وتغلغل في مساماته وشرايينه ، وأقترب كثيراً من نبض الناس وهمس الشارع ليكونُ مديراً ناجحاً .
هنا التواضع الحضرمي البنان ، هنا الأمن والأمان ، هنا السلام والإطمئنان ، ومن هنا نبعث لهم الشكر والعرفان .
#الحضارم_رمز_التواضع
#أمننا_يكمن_في_قيادتنا
#أمن_ساحل_حضرموت
#محمد_بالحمان