آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

الصومال تتعافى وتنهض .

الجمعة - 17 يوليه 2020 - الساعة 08:09 ص

محمد الدلالي
بقلم: محمد الدلالي
- ارشيف الكاتب


 


بقلم/محمد حسن الدلالي .
تتعافى الصومال من جراحها رويداً رويداً لتنهض من جديد مرة اخرى بعد عقدين ونيف من الزمن عانت فيه الحروب الاهلية والاقتتال ؛ لقد استوعب الصوماليون الدرس تماماً واخذوا منه الكثير من العبر .

يرفع الصوماليون اصواتهم عالياً في مواقع التواصل الاجتماعي ويعبرون عن سعادتهم بمختلف اللغات فرحين بما آتاهم ربهم من خيرٍ وامن ؛ معظم الاخبار عن الصومال تُبشر بخير ؛ فلا جفاف يُذكر ولا مجاعة يتوقعها احد .

لقد بذلت كل الحكومات المتعاقبة جهودها بعد اعادة بناء الدولة الصومالية ابتداءاً من الرئيس المرحوم عبدالله يوسف مروراً بالرئيس شريف شيخ احمد والرئيس حسن شيخ محمود الي عهد الرئيس الحالي محمد عبدالله فرماجو الذي قدّم الكثير للبلد .

لقد ضربت الصومال اروع الامثلة في الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ؛ فكل اربع سنوات تجرى الانتخابات النيابية والرئاسية ؛ لم يحصل قط انّ رئيساً حكم البلاد لولايتين او وزيراً ظل في كرسيه اكثر من عمر حكومته .

انفتحت الصومال على المنطقة والعالم وعادت الي الساحتين مجدداً وبقوة يهابها الجميع رغم قلّة الامكانات الاّ ان الصوماليين يحملون آمالاً واحلاماً تزن الجبال ثُقلاً .

دول شقيقة وصديقة وقفت الي جانب الصومال لتتجاوز الكبوة وتستعيد انفاسها دون يُتبعوا مواقفهم منٍ او اذى ؛ الكل هنا يعمل بصمت والعمل اكثر من الكلام والتنظير الفارغ ؛ لقد حاربت الحكومة الصومالية الفساد وجففت منابعه نوعاً ما .

بدأت التجارة تعود الي نشاطها ومن صادراتها الموز والليم والنارجيل والاسماك واللبان والعنبر والجلود ؛ ناهيك عن تصدير المواشي بمختلف انواعها ؛ كل هذا يذر بالبلد مردود مادي كبير .

مؤخراً اعلنت الحكومة الصومالية انها ستبدء منح عقود تراخيص التنقيب عن النفط للشركات الاجنبية في اغسطس القادم ؛ وتشير الدراسات الرسمية الي انّ احتياطي النفط في البلاد تُقدّر ب 10 مليار برميل وتحتل الصومال المرتبة الثامنة عالمياً .

بمناسبة ذكرى مرور 60 عاماً على استقلال البلاد من الاستعمار الاجنبي الانجليزي من الشمال في"السادس والعشرين من يونيو" والايطالي من الحنوب وتحقيق الوحدة بين الشطرين في "الاول من يوليو" ؛ تزامناً مع هذه المناسبة الوطنية افتتح رئيس الجمهورية محمد عبدالله فرماجو مباني حكومية ضخمة اعيد بنائها وترميمها مُجدداً بعد ان طالها التدمير .

لقد افتتح الرئيس مباني منها استاد مقديشو الرياضي والمسرح الوطني وقيادة شرطة العاصمة ومبنى رئاسة الوزراء ومرافق حكومية اخرى لم تسعفني الذاكرة لذكرها .

مما يستحق الاشارة اليه هو ان الامن يعم ارجاء العاصمة واكثر المدن الرئيسية ؛ الانفجارات ليست كسابقاتها والاغتيالات تراجعت عن ما كانت عليه بشكل ملحوظ .

شكّلت الحكومة الصومالية وحدات عسكرية وامنية مختلفة وارسلتهم الي كلاً من تركيا وقطر وارتيريا لتلقي دورات عسكرية ودراسات اكاديمية ؛ تخرج منها الكثر من الضباط وصف ضباط وجنود وآخرون مازالوا يتلقون العلوم والتدريبات هناك ؛ تدفع الحكومة رواتب ابناء القوات المُسلحة والامن بشكل منتظم عبر حساب بنكي واقل راتب للجندي لا يقل عن 200 دولار كما وتمنحهم مواد غدائية شهرياً وتوفر لهم ولاسرهم العلاج .

ايضاً اهتمت الدولة الصومالية بموظفيها المدنيين ويتسلمون مُرتباتهم في وقتها دون تأخير او تأجيل ؛ الكل يُؤّي واجبه ومبدء الثواب والعقاب مُفعّل ؛ القضاء يُمارس مهامه وهُنا العدالة افضل من بعض الدول العربية والافريقية .

محكمة القوات المُسلحة تصدر احكاماً بين الحين والآخر على مرتبكي الجرائم منهم عسكريين وآخرون متهمين او مدانين بالانتماء الي حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة ؛ اكثر من مرة حكمت محكمة القوات المسلحة بالاعدام على جنود حكوميين ادينوا بارتكاب جرائم القتل ؛ الجميع هُنا يردد وبابتهاج منقطع النظير عبارة "يحيى العدل .. يحيى العدل" .

من جانب آخر تشهد البلاد نهضة عمرانية بوتيرة عالية خاصة العاصمة مقديشو ؛ كذلك تجري اعمال اعادة تعبيد الطرقات وتركيب الانارة فيها والاهتمام بالتشجير واعادة نصب تماثيل الحرية في مقديشو منها "طغح تور وحاو تاكو وسيدكا" الذين زادوا للمدينة رونقاً واكثر جمالاً .