آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

حضرموت آمنوها بالخدمات

الأحد - 07 يوليه 2019 - الساعة 07:28 م

صـلاح مبارك
بقلم: صـلاح مبارك
- ارشيف الكاتب


عاد من عدن  وفد محافظة حضرموت الرسمي والشعبي الذي ضم أهل الشأن في المرافق والمكاتب الحكومية , ووجهاء وقيادات من حلف ومؤتمر حضرموت الجامع برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش حاملًا معه حصيلة نتائج لقاءاته ومتابعاته مع حكومة الدكتور معين عبدالملك , وهي نتائج معلنة - من طرف واحد - ، وشملت توجيهات لمشاريع وتدخلاته لمعالجة ملفات خدمية عاجلة كملف الكهرباء.

لكن هذه النتائج تفقد جدواها لغياب آلية تنفيذ واضحة لها , أو مسار طريق ينقلها للواقع , ويحولها من أرقام على ورق إلى إنجاز ينتفع منه الناس.

لا يخفى على احد الاهتمام الكبير الذي حظي به وفد حضرموت خلال زيارته لعدن من مختلف الأطراف رسمية كانت أم سياسية وأظهر واحدية حضرموت في المطالبة بالحقوق وبتوفير احتياجات الخدمات , فالوفد  كان مسعاه خيّر , ولم شد الرحال إلى عدن إلا للضرورة , وبعد أن اسدلت المعالجات المحلية , وتفاقمت الأمور , ووصلت إلى حد لا يطاق خاصة من سوء خدمات الكهرباء وتكرار انقطاعاتها وعجزها في التوليد وعدم توفر المحروقات , وبروز اشكاليات وتحديات جمة تثقل كاهل المؤسسات الخدمية , تحديات حقيقة لا يتوجب اغفالها سيما تلك التي تولد الاختناقات في تموينات الناس خاصة منها المشتقات النفطية وغيرها ,  فالوفد الحضرمي لم يضع أمام الحكومة إلا ما تتطلبه الاحتياجات الاساسية ولا غير .. وطلب منها تدخلًا عاجلًا , فالأوضاع لا تحتمل أن أهملت, وتحتاج لإيجاد مسار سريع لانتشال الخدمات وخاصة منها الكهرباء وتوفير متطلبات تشغيلها من الوقود , وكذا استمرارية المتابعة وطرق كل الأبواب , وعدم الالتفات لـ "سرية" حسب الله , التي تنفث السموم في مواقع التواصل الاجتماعي وتعزف نشازًا في محاولة مذمومة ويائسة منها لتثبيط عزائم المخلصين في نجدة أهلهم وخدمتهم .. ذلك ان الحدة والامعان في المكيدة التي يفتعلها المجندون ضد مصالح أهلهم يثير الاشمئزاز والقرف ولا مبرر له , وتصرف أحمق ما بعده من حماقة , فأي مصلحة ان يبات أهلهم وناسهم في الظلام والأوجاع .

تصوروا..

وصل الحال بحضرموت التي ترفل أرضها بالخيرات والثروات ان تطالب بتشغيل الكهرباء، وتوفير متطلبات ذلك من ديزل ومازوت..

أليس هذا حق..

ثم لما الزعل وهذا الحنق كله ..

وربما هنا مفارقة صادمة , ففي الوقت التي عزفت الناس عن المطالبة بحقها من مشاريع التنمية أو إعادة الاعتبار للعسكرية الحضرمية أو العدالة في شغل الوظيفة العامة أو التمثيل في المؤسسات السيادية أو السلك الدبلوماسي أو حتى دواوين الوزارات أو الهيئات  وو أو "المشارعة" في وأد النهب والفساد , فأنهم يرفعون وينادون بأبسط الخدمات , ومن حقهم ان يتحصلوا عليها وهي تشغيل الكهرباء .. ولا نعتقد في ذلك تعجيزًا للحكومة , بل واجبًا ومسؤولية الدولة وآن الإيفاء به.

حضرموت أرض سلام ومحبة وتعايش , فهي لم تقدم إلا الخير والعطاء , فأجعلوها كذلك , وآمنوها أمنًا واستقرارا , وارفعوا عنها الاذى , و وازعوا فتيل الاحتقانات ما ظهر منها وما بطن .