آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-09:52م

أخبار وتقارير


رئيس الثوري : الاقليم يعارض توجهاتنا والحوثيون يحلمون بحكم المنطقة

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - 03:38 م بتوقيت عدن

رئيس الثوري  : الاقليم يعارض توجهاتنا والحوثيون يحلمون بحكم المنطقة

((عدن الغد)) خاص

أجرى الصحفي المصري المعروف حامد فتحي حوارا صحفيا مطولا مع الاستاذ فؤاد راشد رئيس المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب تناول مختلف القضايا نشر في موقع حفريات اليوم الاربعاء التي يبث عبر شبكة النت .
وفيما يلي نص الحوار : 
أكد القيادي الجنوبي البارز، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، فؤاد راشد، بأنّ الحوثيين لن يقبلوا بدولة في الجنوب، ولن يفرشوا لها الطريق وروداً، إذ يرى هؤلاء أنفسهم بأنّ لهم الحق بحكم المنطقة كلها، وليس في الشمال والجنوب فقط.
 وأعرب راشد في حوار مع "حفريات" عن أنّ الجنوب سيخوض مفاوضات عسيرة، وسنواجه الحوثيين وكل القوى اليمنية، التي تتوافق جميعاً من حيث المبدأ على رفض حقّ الجنوبيين في استعادة دولتهم.
ويعد الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، أحد أقدم الكيانات الجنوبية، التي سبقت المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعد المكون الأكبر والأبرز اليوم على الساحة الجنوبية.
هنا نصّ الحوار:
_بداية حدثنا عن واقع الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب اليوم في ظل ما مرّ به من انشقاقات.
__ يمتد تاريخ عمل المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب إلى تاريخ الثورة الجنوبية، وهو أكبر مكونات الحراك الجنوبي. ومرّ بمراحل ومنعطفات مختلفة، وجرى تجزئته في العام 2012 إلى مجلسين، لكن عملنا على إعادة لحمته في العام 2014.
وحين جاءت الحرب الثانية عبر غزو الحوثيين عام 2014، كان المجلس في حالة تماسك كبيرة، وظل كذلك حتى العام 2017 حين انحاز عددٌ كبيرٌ من قياداته للانضمام إلى المجلس الانتقالي الجنوبي حديث النشأة، لكن بقي عدد كبير إلى جانب رئيس المجلس- حينها - الدكتور صالح يحيى، وكنت أمين سر المجلس - آنذاك - وحافظنا على بقائه. وجرى التوافق عليّ وكنت في الخارج رئيساً مؤقتاً للمجلس، بعد وفاة الدكتور صالح يحيى في يناير 2018. وألفت إلى أنّنا نعتبر وفاة رئيس المجلس السابق لغزاً، ولدينا شكوك أنّ موته لم يكن طبيعياً.
أما ما حدث مؤخراً في المجلس من انشقاقات فما هو بجديد ... فبعد عقد الكونفرس للمجلس الثوري في يوليو 2019، وما نتج عنه من انتخابي رسمياً كرئيس للمجلس من مندوبي المحافظات في مؤتمر مشهود، جرى تعزيز المجلس وإعادة نشاطه بقوةٍ، وانتخاب الهيئات القيادية العليا، وترتيب المحافظات والمديريات والمراكز، بدأت محاولات استقطاب شخصيات داخل المجلس بكل السبل ومصادرة قراره الحر.
كما جرى الانغماس في الوقت ذاته داخل المجلس لتفكيكه من الداخل، وبطبيعة الحال نحن نمثل حركة وطنية جماهيرية مفتوحة لا نغلق أبوابنا على الانتماء، لهذا نجحت عمليات الانغماس في إحداث انشقاق أول وثان وثالث مؤخراً، بقصد ضرب المجلس وشل حركته.
واتخذت هذه الانشقاقات أولاً طابعاً مناطقياً ضيقاً، ثم أصبحت مدفوعة الأجر، لذا تفشل وتذهب أدراج الرياح، ويظل المجلس عبر هيئاته الرسمية (رئاسة المجلس، رئاسة الجمعية الوطنية، لجنة الرقابة، ورؤساء هيئات المحافظات والمديريات) متماسكين أقوياء، لا تزيدهم هذه الأفعال إلا صموداً وثباتاً.
_ما هي خطط الحراك لتطوير وتوسيع بنية المشاركة؟ هل تخططون للتحول إلى حزب سياسي؟
__على رأس خطط الحراك الثوري للعام الجاري، لتعزيز بنيته التنظيمية، عقد المؤتمر العام الثالث. وفي الأصل تعزيز بنية أي مكون سياسي تنظيمياً تؤهله لأن يكون حزباً سياسياً. وكنا في الحراك الجنوبي منذ انطلاقه نرى أنفسنا حركة جماهيرية غير متحزبة. وشخصياً أميل لأن يكون المؤتمر العام القادم للمجلس خطوة على طريق تحويله إلى حزب سياسي منظم.
_كيف هي العلاقة بينكم في الحراك الثوري الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي؟
__للأسف علاقتنا اليوم مع الانتقالي جامدة، ومازالت دماء الحراك الثوري تنزف بعد محاولة الانتقالي الفاشلة لشق المجلس، من خلال دعم محافظ عدن، أمين عام المجلس الانتقالي الأخ أحمد لملس للانشقاق الأخير بمبلغ كبير (200 مليون ريال يمني)، بالإضافة إلى وعود التوظيف والترقية الوظيفية والمرتبات الشهرية .
ومن المفارقات أنني التقيت بتاريخ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، اللواء ركن أحمد بن بريك، في القاهرة قبل يوم واحد بل ساعات من محاولة الانشقاق التي دعمها وخطط لها أحمد لملس، ثم التقى هو في اليوم التالي بالمنشقين - على قلة عددهم - وهنأهم بمقر الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
مع كل ذلك، نحن في المجلس الثوري أصدرنا بياناً أكدنا فيه على التزامنا بما جرى من اتفاقات مع رئيس الجمعية الوطنية. وهناك وسطاء يعملون على إيجاد قناة اتصال مباشرة مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، ونتعاطى مع تلك الجهود بشكل جيد.
_أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي دعوة إلى حوار جنوبي - جنوبي لترتيب البيت الجنوبي الداخلي في ظل المتغيرات الكبيرة التي شهدتها القضية الجنوبية، فما هو موقفكم من تلك الدعوة؟
__رحبنا بلجنة الحوار للمجلس الانتقالي والتقينا مرات عدة، لكن اختلفنا؛ نرى أولوية مناقشة الملفات التي وضعتها لجنة الحوار  في المجلس الانتقالي، وهو عمل كبير مقدر، لكنهم في الانتقالي يريدون تقديم توقيع "ميثاق" جنوبي، قبل الاتفاق على الملفات المطروحة للنقاش، ولهذا موقفنا هو لا توقيع يسبق الحوار. نؤمن أنّ النقاش المسؤول حول تلك الملفات سيفضي إلى إعداد رؤية متكاملة لبناء دولة الجنوب.
_جميعكم تتفقون على استعادة الدولة الجنوبية، فما هو الموقف من ارتباط القوات العسكرية الجنوبية بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟ وكيف ترون تلك العلاقة حال تأسست دولة جنوبية؟
__القوات الجنوبية التي أنشأها المجلس الانتقالي الجنوبي هي قوات دولة الجنوب، هذا موقفنا. لكن يعيب هذه التشكيلات البُعد المناطقي، ولهذا نرى ضرورة إعادة ترتيب هذه التشكيلات العسكرية، بحيث تأخذ بعدها الوطني.
_مع المتغيرات العديدة التي شهدها الواقع اليمني، هل ترون اقتراب هدف الجنوبيين باستعادة دولة الجنوب؟
__اليوم مناطقنا محررة، وتوجد بها قوات عسكرية جنوبية. وصحيح ما زالت مناطق تهيمن عليها قوات غير جنوبية، لكن سهل أمرها.
بالتالي هناك واقع جديد نشأ، يساعدنا كثيراً في الاقتراب من حلمنا، مع الأخذ بعين الاعتبار انتهاء كل عوامل بقاء الوحدة اليمنية؛ فلم تعد دولة اليمن التي انصهرت فيها دولتا الشمال والجنوب موجودة اليوم.
نحن نعاني حالياً من عدم تفهم الإقليم والعالم لدعم توجه ثورتنا لإقامة دولة الجنوب الفيدرالية، ولدينا العديد من المقاربات التي ستعجل باستعادة دولتنا عن قريب.
_كيف هي الحياة السياسية في المحافظات الجنوبية؟ وما هي مشاريع القوى السياسية المتعددة؟
__لا يوجد في الساحة الجنوبية اليوم سوى مشروع واحد؛ استعادة دولة الجنوب. كل المكونات السياسية أكان المجلس الانتقالي الجنوبي أم مكونات الحراك الجنوبي الأخرى، وعلى رأسها المجلس الثوري تلهج بصوت جنوبي واحد، ولم يعد للأحزاب السياسية ذات النزعة اليمنية حضوراً ميدانياً مشهوداً، وإن توزع قادة هذه الأحزاب على المكونات الجنوبية.
وهناك قلق يساور قطاع واسع من الجنوبيين المخلصين على ثورتهم وأهدافها، من أفراد حزب المؤتمر الشعبي العام المتغلغلين في المجلس الانتقالي الجنوبي، لكنّ صوت شعب الجنوب أقوى. وما يؤسف له أنّ المجلس الانتقالي يبطش بمكونات الحراك الجنوبي، وهي ترفع نفس الصوت، وهذا ما يجعل المشهد السياسي قاتماً في هذه الزاوية، وما يتعرض له المجلس الثوري من المجلس الانتقالي خير دليل.
_في كثيرٍ من تجارب الاستقلال، تكررت أخطاء من القوى التي رفعت شعارات الاستقلال. برأيك ما هي المخاطر التي تهدد إقامة الدولة الجنوبية؟
__أهم المخاطر التي تهدد تأجيل إعلان دولة الجنوب هي خلافاتنا الجنوبية، فإن لم نسارع في توحيد صفنا الجنوبي على طريق الشراكة الجنوبية، وتحمل الجميع المسؤولية، فإنّ كلفة الاستقلال ستكون باهظة.
ونحن نعاني أيضاً من تلكؤ دول الإقليم والعالم في التجاوب مع قضيتنا وحقنا في استعادة الدولة الجنوبية، رغم تفهمهم كما يبلغوننا ذلك. وأعتقد أنّ الوحدة الوطنية الجنوبية كلما تأخرت زاد تلكؤ العالم في عدم التجاوب معنا.
_كان حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن ركناً أساسياً في حكم دولة اليمن، وما زال فاعلاً في المشهد السياسي والعسكري، خاصة في صراعه مع الجنوبيين. فما هو موقف الإصلاحيين الجنوبيين من هدف استعادة دولة الجنوب؟
__حزب التجمع اليمني للإصلاح شريك في الحرب على الجنوب مع المؤتمر الشعبي العام، غير أنّ حزب الإصلاح وحركة الاخوان عموماً لم تعد ذات تأثير كبير؛ فقد تلاشى نجمها أساساً، وسيظل الإصلاح سواء بجناحه الإخواني أو تياراته المختلفة ضد الجنوب وحق شعبه في استعادة دولته، وهم يجاهرون بهذا. أما الإصلاحيون الجنوبيون فهم إخوتنا في الأرض، ولا يحق لنا إخراجهم  من أرضهم، و سنظل نحن وهم أخوة في إطار دولة القانون.
_في ظل جمود حالة الحرب في اليمن، كيف تقرأ التوجهات الأممية والوساطة العُمانية تجاه الأزمة؟
__لا نستطيع اليوم القول بجمود في الحالة اليمنية؛ هناك مؤشرات كثيرة عن تجديد الهدنة في اليمن لفترة ستة أشهر، والأمم المتحدة تعد طاولة مباحثات يمنية واسعة، غالباً ستكون طويلة الأمد، ونعتقد أنّ الوساطة العُمانية تؤتي أكلها على نار هادئة.
ونحن في المجلس الأعلى للحراك الثوري مع وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، وتمثيل قضية الجنوب بفريق جنوبي موحد، نحن مع السلام الدائم.
_كيف ترى موقف الحوثيين تجاه الجنوب؟ وهل سيقبلون بدولة جنوبية؟
__لن يقبل الحوثيون بدولة في الجنوب، ولن يفرشوا لها الطريق وروداً. يرى الحوثيون أنفسهم الحق بحكم المنطقة كلها، وليس في الشمال والجنوب فقط. ولهذا نشعر أنّ الجنوب سيخوض مفاوضات عسيرة، وسنواجه الحوثيين وكل القوى اليمنية، التي تتوافق جميعاً من حيث المبدأ على رفض حقّ الجنوبيين في استعادة دولتهم. وهذا هو حال القضايا الكبرى، ولذا ستكون مفاوضات كبرى تحتاج إلى صبر وتمكين على الأرض.