آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-08:46ص

أدب وثقافة


أنا يا صديقتي (قصيدة)

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021 - 01:23 م بتوقيت عدن

أنا يا صديقتي (قصيدة)

كتب/الشاعر محمد مهند ضبعان

رجل لم تعد تغريه أضواء المدينة ... 
و لا الأصوات العالية ... 
و لا نهود الحسناوات ...
أو الكأس و الساقية ... 
رجل ارتكب جريمة تنقيب ... 
قتلت الكثير مما فيه ...
و أرجعته إلى عصور ماضية ... 
فسكن السكون ....

نعم أنا  ...
صديق الانتظار ... 
انتظار ماذا ؟ 
لا أعلم ... 
و لكني واثق بأنه يفهم ...
و يدرك ما أريد ...  
هذا إن كنت فعلا ...
أريد أو لا أريد ....

لا صوت يضيع في الأفق ... 
للجدران آذان  ....
و أحيانا عقول ... 
و للكلمات مراكب ...
تمضي إلى المجهول ...
و أسأل ذاك الطفل القابع في سراديبي ... 
أما حان الوقت لنتغيّر ؟
عبث يا طفلة القلب ... 
يزداد أكثر فأكثر ...

بعض الحياة سكون ... 
هدوء روح في عالم مجنون ... 
ترتدي صمتا يطوي الأحاديث ... 
و تنام على وتر حنون ...

رسائلي لا تحتاج لساعي البريد ...
فالدفء مثلا ...
ينتقل بالطيف ...
و لوحة فنان معلقة على جدران متحف ... 
تحمل لغات سرّية ...
لا يستطيع فك طلاسمها ...
إلا مسافر الأعماق ...
و الحروف الرخامية ...
أقرب ما تكون للهذيان ...
من أحلام...
قلوب لا تنام ....

في الموسيقى شفاء ...
و بعض السفر ... 
نحو القمر ...
باستثناء ذاك الضجيج الذي 
يسحق الأعصاب ... 
و يدفعك مرة أخرى ...
للغياب ....

أنا يا سيدتي  ... 
رجل لا يحب تغيير الأشياء ...
يسير في أقصى الأرصفة ... 
يمارس الاعتياد بشكل يومي ...
يمارس طقوس النظر بصمت ... 
و الفرح بصمت ... 
و الحزن بصمت ....
ليس من الحكمة العيش على الهامش ...
و لكن ماذا عن انقلاب الموازين ؟! ...

هل تعلمين بأن الله يحب الأذكياء ...
و الكلمات التي تمطر عشبا ... 
و ضحكات الأطفال ؟ ....
هل تعلمين بأنه ...
يرافق الطيور إلى أعشاشها ... 
و الأشجار إلى خضرتها ... 
و الأرض نحو الشمس ....
تراتيل هيام ؟! .... 
غنّي ...
فإني أحب سماع صوتك ...
إلى أن يفيض الكون بالألحان ...
و ارقصي ... 
كفراشة هاربة من دخان ....
إن المدن حين تزدحم بالجنون ...
يغادرها الأمان ....
أمواجنا أسماء و نور ...
إن الصدق يحفظ للوجوه براءتها ...
و الحب يحفظ للأرواح رونقها .... 
أما الطفولة فتحفظ للأحلام ...
العنفوان ....
كوني شاعرة أو قصيدة شعر ... 
خصّبها الزمن ...
لتخرج من رحم الحياة ... 
كما أنا في الكون عابر ...