آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:35ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: ما الأبعاد والدلالات من وراء لقاء المهندس خالد بحاح بسفراء الدول العظمى؟

الإثنين - 05 يونيو 2023 - 09:21 ص بتوقيت عدن

تقرير: ما الأبعاد والدلالات من وراء لقاء المهندس خالد بحاح بسفراء الدول العظمى؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول ظهور المهندس خالد بحاح مؤخرا والدور الذي يمكن أن يلعبه الرجل حاليا..

هل تأتي هذه اللقاءات في سياق حضرمي خاص أم في سياق وطني عام؟

ماذا يقصد بحاح بالمشاريع الوطنية الجامعة أثناء لقائه الصبيحي ورجب؟

هل هناك دور يمكن أن يلعبه الرجل مستقبلا وهل هناك موانع لعودته إلى المشهد السياسي مرة أخرى؟

إطلالة لافتة لبحاح من الرياض.. ما دلاتها ورسائلها؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

يطل مجددا هذه المرة من الرياض، داعيا إلى توحيد قوى الشرعية، والعودة إلى المشاريع الوطنية الجامعة.

وفي الوقت الذي كان الرأي العام ينتظر مخرجات حوارات الحضارم في الرياض، اختار المهندس خالد بحاح ناحية أخرى، إذ كان يلتقي بسفراء الاتحاد الأوروبي وسفراء دول كبرى منها أمريكا وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا.

لقاءات دبلوماسية مكثفة أجراها بحاح وصلت إلى 6 لقاءات في يوم واحد. هذه اللقاءات المكثفة أجراها الرجل الذي لا يشغل أي منصب رسمي في الوقت الحالي، سوى أنه شخصية سياسية ودبلوماسية وحضرمية ويمنية، تقلد العديد من المناصب ثم غادرها في أبريل 2016 كمستشار للرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي.

يعد المهندس خالد محفوظ بحاح واحدا من الذين لا تمحى آثارهم السياسية بسهولة، فهو من أبرز السياسيين الذين كانت لهم صولات وجولات في مجريات الأحداث السياسية التي جرت في البلاد، بالإضافة إلى أنه يتمتع  بكاريزما سياسية، وما يزال يسجل حضورا سياسيا قويا ولافتا في المشهد السياسي اليمني بحكم خبرته المتراكمة في السياسة والاقتصاد وعلاقاته الإقليمية والدولية المتميزة.

شغل بحاح سابقا منصب وزير النفط والمعادن في حكومة علي عبدالله صالح ما بين عامي 2006 و2008، ثم عين سفيرا لليمن لدى كندا من 2008 حتى مارس 2014.

وحين انتقلت السلطة إلى الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بموجب المبادرة الخليجية، شغل بحاح مندوبا لليمن لدى الأمم المتحدة ولفترة قصيرة، قبل أن يعين رئيسا للوزراء في حكومة الوفاق في 13 أكتوبر 2014، وعقب فرار الرئيس هادي من العاصمة صنعاء إلى عدن عينه في 12 أبريل 2015 نائبا لرئيس الجمهورية.

وعقب صعود الدكتور رشاد العليمي إلى رئاسة مجلس القيادة الرئاسي في 7 أبريل 2022، وجه دعوة له بالعودة والمساهمة في العمل الوطني لما فيه مصلحة البلاد.

مؤخرا، زار بحاح اليمن، وظل يتجول في شوارع حضرموت بالزي الحضرمي، وعقد عدة لقاءات مع شخصيات حضرمية قال لهم فيها: منذ 8 سنوات من الحرب انهارت الدولة في كل المحافظات اليمنية وظلت الدولة حاضرة في حضرموت، ثم أوصى الحضارم بأن يحافظوا عليها.

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن: ما الذي تحمله هذه الإطلالة في هذا التوقيت مع دبلوماسيين غربيين وآخرين، وما هي أبعادها ودلالاتها؟.

> المشاريع الوطنية الجامعة

في 22 يناير 2015 قدم المهندس خالد بحاح اعتذاره للشعب اليمني بتقديم استقالته من حكومة التوافق الوطني (الكفاءات) قال فيها: يظهر بأن الأمور تسير في طريق آخر.. لذا فإننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة التي لا تستند إلى قانون أو نظام".

كانت هذه الاستقالة لبحاح هي آخر عهده مع محاولات المشاريع الوطنية الجامعة من العاصمة صنعاء.

تلك المشاريع التي يعيد بحاح تذكيرنا بها في صورة بحسابه على تويتر جمعته بالأسيرين المحررين اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب.

إذ نشر بحاح تعليقا مقتضبا عن هذا اللقاء قال فيه: تتعثر الخطوات وربما تنحرف إلا أن التأريخ علمنا بأن الأوطان تتعالى بالتسامي على الجراح والعودة إلى المشاريع الوطنية الجامعة.. الصبيحي ورجب.. سلام عليكم يوم أسرتم ويوم أطلقتم ويوم تقفون من جديد لخدمة أهلكم ووطنكم".

وهنا يثور سؤال عن ما يعنيه بحاح بالمشاريع الوطنية الجامعة. وما هو المشروع الجامع إن لم يكن مشروع الدولة الاتحادية الذي انتهى ببحاح إلى الإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء عقب انقلاب الحوثيين على اتفاق السلم والشراكة الموقع مع الحوثيين.

وهو نفس المشروع الذي أوقع وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي ورفيقه اللواء فيصل رجب أسرى بيد مليشيا الحوثي لـ8 سنين.

لقاءات كثيرة جمعت بحاح مع سفراء غربيين، لكن أهمها كان ذاك الذي جمع بينه والسفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا.

قد يتم تفهم أن اللقاء مع السفير الفرنسي جاء لحماية فرنسا مصالحها النفطية في حضرموت إذ تعمل هناك شركة توتال الفرنسية، وقد تكون هذه المخاوف الفرنسية ناجمة عن تطلعات الحضارم بإنشاء إقليم مستقل له كامل السيادة على ثرواته وموارده الطبيعية وكامل الصلاحيات بتوقيع عقود النفط والغاز مع الشركات الأجنبية.

لكن بالمقابل كيف نفهم أن يلتقي أيضا بالمبعوث السويدي لدى اليمن بيتر سيمنبي، وسفير الاتحاد الأوروبي جابريال مونويرا ثم بالسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن!.

ولم تقتصر هذه اللقاءات على ما ذكرنا من سفراء، بل التقى بحاح بالسفير البريطاني ريتشارد أوبنهايم والقائم بأعمال السفير الصيني شاو تشنغ، والقائم بأعمال السفير الروسي يفغيني كوردوف.

هناك من يرى أن بحاح قد يساهم في تهيئة المكلا عاصمة مؤقتة لقوى الشرعية اليمنية في إطار تفاهمات إقليمية ودولية، وأن هذا الخيار غير مستبعد بالإشارة إلى "المشروع الوطني الجامع" الذي ورد في تعليقه على صورة جمعته بمحمود الصبيحي وفيصل رجب في الرياض مؤخرا.

فما هو الدور المستقبلي للرجل عقب هذه اللقاءات ذات الدلالة زمانا ومكانا وتمثيلا؟!.

> هل هناك دور مستقبلي لبحاح؟

غادر المهندس خالد بحاح المناصب الرسمية بالشرعية اليمنية في أبريل 2016، كان حينها نائبا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أواخر أبريل 2016.

بالنظر إلى نوعية اللقاءات وكثافتها، فإن هذه اللقاءات، حسب محللين سياسيين، لها ما بعدها.

وعن هذه اللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى تثور عدة تساؤلات مشروعة: هل مثلا يتم التسويق للرجل لشغل منصب رفيع؟ وهل سيشغل منصب رئيس الوزراء مثلا، خلفا لرئيس الوزراء الحالي معين عبدالملك، عطفا على الاخفاقات الاقتصادية والخدمية لحكومته؟.

هل هناك تعديل سيجري في مجلس القيادة الرئاسي، يكون بحاح الوافد الجديد فيه؟ وهل هناك وضع سياسي خاص لحضرموت وشرق البلاد، يتم الترتيب له، قد يضع بحاح الرجل الأول في هذا الترتيب السياسي الجديد؟.

أسئلة كثيرة تدور في أذهان المتابعين، منذ أطل بحاح من الرياض يصافح سفراء الدول العظمى وسفراء الاتحاد الأوروبي.

بالعودة إلى مؤهلات الرجل فإنه سبق وأن شغل منصب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني بالعاصمة صنعاء قبل أن ينقض عليها الحوثيون بانقلابهم على التوافق الوطني في 21 سبتمبر 2014، ووضع بحاح وعدد من الوزراء تحت الإقامة الجبرية قبل أن يتم رفعها عنه لاحقا.

لقد كان بحاح محظوظا حين غادر في أبريل 2016 من منصب نائب الرئيس ورئيس الحكومة، وقد تحررت مدينة عدن من مليشيا الحوثي  ومدينة المكلا من تنظيم القاعدة، في عهده.

قد تكون عودة الرجل لشغل منصب ما مرحبا بها من قبل قوى سياسية مختلفة، بالنظر إلى كون الرجل يندرج ضمن الشخصيات السياسية التوافقية محليا وإقليميا ودوليا، وفي المقابل قد لا يرحب بها ويتحفظ عليها آخرون.

في ظل التكهنات والتأويلات من قبل المتابعين والمهتمين، فإنه ليس هناك ما يمنع عودة الرجل مرة أخرى إلى المناصب السياسية، فهو من رجالات المرحلة التي انقلب الحوثيون عليها، وكان حينها رئيس وزراء توافقيا حظي بتوافق الجميع.

ويرى مراقبون أن بحاح قد تشكل عودته نقطة التقاء بين الرياض وأبوظبي، قياسا بالأوضاع المتوترة في محافظة حضرموت التي ينتمي إليها المهندس خالد بحاح.

أيا تكن الدلالات والرسائل من ظهور الرجل مؤخرا، أكانت تأتي في سياق حوارات الحضارم في الرياض على مستقبلهم السياسي أم لأمر يخص الشأن الوطني العام، فإن ظهور الرجل في التوقيت يبقى محل سؤال كون بحاح عادة ما يثير ظهوره وتصريحاته جدلا واسعا لدى الرأي العام اليمني، وليست هذه الإطلالة هي الوحيدة التي تخلف وراءها التكهنات والتأويلات والأسئلة.