آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-08:27م

ملفات وتحقيقات


تقرير: كيف تسببت جريمة قتل الطفلة (مها) بحالة من الغضب المجتمعي أدت إلى تسريع النطق بالحكم؟

الخميس - 24 نوفمبر 2022 - 07:00 ص بتوقيت عدن

تقرير: كيف تسببت جريمة قتل الطفلة (مها) بحالة من الغضب المجتمعي أدت إلى تسريع النطق بالحكم؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول أثر تفاعل الرأي العام في تسريع البت بقضية قتل الطفلة (مها)..

الإجراءات السريعة من قبل اللجنة الأمنية والأجهزة القضائية بعدن.. هل تعيد الثقة بها من قبل المواطنين؟

كيف صار ملف القضية مكتملاً لدى محكمة التواهي الابتدائية في أقل من أسبوع؟

هل تحتاج محاكمنا إلى تفاعل الرأي العام لكي تسرع البت في مثل تلك القضايا؟

العدالة تسرع البت في الحكم.

تقرير/ ماجد الكحلي:

عندما تطول مدة البت في القضايا الجنائية لاسيما التي تتحول إلى قضية رأي عام، فإنها تفسح المجال امام حالة من النسيان لشهود الوقائع وضياع أدلة الإثبات نتيجة التمديد في النظر في مثل هذه القضايا المكدسة أمام القضاء، كما أن الإجراءات  البطيئة المتبعة في تلك القضايا تفضي إلى ضياع الحقوق، مما يولد احساسا بانعدام الثقة في العدالة القضائية.

إن القضايا التي يتفاعل معها الرأي العام تتطلب ضرورة سرعة البت فيها، فعملية تأجيل مثل تلك القضايا وتأجيل النظر بالسماع للشهود والإثباتات وغيرها من مقتضيات سير الاجراءات القضائية تشكل ارهاقا للمتخاصمين.

> التسريع بالحكم

في قضية تبناها الرأي العام، وهزت الشارع العدني واليمني قضت محكمة التواهي الابتدائية في العاصمة المؤقتة عدن، في جلستها المنعقدة أمس الاربعاء، برئاسة رئيس المحكمة القاضي عمار علوي مسعود، بإعدام قاتل الطفلة مها باسم مدهش، رمياً بالرصاص، قصاصاً وتعزيراً، في مكان عام.

وصرح رئيس نيابة استئناف جنوب عدن القاضي وضاح عبدالله باذيب عقب انتهاء الجلسة الأولى من محاكمة المتهم حسن محمد علي محمد، في واقعة القتل العمد للمجني عليها (الحدث) مها باسم مدهش والتي حدثت بتاريخ ١٧/١١/٢٠٢٢، والتي صدر بهذه الجلسة الحكم بإدانة المتهم بواقعة القتل العمد، إثر إقراره واعترافه، ومعاقبته بالإعدام قصاصاً وتعزيراً في مكان عام.

وأشار إلى أن النيابة العامة كانت حاضرة من الساعات الأولى لاكتشاف هذه الجريمة الشنعاء، وسارت بالإجراءات بصورة عاجلة وفقاً للقانون، وبنفس الوقت حافظت على ضمان حقوق الدفاع للمتهم المذكور، وبإشراف ومتابعة مباشرة من النائب العام القاضي قاهر مصطفى، وتكللت جهودها الاستثنائية وبمشاركة جميع الأجهزة الأمنية المختصة وخلال أقل من أسبوع بتقديم ملف القضية مكتملاً لرئيس محكمة التواهي الابتدائية يوم أمس لمحاكمة هذا الذئب البشري والحكم عليه بالعقوبة المقررة شرعاً وقانوناً وهي الإعدام قصاصاً وتعزيراً كجزاء عادل لفعله.

وأوضح القاضي وضاح باذيب، أن النيابة العامة طالبت المحكمة الموقرة بأن يكون تنفيذ حكم الإعدام في ساحة عامة بالتواهي ليكون عبرة لغيره من الذئاب البشرية المجرمة.

وأكد للمجتمع العدني، بأن النيابة العامة في عدن ستتخذ الإجراءات القانونية المستعجلة في جميع القضايا ذات الخطورة الاجتماعية مثل ما قامت به في قضية المجني عليها مها باسم مدهش، حيث تهدف من خلال ذلك إلى سرعة معاقبة كل من تسول له نفسه العبث بالسلم الاجتماعي والاستقرار الأمني في محافظة عدن.

> تفاصيل الجريمة

تعرضت الطفلة (مها) للاختفاء المفاجئ صباح يوم الأربعاء الماضي في حي الشولة بالتواهي.

وقال مصدر أمني لصحيفة (عدن الغد) ان واقعة اختفاء الفتاة (مها) حدثت قبل يومين من الحادثة حيث ابلغت اسرتها الشرطة باختفائها.

وظلت الشرطة والاهالي يبحثون عنها وتم القبض على عدد من الاشخاص الذين يعتقد انهم كانوا على صلة بالقضية.

ومن بين المقبوض عليهم شخص يدعى (ح،ع،ا) في العقد الخامس من عمره، يعمل في مؤسسة الكهرباء، حيث اكد مصدر أمني لصحيفة (عدن الغد) ان الشرطة بدأت التحقيق مع المتهم باختطاف الطفلة (مها)، غير ان المفاجأة كانت مدوية، حيث وبحسب المصادر فقد تم اقتحام منزله ليتم العثور على الفتاة (مها) وهي جثة هامدة وقد تعرضت لعملية تشويه، حيث فقأ عينيها! ثم نقلت الجثة الى مستشفى الجمهورية.

وفي رواية أخرى وبحسب المصادر وبعد تفتيش منزل الجاني تم العثور على الفتاة مقطعة الأوصال بعد قتلها!.

وقال مواطنون يقطنون بحي الشولة في التواهي، حيث وقعت الجريمة، ان منزل المجني عليها لا يبعد سوى متر او أكثر من منزل الجاني، ويعتقد ان الجاني استدرج ضحيته ثم قام بقتلها.

في المقابل أنكر الجاني صلته بداية الامر بالواقعة لكن لاحقا وبعد مداهمة منزله والعثور على الجثة اعترف بجريمته النكراء من اختطاف وقتل وتقطيع الطفلة.

وشيع العشرات عصر امس الاربعاء جثمان الطفلة مها مدهش التي كانت قد قتلت قبل ايام بالتواهي، وتمت مراسم التشييع من مستشفى الجمهورية الى مقبرة الرضوان بحي عبدالقوي. وشارك في مراسم التشييع المئات من المواطنين وذوي الضحية.

وجاء التشييع عقب ساعات من صدور حكم اعدام بحق القاتل.

> أثر الرأي العام في القضايا الجنائية

تجمع مواطنون امام منزل القاتل وسط حالة من الاستهجان، ونددوا بواقعة الاختطاف والقتل التي تعرضت لها الطفلة (مها)، وطالبوا بضرورة إنزال اقصى عقاب بحق الجاني.

وحركت التظاهرة الشعبية الحاشدة، من جميع مديريات العاصمة عدن ومن كل الأطياف الاجتماعية والحقوقية التي انطلقت صباح امس الاول الثلاثاء ونفذت أمام المجمع القضائي في مديرية خورمكسر وقفة احتجاجية غاضبة تطالب بسرعة اعدام قاتل طفلة التواهي مها باسم مدهش، الرأي العام في هذه القضية الجنائية الجسيمة.

رافق التظاهرة الشعبية الكبيرة حراسات أمنية مكثفة عملت على حماية وسلامة المتظاهرين الذين نفذوا وقفتهم الاحتجاجية بشكل سلمي آمن.

ورفع المتظاهرون الغاضبون شعارات تعبر عن ادانتهم الشديدة لقتل طفلة التواهي مها باسم من قبل وحش بشكل ادمي انتهك طفولتها بجريمة بشعة هزت المشاعر الانسانية والضمائر الحية لمواطني عدن خاصة والوطن عامة.

وطالب المتظاهرون السلطة القضائية في عدن بسرعة الحكم في القضية التي بدأت المحكمة أولى جلساتها يوم أمس الأربعاء وانزال عقوبة الإعدام تعزيرا بالقاتل جزاء لما اقترفه من جريمة وحشية بشعة.

وردد المتظاهرون الغاضبون شعارات: "لن ترتاح حتى يقتل السفاح.. بالروح بالدم نفديك يا مها.. يا بنجابي موت موت".. وغيرها من الشعارات المنددة بالقاتل البنجابي والمطالبة بالقصاص الشرعي والقانوني العادل.

وأقدم مواطنون محتجون على قطع "شارع الهلال" مدخل مديرية التواهي، بإحراق الاطارات التالفة ووضع الاحجار عليه. تنديداً بمقتل الطفلة مها مدهش، مما أدى الى توقف الحركة المرورية وسط المدينة.

وتمكنت شرطة التواهي من تهدئة المواطنين وفض هذه الاحتجاجية الغاضبة والتي طالبت الجهات المعنية بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد قاتل "مها" ومحاكمته جراء ارتكابه لهكذا جريمة وحشية.

وتسببت الواقعة بحالة من الغضب المجتمعي التي طالبت بضرورة الفصل السريع في القضية.

وكانت اللجنة الأمنية قد عقدت يوم الإثنين اجتماعا برئاسة محافظ عدن أحمد حامد لملس وادانت جريمة قتل طفلة التواهي مها باسم واعتبرتها قضية رأي عام قضت مضاجع المواطنين وشددت على إجراء محاكمة عاجلة للمتهم بارتكاب هذه الجريمة النكراء.