آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

أدب وثقافة


حبي في تل أبيب(قصة قصيرة)

السبت - 03 يونيو 2023 - 11:34 ص بتوقيت عدن

حبي في تل أبيب(قصة قصيرة)

كلمات/عصام مريسي:

كلما اقتربت من بستانه شعر بأنفاسها ورائحة الحلبة التي تفوح من الطعام الذي تحمله في جعبتها المصنوعة من سعف النخيل  لتوصل الصبوح لوالدها  في ورشة الحدادة التي يمتلكها لصنع الفؤوس ومعدات الزراعة.

تقف قليلا وهي تحدق النظر إليه على استحياء  والكرتة (فستان نسائي من أعلى الجسد إلى الركبتين) يجسد تفاصيل جسدها الممشوق  ويظهر  مفاتن أنوثتها حديثة البلوغ  لم تتجاوز السادسة عشر ؛لم تلقي التحية لكن عينيها العسليتين حيته.

اثارة فيه كل غرائز الذكورة لكنه تمالك نفسه  ورد بتحية عينيه لها انصرفت في طريقها وكلما قطعت خطوات استدارت لترشقه بوابل من النظرات تزيد من اثارته.

يعاود للعمل في بستان العنب ليهذب الزرع ويسقيه وينظمه  على امل ان  تعود مرة أخرى في طريق عودتها الى المنزل.

تصل الفاتنة الى ورشة الحدادة يبادرها والدها باللوم بصوت مرتفع..

تأخرت كالعادة مررت ببستان الفتى المسلم  ووفقت تبادلينه النظر.

تصوب عينيها نحو والدها وفي خاطرها اسئلة تدور تراجعها مع نفسها..

كيف عرف ابي هل يرسل من يراقبني.

يقترب منها  وقد رفع كفه ليضربها لكن سرعان ما تراجع عنما بدا بعض الزبائن يقبلون نحو ورشته.

بعد أن تناول وجبة الإفطار المكونة من الملوج ( الخبز المطبوخ بالتنور مصنوع من طحين القمح والذرة) والسلتة (الادام المطبوخ من الخضار وحبات الأرز وشيء من اللحم )والحلبة المطحونة ودلة قهوة البن البلدي.

تجمع  الاوعية التي احضرتها وتنظف أرضية الورشة من بقايا الطعام وتضعها في جعبتها وتحملها على كتفها ووالدها يرمقها بنظرات حادة فهي رسائل تحذير غير معلنة

فضولي من الزبائن المتواجدين يصرح بكلمات تزيد من قلق والدها ..

ابنتك كبرت وصارت اكثر جمالا .. هل تزوجها  من مسلم أن تقدم لها على الفور تنطلق إجابته كرصصات تستقر في قلبها..

بالطبع لا .. انا حاخام يهودي ولن تتزوج ابنتي الا من يهودي والا ماذا سيقول عني  أهل ملتي.

شعرت الفتاة بالخيبة وان عشقها للشاب المسلم لن يثمر بالزواج فوالدها لن يقبل بذلك عادت تجر قدميها لكن قلبها عاود ينتفض في صدرها الصغير لانها ستعاود اللقاء بالشاب في طريق عودتها جرت الخطى نحو البستان قبل أن يؤذن لصلاة الظهر فيترك الشاب المزرعة نحو المسجد.

من الجهة الاخرى للمزرعة تقبل الفتاة العاشقة  ينجذب الشاب الى الجهة التي اقبلت منها ليرشقها بنظرات العشق والرغبة وهي تبادله النظرات وكان احد ما يراقبهما من بعيد يحسب عليهما انفاسهما ونظراتهما.