آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:19م

ملفات وتحقيقات


بعد معاناة استمرت ربع قرن من الزمن.. أهالي منطقة امعين بلودر يفرحون بعودة مشروع المياه(تقرير)

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - 02:47 م بتوقيت عدن

بعد معاناة استمرت ربع قرن من الزمن.. أهالي منطقة امعين بلودر يفرحون  بعودة مشروع المياه(تقرير)

أبين((عدن الغد)) خاص.

تقرير/  د. الخضر عبدالله

تتواصل المبادرات الطوعية في منطقة العين التابعة لمديرية لودر بمحافظة أبين، بعد أن كانت ظاهرة المبادرات الجماهيرية قد اختفت منذ أعوام كثيرة، ولكن الروح الوطنية والحماس يعاود أبناء هذه المنطقة التي كان للمبادرات الطوعية التي يقوم بها أبناؤها دور في نجاح المشاريع الأهلية فيها في مرحلة السبعينات.. والمبادرات التي بدأت بحماس تهدف للمشاركة في إتمام مد الأنابيب الرئيسية من موقع البئر إلى المنطقة ورغم صعوبة العمل، إلا أن حاجة الناس للمياه دعت المواطنين للتفاعل والمشاركة.

 "عدن الغد " تابعت العمل عن كثب ، ومن المعلوم أن مشروع المياه قد تعثر العمل فيه قبل فترة طويلة تقارب على ربع قرن  من الزمن ،وتعرضت أنابيب المشروع الرئيسية للنهب.. وهذه الأيام تتواصل المبادرة الطوعية لتنفيذ مشروع المياه الذي سيستفيد منه حوالي "5" آلاف نسمة.. وخرجنا بهذه الحصيلة :

أعمال طوعية كخلية النحل

اثناء متابعتنا للعمل  رأينا الكل يعمل وكأنهم خلية نحل من كبار وشباب وحتى الصغار، رأيناهم وهم يعلمون بجد وتفان، راسمين بذلك صورة جميلة في العمل الجماعي الطوعي الذي نراه غائباً في كثير من المشاريع.

وعند اقترابنا إلى الموقع توجهنا بالسؤال إلى أحد القائمين على هذا المشروع وهو الأخ/ عبدالله بن عبدالله الفني وسألناه عن انطباعه حول عودة هذا المشروع فقال:"المشروع هذا مشروع هام وحيوي وهو شريان الحياة لآلاف المواطنين وبدونه تعتبر الحياة عبئاً ثقيلاً عليهم، سنوات مرت عليهم وهم يتكبدون ويعانون من انقطاع المياه عنهم، لكن بفضل الله ثم بفضل أهل الخير ها هوالمشروع يعود إلينا من جديد لتكتمل الفرحة ويعم الخير وتنتهي معاناتهم الطويلة ويعيشون حياة كريمة بوجود هذا المشروع.. وعبر "عدن الغد " نطلب من الدولة  أن يتعاون معنا بدعم المشروع  بالأنابيب للشبكة الداخلية للمنازل "

فرحة ضخ المياه:

وفي نفس الموقع التقينا / محمد حسين  ـ أحد شخصيات المنطقة ـ وتحدث إلينا قائلاً:"أولاً نشكر صحيفتكم "عدن الغد " التي تابعت هذا المشروع أولا بأول  إلى هذه المنطقة لتشاركنا أفراحنا بعودة ضخ المياه إلى منطقتنا، ..ومضى يقول الفرحة عمت كل بيت، وأنت ترى هؤلاء الناس على مختلف فئاتهم العمرية قد هبوا لمساعدة العمال، سواءً كان مادياً أو معنوياً، لأننا بصراحة تجرعنا مرارة الألم والتعب جراء انقطاع الماء عنا، حتى كاد الناس يهلكوا، لولا عناية الله ثم تدارك المسؤولين لهذه القضية.. وأنا أشكر كل من ساهم معنا في حل هذه المشكلة .

المواطنون .. خلية نحل:

وأما عن اهتمام أبناء المنطقة وتعاونهم بهذا المشروع يقول الأستاذ/ عبدالله عبشل :"من البديهي أن نرى الكل يعمل، لأن المواطن ليس له غرض، إلا أن يعيش حياة كريمة وما هذا الاهتمام الزائد والعمل الطوعي الجماعي والفرحة الكبيرة، إلا نتيجة لما وجدناه من حرمان ومعاناة أثرت علينا جراء انقطاع المياه عنها .. بل من شدة فرحتنا أننا نقوم بتعليم الطلاب صباحاً حتى ينتهي الدوام ومن ثم نذهب لمساعدة العمال، متناسين بذلك حالة الإرهاق والتعب المصاحبة للتعليم، وأدعو كل مواطن أن يحافظ على هذا الخير حتى لا تضيع الأجيال من بعدنا ونرجو  من جهات الاختصاص في المحافظة أن يدعمونا بالدعم السخي لتكملة المشروع ؟".

عانت المنطقة من شحة المياه طوالا والبوز "الوايتات" قصمت ظهر المواطن: وعن معاناة المنطقة من شحة المياه تحدث المواطن/  قاسم  ناصر البالغ من العمر 60 عاماً بقوله:"نظراً لما تعانيه المنطقة من شحة المياه وغلاء أسعار الوايتات "البوز"، قمنا بتشكيل لجنة مختارة من قبل الأهالي لمتابعة اهل الخير  الذين وعدوهم بدعم المشروع وبوعدهم استبشر خيراً وسوف نستمر في مواصلة متابعتنا للحصول على ميزانية مالية،وكذا توفير أنابيب الشبكة الداخلية، وإن شاء الله سوف يضخ الماء إلى كل منزل".

الحلم أصبح حقيقة:

وأما بالنسبة عن الحلم الذي بات حقيقة رغم صعوبة المنال يقول المواطن صالح حسين مع ركاكة الكلام وملامح الفرحة في ثناياه:"يا ابني كان يعتبر عودة المشروع بالنسبة لنا في الماضي أمنية صعب المنال، ولكن الحمدلله أولاً على   مشروع المياه الذي مضى على تعثره عشرون سنة أو أكثر والتقدير لاهل الخير والبر والإحسان وللإخوة أعضاء اللجنة الذين بذلوا قصار جهدهم في المتابعة المستمرة حتى حققت هذه الأمنية وأصبح الحلم حقيقة وليس خيالاً".

الفرحة تعم المنطقة

وبعد ربع قرن من الانقطاع والإهمال، رافقها الآلام والمعاناة المستمرة، عادت الحياة من جديد لسكان منطقة العين  بلودر، وذلك بعودة المياه إلى منطقتهم، بعد أن ذاقوا الأمرين وتجرعوا كأس المرارة مرتين وذلك بسبب انقطاع المياه عنهم وتعرض الأنابيب للسرقة والسطو مرات كثيرة.. وعادت الفرحة وتحمل بين ثناياها تباشير السعادة والفرح لأهالي تلك المنطقة، ولتمحوا بذلك سنين عجاف كادت أن تقضي على الأخضر واليأيس.. فهل تكمل السلطة المحلية ما ينقص من تاهيل المشروع  ويستمر الدعم حتى يرى المواطنون المياه تتدفق إلى منازلهم .. نتمنى من السلطة المحلية ان لا تخذل الأهالي في دعم ما تبقى من مشروع مياه الذي طال انتظاره طويلا..