آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:15ص

أخبار وتقارير


#شتاء_عدن.. صراع سياسي ينهي أمال مهرجان سياحيّ في المهد

الجمعة - 27 يناير 2023 - 07:24 م بتوقيت عدن

#شتاء_عدن.. صراع سياسي ينهي أمال مهرجان سياحيّ في المهد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

مهرجان شتاء عدن.. انمودجاً لخسائر الصراع السياسي ورصيده المشؤوم في حساب المواطن العدني


ليس بالأمر الغريب، أن ينعكس خسائر الحروب السياسية على المواطن ومصير إستقرارية شأنه المسلوب غصباً من صناع القرار، طيلة الأعوام الماضية.

وفي رخص الضمائر المُسيطرة على القرار الذي ظل يمارس اليوم ضد المواطن ك "أمر إجباري عليه" أكان في موافقة أو رفض، على حساب حرية رفاهيته العامة أو المشاركة في فعالية ما. ومهرجان "شتاء عدن" الثقافي الأول "إنمودجاً" في ذلك.

وعلى صعيد ذكر مهرجان "شتاء عدن"، فقد كشف إقامة المهرجان هذا أحداثاً عكست بدورها على مدى خسائر الصراع السياسي الذي تشهده المنطقة بين القوئ المؤثرة على المواقع والأخرى الحكومية على المستوى المحلي، ورصيده المشؤوم في حساب المواطن العدني.

هدم فكرة وإحتكار الواقع

منذ أيام قليلة، أعلنت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة الحكومية، عن إقامة مهرجان "شتاء عدن"، يتم من خلاله عرض الأنشطة الثقافية لمواطنو العاصمة. وذلك في خطوة تعتبر الأولى من نوعها التي تقوم بها الوزارة بعمل هكذا فكرة إحتفالية.
وأبان فترة التحضير للمهرجان، أبت أطرافا محلية وقوى مؤثرة بهدم أساس فكرة البناء الثقافي الأول عبر إحتكار الواقع الذي لجأت إليه مستغلةً حال التدهور الإقتصادي بالبلاد.

جدل رأي عام وتراشق إعلامي

وأدى إقامة مهرجان عدن، جدلاً واسع النطاق بين ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، والكل منهم لديه طرف سياسي يقوده نحو المراد الوصول إليه، حيث يُهاجم معارضون عروض فعالية كهذه في مدينة عدن ثارة ذريعة الأوضاع؛ وحال إقتصادية عدن المتدهور ثارة أخرى. 
وأعتبر عددٍ من المعارضين، أن إقامة المهرجان يعتبر بمكانة إنفاقاً للمال العام، وهدر أموالاً ليس في محلها، خاصةً في هكذا وضع إقتصادي متدهور تشهده عدن والمحافظات المحررة بشكلٍ عام.
كما شن الطرف الحكومي هو الآخر، حملة إنتقاذ واسعة جراء ما يروج له مناصري الإنتقالي من دوافع وصفت "بالغير مبررة"، لمنع إقامة مهرجان شتاء عدن، معتبرين، أن الهجوم الإعلامي والصحافي يستهدف الوزارة نفسها وأنشتطتها تحديداً وليس بدافع إقتصادي أو شبه من هذا القبيل. 

توجيه محلي كاسر

ووسط هذا التراشق الإعلامي والصحافي المُبالغ أمرهُ بين أطراف الصراع المؤثرة والحكومية، يأتي التدخل المحلي من قبل قيادة سلطة عدن ممثلة بالأستاذ/ أحمد حامد لملس، عبر صدور توجيه أقر فيه بدء فعالية المهرجان في مدينة عدن، كاسراً لحاجز بيان هيئة إعلام الإنتقالي الرافض من إقامتها.
وجاء توجيه المحافظ "لملس"، عقب تأجيل فعالية المهرجان ليوم واحد من الموعد المحدد لها. إثر منع الإنتقالي من إقامتها على خلفية تأزم أوضاع إقتصادية عدن. حد تعبيرهم.


تضارب مشاركة وحضور

وفي الآوانة الأخيرة، بات تضارب الإنتقالي على ساحة المشاركة بالمهرجان واضحاً على كل عين بصيرة، حيث أعلنت هيئة إعلام المجلس عن رفض مشاركتها في شتاء عدن، بل وإقامته في العاصمة المؤقتة، ليظهر في يوم تدشين فعالية المهرجان عددٍ من قيادات الهيئة إلى جانب وزير الإعلام والثقافة والسياحة "معمر الارياني"، في صورة تداولت بشكلٍ واسع بين رواد مواقع التواصل، لتُفاجى شأنها الجميع بهكذا تناقض للهيئة بعد رفضاً صريحاً لها. 
فيما أعتبر البعض أن بتوجيه المحافظ "لملس" الذي أقر على بدء فعالية المهرجان، قد أدخل هيئة إعلام الإنتقالي في أجواءً محرجة شيئاً ما.

خاتمة إرهابية وخسائر

وبعد مرور ثمان سنوات من بدء الأزمة اليمنية وإحلال صراع الأطراف السياسية الذي لا يزال على وضعٍ عجاف حتى يومنا هذا في عدن والمحافظات المحررة. يتصدر الصراع السياسي فيها يوماً بعد آخر مع تواصل دفع المواطن فيها تكاليف خسائر هذا الصراع الباهض ثمنه والمُزمن حدٍ ما.
فقد أدى الصراع السياسي إلى إستنزاف رصيد المواطن الخاص، مما عكس بدوره سلباً على ثقافية المجتمع وصولاً إلى رفاهيته العامة التي أصبحت اليوم شبه متواجدة على الواقع. 
حيث تعرّضت أمس الخميس، إحتفالية مهرجان شتاء عدن، لإستهدافاً إرهابياً للسكنية العامة، بعد قيام أحد العناصر المُتطرفة برمي قنبلة صوتية في ساحة مكتظة بالمواطنين المشاركين أمام رد سي مول التجاري في المنصورة. مما أسفر عن سقوط عددٍ من الجرحى بينهم نساء وأطفال. في واقعة يُعتقد انها ذو صلةٍ بصراع سياسي محتدم بين الأطراف المحلية وأبعد من أن تكون حول إقامة مهرجان ثقافي بالعاصمة المؤقتة عدن.