آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: عدم قدرة مجلس القيادة على العودة إلى عدن.. ما ضرره على الأوضاع سياسيا وعسكريا واقتصاديا؟

الأربعاء - 23 نوفمبر 2022 - 12:53 م بتوقيت عدن

تقرير: عدم قدرة مجلس القيادة على العودة إلى عدن.. ما ضرره على الأوضاع سياسيا وعسكريا واقتصاديا؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتحدث عن أسباب عدم عودة أعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة المؤقتة عدن..

هل تسير البلاد على خطى إشكاليات الشرعية قبل تشكيل المجلس الرئاسي؟

ما حاجة البلاد إلى قيادة غير قادرة على العودة.. وما الذي يعرقل عودتها؟

هل الخلافات لاتزال مستمرة وهي التي حالت دون عودة المجلس الرئاسي؟

متى تعود القيادة؟

(عدن الغد) ماجد الكحلي:

لطالما كانت من أهم أسباب عدم عودة الدولة وسيادتها كما كانت هو أن يكون قيادتها في المنفى غير قادرة على العودة إلى بلدها لأسباب أمنية أو غير أمنية، وهذا ما حصل مع الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وشرعيته التي لم تستطع العودة إلى عدن إلا لأيام معدودات ثم ما لبثت أن حزمت حقائبها وعادت إلى فندقها الذي أصبح بيتها الأول والأخير.

نعم كانت تلك قصة أخرى من معاناة اليمنيين جميعا أنهم لم يجدوا رئيسهم السابق ولا حكومتهم ملتفة حولهم لأسباب معلومة وأخرى مجهولة، عدم قدرة الرئيس هادي وحكومته الشرعية جعلت مقاليد الحكم تنساب من بين يديه، فلم يستطع بسبب البعد عن ارض الوطن أن يتحكم بخيوط اللعبة التي تصارعه أطراف كثيرة.

ومن هنا فقدت الدولة هيبتها، بل وثقتها بنفسها، حيث تكمن هيبة أي دولة في حضورها ووزنها داخل البلاد وخارجها، وإذا لم تتمكن قيادة هذه الدولة من تفعيل مهامها على اكمل وجه داخل بلادها فاقرأ عليها السلام.

> تشكيل قيادة جديدة

وفي السابع من أبريل الماضي تشكل مجلس القيادة الرئاسي بقرار من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وضم في تشكيلته ثمانية أعضاء بينهم رئيس المجلس رشاد العليمي، وعضوية قيادات المكونات السياسية والعسكرية الفاعلة في المشهد خلال السنوات الماضية.

وجاء الإعلان عن تشكيل المجلس في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي في غياب الحوثيين الذين رفضوا الحضور.

وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي في بيان متلفز أن المجلس الجديد مكلف "بالتفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كل أنحاء الجمهورية والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي".

وكان قد تردد سابقا في الأوساط أن المجلس الرئاسي بعد تشكله لا ينوي العودة إلى الداخل نتيجة الظروف الأمنية، مع تباين القوى السياسية المنضوية في صف الشرعية التي يشكل قادتها قوام المجلس الجديد، وتردي الأوضاع الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، إلا أن مصادر أكدت أن العودة إلى الوطن أمر ثابت ومؤكد وبانتظار اكتمال بعض الترتيبات اللازمة لا أكثر.

وفعلا عادت القيادة الجديدة ممثلة بالمجلس الرئاسي إلى عدن وأقسمت اليمين الدستوري، ولم تمر أيام أو أسابيع وسرعان ما تحرك بعض أعضاء المجلس وانطلق إلى جهته المعلومة، ولم يعد إلى عدن من ذلك الحين.

ولعل أكبر تحدٍ واجه المجلس الرئاسي هو توفير المناخ الآمن لعمله في الداخل، في ظل التهديد الحوثي الذي سيحول عدن هدفاً عسكرياً، ويبدو أن أول خطوة مناسبة للحماية، هي البدء بتأمين مطار عدن.

> تأخر عودة المجلس الرئاسي

ظن الكثيرون أن الرحلات المكوكية التي قام بها المجلس الرئاسي طيلة الشهور الماضية للدول المجاورة والأوروبية وغيرها ما هي إلا إطار للعمل المتناسق والمتكامل للدفع بعملية تحريك عجلة التنمية والاقتصاد التي باتت صدئة بفعل الحرب الظالمة القائمة على اليمنيين جميعا غير أن هذه الرحلات لم تلبث أن تبطئ من وضع الحلول الجذرية لمشكلات اليمن الكثيرة، ولم تؤت ثمارها.

في المقابل، يرى مراقبون ان تصاعد وتيرة المشهد السياسي والعسكري في أبين وشبوة وحضرموت قد سرع في توسيع الشق بين أعضاء المجلس الرئاسي، الأمر الذي جعل قائدة التحالف المملكة العربية السعودية تستدعي أعضاء المجلس للجلوس على طاولة الحوار ورأب الصدع.

عدم التوافقات بين قيادات المجلس الرئاسي في الفترة السابقة أكدت فعلا على وجود خلافات كبيرة، من شأنها أن تؤدي إلى عدم عودة قيادة المجلس من العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة عدن لممارسة مهامها منها وفقا لما نص عليه اتفاق ومؤتمر الرياض.

في حين يرى الصحفي ماجد الداعري أن "فشل عودة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يعود إلى تعثر كل النقاشات والترتيبات السياسية الجارية بالرياض لإعادة كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن".

> محاولة لمّ الشمل

صحيح أن هناك جهودا بذلت وتبذل من قبل السعودية للم شمل المجلس الرئاسي، حيث ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في 28 سبتمبر الماضي عن التئام مجلس القيادة الرئاسي بكامل أعضائه، في العاصمة السعودية الرياض.

وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن رئيس المجلس رشاد العليمي استقبل بحضور كل أعضاء المجلس وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.

وتطرق اللقاء، مع الأمير خالد بن سلمان، إلى مستجدات الوضع اليمني، ومسار الهدنة، والإصلاحات التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي في المجالات الاقتصادية والخدمية. والدعم المطلوب للمضي قدما في هذه الإصلاحات.

وفي اللقاء، تحدث الرئيس العليمي، حول مسار الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ مطلع أبريل الماضي، وفرص تجديدها مشيرا إلى استمرار الخروقات الحوثية للهدنة وتنصل المليشيا عن التزاماتها بموجب الإعلان الأممي واتفاق ستوكهولم.

أما الأمير خالد بن سلمان، فأكد على التزام المملكة بدعمها لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في السلام والأمن والاستقرار.

ووصل إلى العاصمة الرياض، نائبا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، وسلطان العرادة، لينضما إلى كامل قوام المجلس المتواجد في المملكة العربية السعودية برئاسة رئيس المجلس رشاد العليمي.

غير أن مصادر أكدت أنه تم إذابة بعض التباينات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بالإضافة إلى بعض المنح والمساعدات والمشاريع التي من شأنها بأن تسهم بتحسين الوضع الخدمي والاقتصادي.

وأوضحت المصادر بانه قد جرى تأجيل النقاش ببعض القضايا التي كان بعض نواب المجلس الرئاسي يصرون على معالجتها وحسمها خلال اجتماعات مع المسؤولين بالعاصمة السعودية الرياض.

ومع هذا يرى مراقبون أنه بعد التئام أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وتوحيد رؤاهم وتغليب مصلحة الوطن على المصالح لماذا لم يعد المجلس الرئاسي إلى العاصمة عدن ليباشر عمله على أتم وجه؟ ما الأسباب الحقيقية وراء منع عودة قيادة المجلس الرئاسي؟.

فيما يؤكد محللون أن المجلس الرئاسي ربما يسير على نفس خطى إشكاليات الشرعية قبل تشكيل المجلس الرئاسي إذا استمر الحال كما هو عليه، حيث مكثت الشرعية وقيادتها سنوات طويلة لم تستطع العودة إلى عدن لمباشرة عملها، ولهذا طالبوا بعودة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى العاصمة عدن بأسرع ما يمكن، لأسباب كثيرة أهمها إعادة هيبة الدولة المتمثلة في قيادتها، فعدم وجود القيادة على أرض الواقع معناه جعل دفة القيادة على ظهر رياح الصراعات العاتية التي تظهر بين الحين والآخر، فتذهب بها هنا وهناك!.