جزيرة المطففين .. رواية أدبية تأخذك بعيداً

عندما تنتهي من قراءة رواية حبيب سروري " جزيرة المطففين" ينتابك شعور غريب وعجيب لا تستشعره عادة في قراءة

الروايات الاخرى ! تجد نفسك تشاطر الكاتب حب الحياة حتى الثمالة ومتعة الترحال والحرية المطلقة بكل جدية والتعمق في أمل لتحقيق مجتمع انساني متساو ومتقدم !

رواية فعلا متميزة عن البقية من اخواتها من انتاج حبيب وبالطبع لا مقابل لها في الانتاج الادبي العربي الراهن حيث تندر الروايات العلمية.

رواية تجعل القارئ يشعر بالامتداد في عمق اعماقه واغواره النفسية حيث تنقله الى عوالم من التخييل العلمي والرغبة الجارفة الملحة في البحث عن الجمال واستقراء تعقيدات الحاضر وكيفية الخروج من المأزق الذي وصل له المجتمع البشري.

رواية تصنع ميلادا جديدا- زمانيا / مكانيا - من بعض الماضى ومن قضايا الحاضر المكثف بالامه واوجاعه ورسم رؤية استباقية للبعد المستقبلي ! هي رواية تنقلك بخيال علمي متزن متماسك ومتسق مع كل خيوط الرواية رغم كل تشعباتها وتعدد themes فيها وبلغة رصينة واسلوب مكثف في جماله ودقة تعابيره لتنتقد به كل الزيف والغش للقيادة العامة في أطلس كما حبكها وتخيلها الاديب.

ومكاني / تصنع فيه ميلادا جغرافيا جديدا في تقسيم المكان والثروات والبؤس.

وكانها تقوم بتخطيط هندسي لعالم نعيشه واقعيا اليوم حيث يتنوع بكوارثه من جبروت الراسماليةوظلم التوزيع ومآسي الانسانية والهجرة اللا شرعية والتلوث وكل ذلك للبحث عن ماهية الانسان وفهم طبيعته بغية حل الغازه والغاز ما بعد الطبيعة الانسانية!

هذه رواية اديب و عالم ولكنه اديب حالم مؤمن بالعلم والمستقبل والتكنولوجيا ايمانا مطلقا كمثل ايمانه بالحب والعشق والفنون والجمال وشمولية الارض والطبيعة والانسان !

ابهرني خيال حبيب هذه المرة اكثر من خيالاته التي اعتدنا عليها في بقية رواياته!

وفوجئت أنا ايضا بنفسي ، كيف كنت اتابع بشغف تلك الروباتات القاتلة والابتكارات العلمية في الرواية! رغم انني لست من المتعمقين في الذكاء الاصطناعي والعلوم التكنولوجية!

رواية جزيرة المطففين تلخص للقارئ الجاد كل الاهتمامات والهموم لاي انسان معاصر يهمه العلم والتطور وتهمه الرابطة الانسانية بكل حيثياتها!

سعاد محمد