آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

صفحات من تاريخ عدن


صفحات من تاريخ عدن.. تاريخ مدينة كريتر للمؤرخ سلطان ناجي

الأربعاء - 22 يونيو 2022 - 10:28 ص بتوقيت عدن

صفحات من تاريخ عدن..  تاريخ مدينة كريتر للمؤرخ سلطان ناجي

عدن((عدن الغد)) خاص

 مدينة كريتر هي مدينة عدن الأصلية التي وصفها الأقدمون و المحدثون. و تعود التسمية الجديدة إلى بداية الإحتلال البريطاني حيث سميت بهذا الإسم الأجنبي الذي يعني (فوهة البركان)، و ذلك لأن المدينة كانت في القديم موضعاً للبراكين. و قد كانت التسمية الأولى لكريتر بعد مجيء البريطانيين هي (أيدن كامب) بمعنى (معسكر عدن) لأن الوجود البريطاني و الحامية البريطانية كانت كلها في بداية أمرها داخل مدينة كريتر.

    كذلك الميناء فقد كان منذ قديم الأزمان في خليج صيرة و لم ينتقل إلى التواهي إلا بعد حوالي عشرين عاماً من الإحتلال.

    و من وصف الجغرافيين العرب في العصور الوسطى يظهر بوضوح أن مدينة عدن هي كريتر فقط. فالهمداني مثلاً يقول: (عدن جنوبية تهامية و هي أقدم أسواق العرب. و هي ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق ، فقطع الجبل بزبر الحديد فصار لها طريق إلى البر).

    أما أبن خلدون فيقول: (و يحيط بها من جهة شماليها على بعد جبل دائر إلى البحر ينثقب فيه من طرفيه ثقبان كالبابين .. و ليس لأهلها دخول و لا خروج إلا على هذين الثقبين).

    هذا و في الوصف و الصورة لمدينة عدن في كل من كتابي إبن المجاور و أبي مخرمة نجد أن المقصود بالمدينة هو مدينة كريتر فقط، فلا ذكر إلا لصيرة و جبل المنظر (جبل حقات) و جبل الأخضر (معاشق) و المعجلين.

    و في العصر الإسلامي قلما نجد كتاباً جغرافياً للرحالة العرب لا يذكر عدن و يصف أهميتها. فالبشاري يقول: (عدن بلد جليل، عامر، آهل، حصين، دهليز الصين، و فرضة اليمن، و خزانة المغرب، و معدن التجارات. كثير القصور، مبارك على من دخله، مثر لمن سكنه، مساجد حسان، و معايش واسعة، و أخلاق طاهرة و نعم ظاهرة).

    و يقول الأصطخري في مسالك الممالك: (عدن مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. و هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند. و التجار يجتمعون إليه، لأجل ذلك فإنها بلدة تجارية).

    و يصفها القلقشندي بأنها: (من تهائم اليمن و هي على ساحل البحر ذات حط و قلاع... و هي أعظم المراسي في اليمن و بها قلعة حصينة مبنية. و هي خزانة مال ملوك اليمن إلا أنه ليس بها زرع و لا ضرع، و هي فرضة اليمن و محط رحال التجارة. لم تزل بلد تجارة من زمن التبابعة و إلى  زمننا، عليها ترد المراكب الواصلة من الحجاز و السند و الهند و الصين و الحبشة و يختار أهل كل إقليم منها ما يحتاج إليه إقليمهم  من البضائع).

    أما صلاح الدين بن الحكيم فيقول: (المقيم بها في مكاسب و افرة و تجائر مربحة. و لحط المراكب عليها و أقلاعها مواسم مشهورة. فإذا أراد ناخوذة السفر بمركب إلى جهة من الجهات أقام فيها علماً برنك خاص فيعلم التجار بسفره .. و يقع الإهتمام بالرحيل و تسارع التجار في نقل أمتعتهم).

    و عن الحكيم صلاح الدين بن برهان: (أن المقيم بها يحتاج إلى كلفة في النفقات... و يحتاج المقيم بها إلى ماء يتبرد به في اليوم مرات في زمن قوة الحر). ثم قال: (و لكنهم لا يبالون بكثرة الكلف و لا بسوء المقام لكثرة الأموال النامية).

    و في الكتاب (صفة بلاد اليمن) لإبن المجاور المؤلف في مطلع القرن الثالث عشر صورة حية للحركة في ميناء عدن العظيم و كيف يستقبل سكان المدينة وصول المراكب إليها و ما هي أنواع البضائع التي ترد إلى الميناء و تفصيل العشور على كل سلعة من السلع، ثم يذكر تخريج عشور الشواني و يقصد بذلك أن الحكومة لكي تحافظ على الإزدهار التجاري في عدن كان لها أسطول من السفن الخاصة (الشواني) يقوم بحراسة السفن التجارية في مياه خليج عدن من غارات قراصنة البحر .

    ثم يشير إبن المجاور إلى قيام الوالي الأيوبي عثمان الزنجبيلي في بناء سور يفصل بين المدينة و خليج صيرة. و قد بني لذلك السور ستة أبواب منها باب الفرضة و آخر للدخول و الخروج ثم باب السكة لتمر السيول خلاله إلى البحر عند هطول الأمطار الغزيرة. كما أن الزنجبيلي قد زاد من فعاليات تحصينات المدينة من ناحية جبل حديد إلى سلسلة جبال المنصور و أقام القلاع على قمم الجبال و كذلك باب (حقات).

    و الحقيقة أن مثل تلك التحصينات القوية هي التي كانت السبب في صد الهجوم البرتغالي الكبير الذي قام به البوكيرك ضد الميناء عام 1513م. و من يشاهد اللوحة المحفوظة في المتحف البريطاني لهزيمة قوات البوكيرك البرتغالية أمام ميناء عدن كما رسمت حينها ليدهش من قوة التحصينات و القلاع و الأسوار الضخمة التي كادت أن تغطي جبال عدن و تحيط بالمدينة من ناحية البحر. كما أن هناك لوحة لجبل صيرة رسمت حوالي عام 1680م، بعد رحيل الأتراك و دخول المدينة ضمن السلطة المركزية في صنعاء و فيها يظهر أن كل جزيرة صيرة تقريباً كانت تحيط بها الأسوار و القلاع من أسفلها إلى قمتها.

    لقد بلغت عدن ذروتها الإقتصادية في العصور الوسيطة المتأخرة. فمنذ قيام الخلافة الفاطمية تحول ميزان السلطة السياسية من بغداد نحو القاهرة فكان أن أنتعش النشاط الإقتصادي لعدن و أصبحت من جديد همزة الوصل بين الشرق و الغرب في معظم المسائل التجارية و الإقتصادية خاصة عندما أصبحت عدن تدخل ضمن ولاء الفاطميين و نفوذهم أثناء قيام دولها الشيعية كالصليحيين و الزريعيين . ثم واصل الأيوبيون نفس الإهتمام بعدن عندما حكموا اليمن فأصبحت في أيامهم أكثر أماناً و تحصيناً من أي ميناء عربي آخر في الجزيرة العربية. و منذ إستقلال الرسوليين بها في بداية القرن الثالث عشر و حتى إنتهاء دولتهم في القرن الخامس عشر بلغت عدن ذروة إزدهارها و مجدها الإقتصادي. إلا انه بعد العقد الثاني من القرن الخامس عشر بدأت عدن تفقد تدريجياً ازدهارها و أهميتها الإقتصادية نتيجة المنافسة النشطة التي كان يقوم بها ميناء هرمز في الخليج العربي حيث أستطاع تدريجياً ذلك الميناء إمتصاص الجزء الأكبر من تجارتها العالمية. و لما جاء (الطاهريون) قضوا معظم فترة حكمهم الذي أستمر حتى منتصف القرن السادس عشر يتنافسون مع الموانئ المصرية المطلة على البحر الحمر و ميناء الشحر في حضرموت من أجل السيطرة على تجارة البحر الأحمر و المحيط الهندي .. و مع ذلك فقد كانت عدن عام 1460م مثلاً لا تزال تعتبر ميناءاً عظيماً و حصيناً و يتراوح سكانها بين 50.000 – 60.000 نسمة و يوجد فيها خليط  من التجار المصريين و السوريين و المغاربة و اليهود و الهنود. و في القرن السادس عشر، أي بداية العصور الحديثة، أصبحت عدن الضحية الكبرى للصراع البرتغالي/المملوكي، ثم البرتغالي/العثماني فيما بعد في مياه المحيط الهندي و بحر العرب و البحر الأحمر. و عندما فرض العثمانيون سيطرتهم على اليمن في الفترة ما بين 1538م – 1835م حولوا عدن إلى قلعة عسكرية للقسم الجنوبي من اليمن و ساعدوا على إنحطاطها و أصبح الميناء الرئيسي و المزدهر هو المخا. و كان السبب الثاني الهام الذي قضى على عدن بعد الصراع العسكري البرتغالي/العثماني هو نمو الإتجار (بالبن اليمني) بدلاً من البهارات الشرقية التي كانت تجارة الترانزيت من أسباب ازدهار عدن.

    لقد أصبحت تجارة البن ـ عبر ميناء المخا ـ هي الأساس الإقتصادي الجديد و بمثابة ثورة تجارية غيرت جذرياً العلاقات التجارية بين الشرق و حوض المتوسط بعد القرن السادس عشر. و هكذا أستمرت عدن في التدهور الإقتصادي أثناء و بعد طرد العثمانيين.

    و ها هو (جون جوردين) أحد بحارة أول سفينة إنجليزية تزور الميناء عام 1609م ، يخبرنا بأن عدن لم تكن في ذلك الوقت (سوى مدينة مزعجة لا يرتاح إلى سكناها، إذ ما من خضار تنبت بين أسوارها و ليس لسكانها إلا التمتع بمرأى صخورها القاحلة، و منازلها المهدمة. و ليس بها مياه عذبة بل آبار ذات مياه مالحة).

    و يقول جوردين إن الميناءين الكبيرين آنذاك هما (المخا) و (جدة) أما عدن ففي تأخر تجاري لا تأتيها في السنة سوى سفينتين أو ثلاث من بلاد الهند و الخليج العربي. أما حاكم المدينة فكان شاباً يوناني الأصل أعتنق الإسلام، و على شاكلته جميع الأتراك من ذوي المناصب الهامة في هذا البلد.

    و الكل عبيد للباشا، و لا يتجاوز أفراد الحامية في المدينة و الحصون معاً الثلاثمائة جندي، لكنهم رغم ذلك قد ملأوا أفئدة الأهلين رعباً بحيث لا يجرؤ أحد على النظر إلى وجه تركي).

    لكن هذه الصورة القاتمة التي رسمها لنا جوردين للمدينة سرعان ما تتغير، فقد أستطاع اليمنيون طرد الأتراك و أصبحت البلاد بعد طرد الأتراك كلها خاضعة لحكم حكومة مركزية قوية. و قد كان لإستتباب الأمن و الهدوء تأثيره على حياة البلاد التجارية فقد أنتعشت التجارة الخارجية مع أوربا لاسيما تلك التي تخص تجارة البن.

   و ها نحن نرى (لاروك) الرحالة الفرنسي الذي زار عدن في بداية القرن الثامن عشر يصفها بأنها (تبدو كبيرة للناظرين. فهناك البيوت الجميلة العالية ذات السطوح الواسعة). و مما لفت نظر هذا السائح الفرنسي وجود تلك المسابح الكثيرة الفخمة و المبلطة تبليطاً حسناً في المدينة. و قد كان لتلك المسابح قباب مزخرفة ذات شقوق مستديرة لإدخال ضوء الشمس. و قد كان يوجد في كل منها شرفة تطل عل أحواض السباحة حيث يجلس عليها المتفرجون و السباحون على السواء.

    بعد إنفصال عدن عن السلطة المركزية في مطلع القرن الثامن عشر و تبعيتها لسلطان لحج بدا الخراب يحل في المدينة تدريجيا. فعندما زارها (هنري سولت) عام 1809م لم يجد من بناياتها الأثرية سوى بقايا صهاريج الطويلة.

    و عندما زارها (ولستد) عام 1835م قال إنه لم يبق من آثار المدينة إلا بضع منائر و حوالي مئة بيت و بعض من بقايا أسوارها المهدمة و أما بقية المدينة فعبارة عن قبور و أكوام من الحجارة و التراب و بقايا بنايات قديمة دون سقوف، ثم يضيف بان سكان كريتر حينذاك كانوا حوالي (600) من الذكور يعيشون في المدينة الخراب التي لم تزد عن أكثر من قرية للصيادين. و كان حوالي نصف أولئك السكان من العرب (اليمنيين) و الباقي من اليهود و الصومال و البانيان. و كان معظم السكان يعيشون في عشش من سعف النخيل. و كانت أحسن البيوت يسكنها (البانيان) الذين كانوا يسيطرون على التجارة.

    و لكن برغم هذا الخراب الواضح الذي حل بعدن قبل مجيء البريطانيين، فقد كانوا مهتمين بها كثيراً و يعرفون تماماً أهميتها الإستراتيجية و الإقتصادية. فقد كتب (هينس) إلى حكومته قبل الإحتلال بقليل شارحاً أهمية الميناء بقوله: (إن هذا المرفأ العظيم يمتلك من القدرات و الإمكانيات ما لا يملكه ميناء أخر في الجزيرة العربية . إن ازدهاره لا شك و أن يقضي على ميناء المخا و بقية موانئ البحر الأحمر فهو يحتل مركزاً تجارياً ممتازاً لا شك انه أنسب الموانئ الموجودة لمواصلات الإمبراطورية عبر البحر الأحمر. و هو في وضعه الحالي صالح لإستقبال البواخر و تموينها في كل فصول السنة).

    كما أن حاكم بومباي أكد لحكومته على أهمية الميناء بقوله عام 1838م ما يلي: (إن عدن بالنسبة لنا لا تقدر بثمن. فهي تصلح كمخزن للفحم طيلة فصول السنة و يمكن أن تكون ملتقى عاماً للسفن المستخدمة طريق البحر الأحمر و قاعدة عسكرية قوية بواسطتها يمكننا ان نحمي و نستفيد من تجارة الخليج العربي و البحر الأحمر و الساحل المصري المحاذي الغني بمنتوجاته. و عدن كجبل طارق متى ما أصبحت في أيدينا ستكون صعبة المنال من البر و البحر). و هكذا تم إحتلال عدن من أجل منع أية قوى أخرى من السيطرة على منطقة إستراتيجية حيوية مثلها.

    إن تصميم بيوت كريتر و شوارعها بشكلها الحالي يعود إلى ما بعد الإحتلال، و قد غلب عليها (الطابع الهندي) في كل شيء بسبب إرتباطها طيلة المئة عام الأولى بالهند. كما أن ترميم و إصلاح الأسوار المحيطة بجبال كريتر أو صهاريج الطويلة يعود إلى ما بعد الإحتلال أيضا. فقد بقيت (كريتر) هي المدينة الأصلية و الوحيدة طيلة العشرين سنة الأولى تقريباً التي هي تحت السلطة المباشرة للحكم البريطاني، لذا فقد كانت كريتر هي مركز إدارة حكومة المستعمرة و كذلك مقرّ حاميتها العسكرية و الميناء الرئيسي. لذا كانت تسميها (بايدن كامب) أو معسكر عدن. و كانت البنايات التي تضم إعدادية كريتر في الخليج الأمامي هي معسكرات للجنود، و لذا كان تسميتها  (بالريجمينت) أي المعسكر، كما أن بناية المركز اليمني للأبحاث الثقافية حالياً هي من أولى البنايات التي شيدت في المدينة لتكون كنيسة للجالية المسيحية من جيش الإحتلال و الأجانب.

    و في عهد المقيم البريطاني الأول أرتفع عدد سكان كريتر من حوالي ألف نسمة إلى حوالي عشرين ألف نسمة في أخر أيامه عام 1854م، و كانوا موزعين على الشكل الآتي: 4812 من السكان اليمنيين ، 2896 من الصومال، 1114من اليهود، 8563 من الهنود ، 791 من الأوربيين، 2452 من الآخرين و الباقي من العسكريين، لقد كان السكان اليمنيون يكونون أقلية. فعلى الرغم من هجرة الفنيين و أصحاب الحرف و التجار من المخا إلى عدن بعد تدهور الميناء الأول. فقد كان معظم سكان كريتر يستجلبون من الهند. لذا فقد أصبحت عدن هندية أكثر منها عربية. ففي عام 1849م أنخفض السكان اليمنيون إلى أقل من النصف بينما زاد الهنود أكثر من ضعفين و أصبحوا يكونون 40% من سكان المدينة، و كانت أكبر الجاليات الأخرى: اليهودية و الصومالية.

    في بداية الإحتلال البريطاني أصبح نشاط المجتمع التجاري في كريتر كله موجهاً و مجنداً لخدمة الحامية العسكرية البريطانية. فمعظم الأنشطة الإقتصادية كانت تدور حول تنفيذ المقاولات لتزويد الحامية بحاجاتها من مؤن أو أغذية أو خدمات أو الأعمال الحكومية كبناء التحصينات و غيرها. و كان أهم الإنشاءات التي بُدئ العمل بها هي مشروع المياه في (الشيخ عثمان) و حملها بواسطة قناة طولها ستة أميال إلى قرب جبل حديد و من هناك إلى مدينة (كريتر). فقبل تنفيذ هذا المشروع كانت مشكلة مياه المستعمرة هي القضية الكبرى، و كانت المياه توزع على الأهالي بالبطاقة.

    و في أواخر القرن التاسع عشر و بداية العشرين أدى توسع التجارة بعد أن أصبحت عدن المركز الرئيسي في الطريق بين الشرق و الغرب إلى خلق الفرص الكثيرة للعمل. و كان المميز للنشاط التجاري في عدن هو وجود السماسرة و الدلالين الكثيرين في كل الأنشطة التجارية تقريباً و كانت تأتي على قمة النشاط التجاري في كريتر الشركات الأجنبية من إنجليزية و أمريكية و ألمانية و فرنسية و إيطالية و هندية كلها مرتبطة بشركاتها الرئيسية في أوربا و الولايات المتحدة و بومباي. و تحت هذه الشركات الأجنبية كانت تأتي فئة التجار الهنود و العرب. و معظم العرب و اليمنيين كانوا يتعاملون بتجارة البن و لكن بواسطة تلك الشركات الأجنبية التي كانت هي التي تتحكم في تسويقه. في حرب التحرير كانت كريتر هي أول من تسقط بأيدي الثوار و تبقى تحت سيطرتهم مدة أسبوعين كاملين بعد حوادث 20 يونيو 1967م.