آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

ملفات وتحقيقات


( من تاريخ رجالات اليمن ) محمد علي هيثم .. الرجل الذي مات مسموما ( الأخيرة )

الإثنين - 23 مايو 2022 - 07:56 م بتوقيت عدن

( من تاريخ رجالات اليمن )  محمد علي هيثم .. الرجل الذي مات مسموما ( الأخيرة )

عدن ( عدن الغد ) إعداد/ د. الخضر عبدالله :

 يقف اسم المناضل الوطني الجسور محمد علي هيثم في مقدمة وصدارة الرموز البارزة للثورة اليمنية الخالدة، وأحد صناع فجر الاستقلال الوطني في ال 30 من نوفمبر من العام 67م لخروج آخر جندي بريطاني من على أرض الجنوب اليمني المحتل.

ويحتم علينا في ( عدن الغد ) ان نقف و نعيش أمام هذه الهامة الوطنية السامقة , انصافاً للتاريخ وأمانته في قول كلمة الحق بمثل المناضل الكبير الراحل/ محمد علي هيثم الرجل الذي وهب عصارة جهده وعطائه ونضاله من أجل الحرية والاستقلال.

الالتحاق بالقوميين العرب

التحق محمد علي هيثم بحركة القوميين العرب فور تأسيسها بمدينة الشيخ عثمان في نوفمبر 1959م الا انها اول كلية قيادية تأسست بمودية عام 1960م وكان رئيسها العطر الذكر حسين الجابري ومن اعضائها علي ناصر محمد ومحمد علي هيثم ومحمد سليمان ناصر متعه الله بالصحة.

أسندت لهيثم قيادة العمل التنظيمي للحركة في المنطقة الوسطى (دثينة والعوذلي) وتفرغ لقيادة العمل التنظيمي والعسكري عام 1964م وكان ينتقل بين دثينة وعدن وتعز.

التشكيل الحكومي بعد الاستقلال 

وفي اول تشكيل حكومي في جمهورية المين الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال في 30نوفمبر1967م عين هيثم وزيرا للداخلية وبعد قيام حركة 22يونيو1969م عين هيثم رئيسا للوزراء وطلب اعفاءه من منصبه في 21اغسطس1971م وكانت حجته تلقى دراسته نظرية في الاشتراكية العلمية في موسكو وبعد عام واحد عام 1972م غادر الى القاهرة واستقر هناك.

وفي عام 1980م شكل التجمع القومي مع عبدالقوي مكاوي وشيخان الحبشي وبعد عام واحد تعرض للاغتيال وانقذته السماء وبعد قيام انتخابات عام 1993م البرلمانية في صنعاء بعد الوحدة، عين هيثم وزيرا للتأمينات والشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة العطاس في 23مايو1993م .

رجل الأحداث في صميم المعركة الوطنية

 محمد علي هيثم رجل الأحداث الذي كان طوال حياته في صميم المعركة الوطنية بكل جسارة وثبات يعتبر من أوائل القيادات التاريخية في اليمن وتحمل أكبر المسؤوليات في الجنوب عقب الاستقلال وكان أحد دعاة الوحدة اليمنية , ومن أبرز الداعمين لتحقيقها .

وكما هو معرف بانه  رجل مثقف وواعي وسياسي لا يعرف السلبية في حياته ولا يهاب الموت حتى وقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال في سنوات التآمر على قضية القيادات التاريخية للثورة في الجنوب التي طاردته المحاولة إلى قاهرة المعز في جمهورية مصر العربية فلم تهز من عزيمته وإصراره في التراجع عن مواقفه التي اقتنع بها.

وفي ظلال الوحدة  أختار الفقيد له ولمؤيديه المؤتمر الشعبي العام الإطار السياسي الذي يمارس مـن خـلالـه او يواصل نشاطه السياسي لحماية الوحدة اليمنية وترسيخ جذورها واستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة.وأنتخب عضو في اللجنتين العامة والتنفيذية للمؤتمر .

وعند تشكيل اللجنة العليا اختير عضو فيها ، ورئيسا للجنة الامنية فيها ٩٢ / ١٩٩٣ م وقد لعب الفقيد دوراً فعالاً ومؤثراً في عمل اللجنة التحضيري ، وخلال سير عملية الانتخابات ونجاحها ، وكان رصيده الوطني وسمعته الطيبة ، واتقاد نشاطه ومثابرته أصداء واسعة لدى أبناء الشعب ولدى زملاءه في اللجنة وعلى أصعدة أخرى .

وقع الاختيار عليه وزيراً للتأمينات والشئون الاجتماعية والعمل عند تشكيل الحكومة الائتلافية في يونيو ١٩٩٣ م وهو في إجازة خارج الوطن .. وعند تسلم مهام عمله بادر بكامل طاقته وحماسه المعهودين في وضع برامج تفصيلية على المدى المنظور بعمل وزارته ولإحداث نقلة نوعية في نشاطها ولاستنهاض همم وطاقات كل العاملين والمسئولين فيها .

صفحات مضيئة

لقد ترك محمد علي هيثم بصمات مضيئة ليس لشخصه ولصالح ذاته وأهله وذويه وقبيلته بل لصالح وطنه وشعبه الذي نذر أغلى سنوات العمر في النضال والكفاح لأجل تحقيق حقوقه في الحرية والتقدم والازدهار من خلال دخوله المبكر في صراعات النضال ضد الحكم الإمامي المستبد والاستعمار البريطاني البغيض حتى قيام ثورة 26 سبتمبر وإعلان النظام الجمهوري وتفجير ثورة 14 أكتوبر من قمم جبال ردفان الشماء بقيادة شهيدها الرمز الثائر راجح بن غالب لبوزة ومواصلة الكفاح المسلح حتى تحقق لشعبنا في الجزء الجنوبي العزيز من الوطن الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م."

الاعتذار لأبناء عدن

الشيء الجميل من حياة هيثم  أنه قبل وفاته قال في تلفزيون عدن لقد اخطأنا في حق عدن ووجب علينا تقديم الاعتذار لها."

الموت بالسم

وفي يوم 8 يوليو 1993 احس بارهاق شديد نقل على اثره الى المستشفى نقل على إثرها الى غرفة الانعاش بمستشفى الثورة العام بالعاصمة « صنعاء » 

وفي اليوم التالي 9/ يوليو  توفي هيثم مسموما وإذا كان هيثم قد نجا من محاولة اغتيال نفذها الرفاق الا ان الخبرة تمكنوا منه بعد 12 عاما.

ينتمي الفقيد الى أسرة تتكون من ٧ اخوان منهم ٤ ذكور و ٣ اناث .

متزوج من امرأتين وله عشرة أبناء ستة ذكور وأربع إناث ".