آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:47ص

ملفات وتحقيقات


اغتيالات وانقلابات قبل حكم صالح .. (4)

الأحد - 22 مايو 2022 - 06:48 م بتوقيت عدن

اغتيالات وانقلابات  قبل حكم صالح .. (4)

عدن ( عدن الغد ) إعداد / د. الخضر عبدالله :

الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي يقول: "إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين"، فجعل من نفسه "ساحرا" لتحقيق ذلك فأحكم قبضته على اليمن حتى بعد خلعه من الحكم بعد اندلاع الثورة اليمنية، حيث لا يزال لاعبا رئيسا في أحداث اليمن.

وولد الرئيس علي  صالح في 21 مارس  عام 1942 في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان بمحافظة صنعاء لأسرة فقيرة وعاش معاناة كبيرة بعد طلاق والديه في سن مبكرة.

مرت على حياته العديد من الحروب والصراعات السياسية منذ توليه السلطة,حيث ان غالبية الرؤساء الذين حكموا شمال اليمن بين عامي 1962 إلى 1978 قتلوا إما بالاغتيالات أو بالانقلابات.

وأنتهت حياة الرئيس صالح خلال اشتباكات مسلحة مع الحوثيين في الرابع من يناير عام 2017، لكنه حكم اليمن لنحو 33 عامًا تعرض للعديد من محاولات الاغتيال وهو الذي قيل عنه إنه "احترف الرقص بين الأفاعي".

( عدن الغد) تنفرد بنشر الذاكرة السياسية للرئيس الراحل علي صالح وخرجت بهذه المادة الصحفية ..

حول نشر مذكرات الرئيس علي صالح وعن  وصوله الى دفة الحكم في الجمهورية اليمنية، فانه لابد لنا  ان نعطي لمحة سريعة عن احداث الفترة التي سبقت تولية السلطة، لا سيما منذ عام 1970 . 1978م.

انقلاب ضد السلال

تشير دراسات يمنية  انه في 5 نوفمبر 1967م تمكن عبدالرحمن الارياني من قيادة انقلاب ضد الرئيس عبدالله السلال، والوصول الى رئاسة الجمهورية، ولم يكد يمر شهر واحد على ذلك تعرضت صنعاء لحصار السبعين يوماً (30 نوفمبر 1967 . 8 فبراير 1968م) من قبل الملكيين الذين كانوا يريدون اسقاط النظام الجمهوري والعودة الى السلطة. ورغم قوة الحصار على صنعاء وشراسة المعارك حولها الا ان النظام الجمهوري استطاع الصمود والنجاح في كسر الحصار وهزيمة الملكيين .

وفي هذه الظروف الصعبة والمعقدة السياسية والاقتصادية التي كان يعاني منها شمال اليمن، وعدم تنفيذ الاصلاحات التي تقدم بها الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني، فقد ادى ذلك الى سفر الارياني الى سوريا ثم إرساله من هناك برسالة خطية تضمنت استقالته، وفضل رئيس الوزراء آنذاك عبدالله الحجري ان يكتفي بطي الاستقالة ودعوة الشخصيات المعنية للبحث عن الحل، وتطورت المواقف عندما لحق بالأرياني الشيخ سنان ابو لحوم محافظ الحديدة والذي كان يعد من اقوى شيوخ القبائل، ويستقطب عدداً كبيراً من القوى الوطنية في اليمن، حيث قدم للأرياني استقالته ذلك وذلك تضامناً معه. وادى ذلك الى تكوين وفد رسمي وشعبي من صنعاء لزيارة الارياني ومناقشة القضايا الداخلية لليمن، واستجاب الارياني لهذه الزيارة وعاد الى صنعاء بعد غياب ثلاثة اشهر في 24سبتمبر 1973م وبعد دام ثلاثة اشهر تقريباً اشترط بعودته شروطاً منها:

-تعديل الدستور، بحيث تلغى المادة التي تنص على تشكيل المجلس الجمهوري وتعدل ليكون رئيس الجمهورية واحداً وليس مجلساً.

-تأليف حكومة وطنية.

-الالتزام بالتصحيح المالي والاداري وتطوير الجيش.

-اعطاء القوى الشابة والمثقفة المراكز الحساسة في الدولة".

حكومة حسن مكي

وفي 3 مارس 1974م تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة حسن مكي، وتم اقرار برنامج انمائي ثلاثي(73 . 1976م) وكان يعد اول خطوة لتحقيق التنمية في إبريل 1974م.

وعندما لم يتم تنفيذ شروط الارياني كلها وانتشرت الفوضى السياسية وتعددت مراكز القوى في عهد القاضي عبدالرحمن الارياني، انهار الاقتصاد، مما ترتب علية شل قوة النظام السياسي، بسبب الانشقاقات، واختلاف وجهات النظر بين مراكز القوى السياسية، الامر الذي دفع رئيس واعضاء المجلس الجمهوري لتقديم استقالتهم لرئيس مجلس الشورى عبدالله بن حسين الاحمر، الذي قدم بدوره استقالة مجلس الشورى الى القيادة العامة للجيش.

رئاسة الحمدي وانقلاب في أجهزة الدولة

وقد اعلنت القيادة العامة بيانها في الثالث عشر من يونيو 1974م الذي شرحت فيه لأفراد الشعب ان التباين في وجهات النظر نتج عنه انهيار في الاوضاع، وفساد مالي واداري، وانفلات في اجهزة الدولة ومؤسساتها، الامر الذي ادى الى تحمل الجيش للمسئولية حرصاً على السلام والامن والاستقرار وانه تم تشكيل مجلس قيادة مكون من سبعة اعضاء برئاسة المقدم ابراهيم الحمدي . واعلنت حالة الطوارئ واغلقت المطارات، وفرض منع التجول في المدن، وطلب من حكومة حسن مكي، التي شكلت في شهر مارس الاستمرار في اعمالها.

اتجه الحمدي بعد وصولة الى السلطة نحو بناء الجيش فأسس معسكر العمالقة في ذمار وبلغ عدد افراده أكثر من خمسين الفاً من الضباط والصف والجنود، واسند قيادته الى اخيه عبدالله الحمدي، ولكون الجيش اليمني.

بوجه عام-  متأثرا بالانتماءات والولاءات القبيلة، فقد ركز الحمدي على توحيد الجيش، توحيداً كاملاً واعادة بناء القوات المسلحة والامن، واتخذ اسلوب الحوار بديلاً عن المحاكمات والاعتقالات.

إقصاء بيت أبو لحوم من القوات المسلحة

وبدأ الحمدي يعيد النظر في اقوى المحيطة به، حيث اصدر قراراً بإقصاء اّل بيت ابو لحوم (الرائد علي ابو لحوم، والرائد محمد ابو لحوم) عضوي مجلس القيادة من القوات المسلحة وانصارهما من الضباط، ثم قام بإقصاء المقدم مجاهد ابو شوارب، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمني والمقرب من الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس الشورى.

وقد خضعت هذه التصفية. لأبرز اعضاء مجلس القيادة. لتفسيرات عديدة منها ان هذه العناصر التي تم تصفيتها والمحسوبة على حزب البعث العراقي كانت تهدف الى استرضاء المملكة العربية السعودية .

وهناك راي اخر يرى ان ذلك كان نوعاً من التكتيك للتقليص من النفوذ القبلي.

إقالة العيني ووقف الحمدي

 وفي 25 يناير 1975 م  أصدر الرئيس الحمدي قرارا بإقالة محسن العيني وكلف عبد العزيز عبد الغني بتشكيل وزارة جديدة ، كما عين المقدم أحمد حسين الغشمي خلفا لمجاهد أبو شوارب وكانت حملة التطهير هذه للضباط الموالين للقبائل.

 واستطاع الحمدي أن يخلق قيادات قبلية جديدة منافسة ، وكوَن مؤتمرات قبلية معارضة وموالية للقيادة السياسية العليا ، ووعد بإجراء انتخابات برلمانية جديدة.

 ووقف الحمدي وجهاً لوجه أمام ثلاث قوى متباينة في الأفكار والمصالح وهي التيار الأول : قـوى القبائل ، التي شعرت بتهميش وجودها في ممارسة السياسة الداخلية ، وقد انضوى إلى صفوف القبائل كل مشائخ اليمن الذين تقلص نفوذهم ورفعت وصاياهم وعملوا على توحيد صفوفهم لمواجهة سياسة التحديث التي أعلن عنها الحمدي ، وبدأ الحمدي يعمل على تنفيذ مشاريعه من خلال اللجان التصحيحية وهيئات التعاون الأهلي والخطة الخمسية الأولى ( 82-77م ) والتي تعتبر أول خطة للتنمية في اليمن والتي أعلن عنهـا في 13 يونيو 1977 م .

 لتيار الثاني : وهو التيار المحافظ ، والذي يرى عدم القفز على الحبال مع مراعاة الحفاظ على الطابع التقليدي القديم لمجريات الأمور السياسية ويرى أصحاب هذا التيار ان الديمقراطية لعبة غير مأمونة الجانب ؛ خاصة وأن تجربتها العالم العربي في حكم الغائب ، ومـن ثـم فـإنهم يفضلون الأخذ بنصائح الجيران والاعتماد عليهم ، وكانت السعودية تبحث لها عن نفوذ فعلي من خلال شخوص لهم دور سياسي فعال داخل السلطة .

 التيار الثالث: وهي العناصر البعثية ذات الطابع القبلي ويقف وراءها محسن العيني يسانده بيت أبي لحوم وهم يتمتعون بمركز قبلي منافس لقبيلة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، وكانوا يعارضون ما يطلقون عليه تدخل الجيران.

كما خاض الحمدي معارك حاسمة مع قبائل بني حشيش القريبة من صنعاء واستطاع أن يفرض سلطة الدولة المركزية هناك .( للحديث بقية )