آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:11ص

أدب وثقافة


الكاتب والروائي اليمني الشاب عمر العمودي يرثي أخاه الاصغر (حمزة)

الأحد - 15 مايو 2022 - 03:59 م بتوقيت عدن

الكاتب والروائي اليمني الشاب عمر العمودي يرثي أخاه الاصغر (حمزة)

(عدن الغد ) خاص

يا ضحكتي، لم أكن أتصوّر يوماً أنّي سأبكيك. 
يابهجتي الراحلة إلى الجنة، لقد فاتني الأوان لكي أطير. لكني سأظل أتقفى أثرك على الأرض حتى أصل.


كنت آخر العنقود في العائلة، لكنك كنت أمامنا، في المقدمة دائماً، كنت أصغرنا عمراً وجسداً لكنك كنت كبيراً بعقلك وحلمك. ونحن؟ نحن كنا كبارا لكننا عندما نتلعثم ونصمت أمام الضيف وينتهي الحديث، تتولى أنت زمام المبادرة، تكون كبيرنا في الجلسة وتحسن الاستقبال وتجيد المزاح وترسم البهجة. وفي كل مرة يذهب أحدنا إلى المسجد مبكراً يجدك هناك، يعرف صوتك كل من في القرية عندما تصدح بالأذان، صوتك الذي خفت كثيراً في أيامك الأخيرة، وكأنه يدرك الوداع. ولأنك كنت أّولنا وأشجعنا اصطادك القدر أولاً.
يا أخي وصديقي ومعلّمي في الحياة، ياكبير لم يسعه جسد وبيت ووطن وأرض، ياروح تعطشت للسماء، يامن يرينا البوصلة، أين يذهب لهفي عليك الآن؟
كنت أخفنا جسداً وظلاً، وأكثرنا بهجة وحكمة، ومنك وفيك نجد المواساة. عزاؤنا إن طفلا بطهارتك وببراءتك جدير به إن يحلّق نحو خالقه، وألا يشعر بأي ألم في هذه الحياة، وهذا البلد، عزاؤنا إنك انتقلت من كونك ضيفا لله في بيته، إلى ضيف في جنته. عزاؤنا ذكراك وسنواتك، وحضورك القوي في ذاكرة من قابلك وصادفك. ولكن لن أودعك، لأنك لن تموت بداخلي أبداً ماحييت.
جئتنا متأخراً وغادرتنا مبكراً، لأنك لاتطيل البقاء، لأن القليل منك كثير ليخلّد. كنت مُلهماً ومُبهجاً ومقاوماً، لقد كانت حياتك ذات العشر سنوات مليئة بالدروس والعبر، التي منحتنا إياها. وياللعبرة الأخيرة.. ما أقساها.


- عمر محمد العمودي