آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير يواصل القراءة في بيان بن دغر - جباري.. ما موقف التحالف العربي من البيان.. وهل هو بالفعل انقلاب على الشرعية؟

السبت - 04 ديسمبر 2021 - 09:31 ص بتوقيت عدن

تقرير يواصل القراءة في بيان بن دغر - جباري.. ما موقف التحالف العربي من البيان.. وهل هو بالفعل انقلاب على الشرعية؟

(عدن الغد) خاص:

تقرير يواصل القراءة في بيان بن دغر - جباري بالدعوة إلى السلام وإنهاء الحرب وردود الأفعال المختلفة تجاهه..

ما موقف التحالف العربي من البيان.. وهل هو بالفعل انقلاب على الشرعية؟

ماذا يعني تزامنه مع تحرك الجبهات ضد الحوثي.. وما دلالات ذلك؟

أليس جباري وبن دغر من أركان الشرعية اليمنية ومقربين من رئيس الجمهورية؟

ما الموقف الحقيقي للشرعية من البيان.. ولماذا لم تعلنه رسمياً حتى الآن.. أم أن هناك قبولا به؟

هل يمثل البيان مناورة سياسية لأجنحة الشرعية لتحريك الملف اليمني؟

ما هو مستقبل الحرب في ظل تعدد التيارات والأجنحة في كل معسكرات أطراف الصراع؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

ما زال البيان الثنائي الصادر عن شخصيتين من الشخصيات السياسية الأكثر جدلا في المشهد اليمني، يثير ردود أفعال حادة، ما بين مؤيد ومعارض.

فليس من السهل عدم التوقف عند بيان أصدرته شخصيات بحجم مستشار رئيس الجمهورية عبدالعزيز جباري عضو مجلس النواب، ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر.

ولم تقف هذه الردود عند مستوى قبول ما جاء في البيان أو رفضه، أو حتى دراسته، خاصة وأنه حمل دعوات لإيقاف الحرب والجلوس للتفاوض.

بل كانت ردود الأفعال متجاوزة لمستوى البيان، وما جاء به، وتعدت إلى الهجوم على الشخصيتين اللتين أصدرتا البيان، وبشكل يكاد يكون ممنهجا.

وبالرغم من أن الشخصيات التي أصدرت البيان تثير جدلا كبيرا منذ سنوات، ومواقفهما ساهمت بشكل كبير في رسم المشهد الراهن، إلا أن ما حواه البيان كان يحتاج إلى تروٍ وعدم استعجال، والتمعن في ثناياه.

وما قد يدعو إلى مثل هذا التروي في الحكم على البيان وصاحبيه، الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي تعيشها البلاد، كل البلاد، والمأساة التي طالت اليمنيين جراء استمرار الحرب.

وهي أوضاع لا ترضي أحدا، ولا تجعل من موقف رافضي السلام مقبولا، في ظل موت الناس جوعا، نتيجة التردي الحاصل في كل ما يتعلق بالحياة الكريمة لملايين المواطنين.

وبرأي الكثير من المراقبين، فإن الحكم على معظم ما جاء من دعوات في البيان تم شخصنته، وربطه بأصحاب البيان المثيرين للجدل؛ لهذا كانت ردود الأفعال متباينة.

كما أن متابعين آخرين يعتقدون أن البيان بنى قناعاته بالدعوة لإيقاف الحرب على ما يتعرض له المواطنون في كل مكان من معاناة معيشية وإنسانية، خاصة مع فشل كافة الأطراف في فرض أو تقديم حلول ناجعة.

وفي الوقت الذي دعا البيان وصاحباه كافة القوى الشعبية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، حتى قبل القوى السياسية إلى السلام إلا أنه غفل تحكم الخارج والقوى الدولية باللاعبين المحليين من القوى العسكرية والأطراف الأصيلة للحرب.

وهو ما يجعل الدعوة للسلام وإيقاف الحرب دائما معرضة للفشل وعدم النجاح، ما لم يقر اللاعبون الإقليميون أولا ويسلمون بحتمية وضرورة السلام في اليمن.

>موقف التحالف

من المتوقع عدم صدور أي موقف للتحالف العربي تجاه بيان كهذا، رغم قوة دعوته ومحتواه وتوقيته الحامل بالكثير من الدلالات.

وهي عادة درج عليها التحالف العربي، الذي يكتفي دوما بالدفع بوسائل إعلامه وصحفه الدولية للتعبير عن سياسته بمقالات رأي لكتاب ومراقبين يتبنون رؤية التحالف.

لهذا، فإن عددا من الصحف السعودية والدولية المحسوبة على الرياض خرجت غداة إصدار البيان، او عقب صدوره بأيام لتعلن- بشكل غير مباشر- موقف السعودية.

فبعض الصحف تحدثت عن "انقلاب أبيض" على الحكومة الشرعية، وشرعية الرئيس اليمني، المتواجد في الرياض.

كما أن مواقع إخبارية دولية محسوبة على طرف بالتحالف استخدمت هوايتها المعروفة في إلقاء تهمة "الأخونة"، أو المقربين من التنظيم الإخواني، على جباري وبن دغر، رغم أن الرجلين ينتميان لحزب المؤتمر الشعبي العام!.

وفي المقابل، يرى مراقبون آخرون أن صفة أو تهمة الانقلاب، بعيدة عن البيان، كونه لم يأتِ بأي جديد، بل ما حواه البيان تكرر على لسان التحالف نفسه، في إيقاف الحرب وإحلال السلام.

غير أن الجديد الذي جاء به بيان بن دغر وجباري هو أنه دعا المكونات المحلية والقواعد الشعبية من المعنيين بمعاناة الحرب وآثارها القاسية، شمالا وجنوبا، إلى توحيد جهودهم لتشكيل ضغط شعبي لإيقاف الحرب.

>توقيت البيان

وبعيدا عن فحوى البيان، فإن هناك من يتحدث عن التوقيت الذي صدر فيه البيان، والمرتبط بتغييرات كبيرة وواضحة على الميداني والمواجهات العسكرية ضد مليشيات الحوثي.

فالكثير من المراقبين يظنون أن بن دغر وجباري يساهمون في تخفيف الضغط عن المليشيات، بعد أن تحركت الجبهات ضدهم في غرب تعز وشبوة مؤخرا، بالإضافة إلى انكسار الحوثيين في مأرب.

ويرى البعض أن البيان يخدم المليشيات الحوثية، كونه يدعو إلى إيقاف القتال وإحلال السلام، في ظل تقدم قوات الحكومة الشرعية على عدة جبهات، خاصة في غرب البلاد.

وهو اتهام قد يبدو واقعيا ومنطقيا، كونه لم يصدر أي بيان عن هذه الشخصيات حين كان التقدم الحوثي على أشده والهجمات المتواصلة للمليشيات على مأرب والحديدة وشبوة.

غير أن الطرف المقابل، قد يبرر مثل هذه الاتهامات بأن أي دعوة تصدر في وقت تقدم الحوثي قد تبدو وكأنها نابعة من ضعف أو رغبة في الاستسلام، وليس الدعوة إلى السلام.

بينما قد تبدو هذه الدعوات أكثر واقعية ومنطقية في الوقت الذي تتقدم قوات الشرعية اليمنية والقوات المناهضة للحوثيين، حتى تؤكد مدى مصداقيتها.

>مناورة لأركان الشرعية

يتساءل البعض عن موقف الحكومة اليمنية الشرعية من بيان بن دغر وجباري، حيث أن هذا الموقف لم يعلن رسميا حتى الآن، ولعله لن يعلن نهائيا.

فاحتمالات أن يكون البيان الصادر عن الرجلين يمثل الحكومة الشرعية كبيرة، وأنها أوعزت إلى بن دغر وجباري إصدار البيان المعبر عنها ضمنيا، كونهما من أركان الشرعية ممكن إلى حد كبير.

حيث أن بن دغر يشغل منصب رئيس مجلس الشورى بتعيين رسمي من الرئيس اليمني، كما أن جباري الذي كان سابقا نائبا لرئيس الوزراء، هو حاليا مستشار رئيس الجمهورية.

ولهذا لا يستبعد مراقبون أن يكون البيان بإيعاز من الشرعية، وأنها مناورة سياسية من قبل أجنحة معينة في الشرعية، هي أجنحة الصقور المتمثلة فيما تبقى منهم.

والهدف منها هو تحريك الملف اليمني، وتسريع إنهاء الحرب لصالح الشرعية بدلا من التسويف الذي يمارسه التحالف في الأزمة اليمنية، والضغط عليه للحصول على الدعم العسكري اللازم للجبهات، والتسريع في التخلص من الانقلابيين.

>مستقبل الحرب

يأتي هذا البيان المثير للجدل في ظل تعدد التيارات والمكونات السياسية المنقسمة على ذاتها داخل كل الكيانات المتداخلة في الشأن اليمني.

فحتى التحالف العربي يعاني من انقسامات في قواه وتياراته التي تتناقض فيما بينها حول رؤيتها للكيفية التي تنتهي بها الحرب اليمنية.

كما أن كل قطب من أقطاب التحالف يدعم تيار من تيارات المعسكرات اليمنية، في مواجهة المعسكرات الأخرى.

والشرعية اليمنية ليست بمنأى عن هذه الانقسامات، والتيارات والاجنحة المتعددة التي تدعمها أطراف وأقطاب إقليمية ودولية، من داخل التحالف ومن خارجه.

ونتيجة لكل هذه التناقضات، يبدو مستقبل الحرب اليمنية ضبابيا وغامضا للغاية، في ظل انقسامات أطرافها التي تواجه المليشيات الحوثية، فيما تبدو هذه الأخيرة هي الوحيدة المتماسكة.

وهو ما يستدعي تراصا وتوحدا وتماسكا من القوى المناهضة للحوثيين، حتى يتم إنهاء الحرب التي أتت على الأخضر واليابس وفاقمت معاناة ملايين اليمنيين.