آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


من مذكرات سالمين.. هذه هي المراحل التي مر بها حتى اصبح رئيساً للبلاد(3)

الخميس - 02 ديسمبر 2021 - 03:07 م بتوقيت عدن

من مذكرات سالمين..  هذه هي المراحل التي مر بها حتى اصبح رئيساً للبلاد(3)

(عدن الغد) خاص:

"عدن الغد"  تسبر اغوار لأبرز محطات واحداث عاشها الرئيس سالم علي سالم ربيع علي ,الملقب( سالمين ) حتى إعدامه , ويعد هذا النشر هو الأول من نوعه في سرد حياة رئيس عاش فقيراً ومات مديونا ومغدوراً به.

ويعد الرئيس سالم ربيّع علي, احد اشهر قادة النضال اليمني ضد المستعمر الإنجليزي في جنوب الوطن ، الرجل الوطني العملاق قلبا وقالبا ،

المشهور بنزاهته المنقطعة النظير, استشهد وهو مديون مبلغاً وقدره (2.500) دينار تقريبا لصاحب (محل) في مدينة الشيخ عثمان!!نعم انه سالم ربيّع علي او كما يحب ان يطلق عليه أبناء شعبه "سالمين".

وحقيقة – عزيزي القارئ - لا يمكن سرد أي حديث عن  السياسة العميقة التي كان يمتلك الرئيس الراحل " سالمين " ، فهو  رقم وطني وتاريخي صعبا حفر اسمه في ذاكرة الأجيال الجنوبية التي تتناقل سيرة حياته، العطرة كجزء من تاريخ الجنوب الحديث والمعاصر ومن الصعوبة بمكان  ان تجتاز مرحلة حكمه وكيف كان تواضعه من أذهان الناس .. ومن هذا المنطلق والمهنة الصحفية كان لزماً علينا نحن في "عدن الغد"  ان نسلط الضوء على حقبة تاريخية لرئيس حكم البلد وأحبه شعبه ,لنروي  تفاصيل حياته منذ نشأته حتى مقتله .. فكونوا معنا متابعين لأدق التفاصيل ..

إعداد / د. الخضر عبدالله :

في الحلقة الماضية من سيرة الرئيس " سالمين " تحدثنا عن ميلاده ونشأته وفي هذا العدد سنحاول ان نذكر  دراسته ووظائفه وهذا ماقيل عنه . .

>دراسته ووظائفه

يقول بعض الكتابات التي نشرت عن حياة الرئيس " سالمين " أنه شب كما يشب الأطفال فقامت والدته وأدخلته في صفوف الدراسة (المعلامة) كما كانت تسمى في ذلك الوقت ، ويتعلم  التلاميذ من خلالها القرآن والحساب والحروف العربية وكانت توجد هذه ( المعلامة ) في حي المحل ويقوم عليها الشيخ الجليل المرحوم مهدي هادي النفيلي  وهو قريب الشهيد سالمين من جهة والدته (أي النفيلي ) وتسمى حمادة سالم الفقير ، وأختها المرحومة بخيتة محمد سالم الفقير.

وبعد ان أكمل " سالمين "  المعلامة  حفظ القران الكريم الذي ساعده فيما بعد تحمل مسؤولية قاض .

>الانتقال إلى الدراسة بزنجبار

ويقول  الكاتب عبدالله  قيسان عن الرئيس "سالمين " انه أنتقل بعد ذلك إلى المدرسة الابتدائية في زنجبار عاصمة السلطنة الفضلية سابقا, وعاصمة محافظة أبين حاليا, وكانت أول  مدرسة نموذجية تسمى مدرسة غشاش ، وكان مديرها الأستاذ الفاضل علي محمد سالم الشعبي شقيق المناضل الوطني الرئيس قحطان محمد الشعبي ، هذه المدرسة تقع خارج مدينه زنجبار ، وعندما جاءت السيول وارتفع منسوب المياه في وادي بنا دمر السدود والجسور والطرق فجرف هذه المدرسة وذلك  عام 1954م ، بعدها تم نقل الطلاب إلى منازل البلدية في المدينة، إلى أن تم بناء مدرسة الشهيد بن نعم التي تغير اسمها بعد الوحدة ’ ولكن الشعب إلى الأن يسميها مدرسة الشهيد بن نعم .

بعد انتهاء من الدراسة الابتدائية ، أنتقل إلى المدرسة المتوسطة الواقعة  في مدخل مدينة زنجبار المقابلة لحي الرئيس الشهيد سالمين ، في الاتجاه اليمين وأنت داخل المدينة, في تلك المدرسة المتوسطة درس طلاب من كل المحميات والسلطات والأمارات  والولايات والمشيخات : من الضالع والشعيب والمفلحي والعوالق السفلى ودثينة ويافع وبيحان والصعيد والعواذل وهذه كانت تسمى محميات عدن الغريبة وكان مدير التعليم في ذلك الوقت الاخ العزيز الأستاذ عبدالله أحمد الفضلي رحمه الله وباني نهضة التعليم في أبين السلطان الفاضل الشهيد حسين بن عبدالله الفضلي نائب السلطنة والسلطان الفاضل عبدالله بن عثمان الفضلي امر البلاد ، والأستاذ الفاضل حسن أبوبكر صلفوح العولقي رحمه الله والأستاذ /محمد هادي المذحجي عضو مجلس الشورى ،وكان لهاتين الهامتين في السلطنة دور كبير في هذه المدرسة ، وكان أستاذنا الجليل عبدالله أحمد عوض الجعدني  الفضلي بحق رائد التعليم في أبين الذي استقدم مدرسين من السودان وحضرموت والعوالق وغيرها وهكذا استمر الشهيد الرئيس سالمين في المتوسطة حتى تخرج .

>" سالمين" مدرسا منتدبا في حضرموت

وجاء في أحاديث ممن عاش  مع سالمين عن قرب :" ان " سالمين " ثم عمل مدرسا في المدرسة المتوسطة لمدة ليس بالطويلة ، بعدها أنتدب للدراسة من قبل السلطنة الفضلية إلى حضرموت ، فدرس في غيل بالوزير مع كوكبة من أبناء حضرموت مثل د. فرج بن غانم رئيس الوزراء السابق , وهذه المدرسة كان مديرها الأستاذ محمد مذ يحج , والذي كان مرافقا  لـ"سالمين" الأستاذ فريد بن سالم الشدادي فتخرج الأثنان وعملا في القضاء فتم تعيين الرئيس " سالمين" في محكمة الوضيع بأبين , ومن ثم نقله للعاصمة زنجبارليُعين أميناً لصندوق السلطنة الفضلية بدلاً عن السيد زين بلفقيه .

>سالمين إلى مصر

وقد عمدت السلطنة الفضلية إلى ابتعاث طلاب إلى مصر أثناء قيادة الرئيس الخالد الذكر (جمال عبدالناصر ) حيث أخذ " سالمين "  عدة دورات في فنون حرب العصابات دورات ومعارف نظرية وتطبيقية في الفنون العسكرية ، وحتى عندما أصبح رئيس الدولة كان يواصل دراسته من خلال الاشرطة والتسجيلات التي  يستمع إليها اخر الليل وخاصة باللغة الإنجليزية ، لهذا فسالمين كان رجلاً مثقفا بامتياز .(للحديث بقية )..