آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-07:52م

دولية وعالمية


أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي في الجوف بالسعودية

الخميس - 16 سبتمبر 2021 - 03:54 م بتوقيت عدن

أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي في الجوف بالسعودية

الرياض (عدن الغد) الشرق الأوسط - محمد هلال:

اكتشف فريق من باحثي الآثار في السعودية أن «موقع الجمل» في الجوف بشمال المملكة، وعمره 7200 عام، يرجح أن يكون أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي، حسب دراسة نشرتها مجلة العلوم والآثار Journal of Archaeological Science.

 

وأشارت الدراسة إلى أنّ «موقع الجمل»، ويضم 21 نحتاً مجسماً (منها 17 نحتاً مجسماً لجِمال واثنين من فصيلة الخيليات، ونحت آخر لم تتضح هويته)، قد يكون أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي. كما أشارت النتائج العلمية إلى أنّ الموقع يعود لفترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200 و5600 سنة قبل الميلاد.

 

ويتميز الموقع بمجموعة من مجسمات الجِمال وحيوانات من فصيلة الخيليات بالحجم الطبيعي، تختلف في طريقة تنفيذها عن الفن الصخري الشائع في أنحاء المملكة، فهي بارزة بشكلٍ كبير عن الصخرة التي نُحتت منها ولها شكل مجسم. كما أظهرت المجسمات الأثرية التي حُفرت في الموقع وجود صناعة حجرية مميزة وكذلك بقايا عظام حيوانية.

 

واستخدم الفريق العلمي عدداً من الطرق العلمية بهدف معرفة تاريخ الموقع بدقة عالية، وذلك عبر تحليل الأدوات المستخدمة في النحت ودراسة آثار عوامل التعرية والتحلل الطبيعيين؛ بالإضافة إلى جهاز التحليل المشع متعدد الأطياف وطريقة الوهج الحراري، حيث تُعد معرفة تاريخ الموقع من أكبر التحديات التي واجهها الفريق. ويتكون الفريق البحثي من علماء من هيئة التراث السعودية، وجامعة الملك سعود، والمركز الفرنسي للأبحاث، ومعهد «ماكس بلانك»، وجامعة برلين الحرة، وجامعة أكسفورد.

 

وأشارت النتائج العلمية إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت في نحت هذه الحيوانات المجسمة وربما عمل مجموعة من النحاتين على تنفيذها على مدى فترات زمنية مختلفة، ومن الدلائل على ذلك اختلاف تقنيات النحت المستخدمة.

 

ووُجدت أمثلة تشير إلى صيانة الأشكال المنحوتة وأحياناً القيام بنحت أجزاء جديدة لتكون بديلة عن أجزاء تضررت بفعل عوامل الزمن، واستطاع الفريق تتبع خطوط النحت على الصخور رغم تأثر بعض الأجزاء بعوامل التعرية الطبيعية، ومن ناحية أخرى عُثر على بعض الأجزاء الساقطة من النحت وإعادتها إلى مكانها. كما أظهرت نتائج الدراسة للموقع مروره بثلاث مراحل زمنية، تتمثل بمرحلة تنفيذ أعمال النحت على مدى فترة طويلة، وتلتها مرحلة تدل على غياب النشاط البشري وهجر الموقع. من ثمّ مرحلة ثالثة وأخيرة بدأت تتضرر فيها المجسمات المنحوتة وتتساقط بعض أجزائها بفعل العوامل الطبيعية. وتنتمي الصناعة الحجرية بالموقع إلى فترة نهاية العصر الحجري الحديث، التي لا يمكن الجزم تماماً بأنّها معاصرة لفترة نحت المجسمات الحيوانية في الموقع.