ما أجمل السلا والمناجمه والضحك في موطني الجميل عدن ، كانت حارتي حافة القاضي فيها أكبر مستودع للضحك والمناجمه ، وكان هناك أساطين المناجمه العدنية : ياسين عرب ـ إبراهيم حداد ، الفرور ، فضل عبداللاه ، طه حداد ، صالح نورجي ، سعيد مسكينه ، محمد دنكلي ، خالد باسودان ، صالح زيدان ، عبده سلامي ، فؤاد حميد ، فضل ميه ، خالد نوكاتي ، جامعو ، محمد عبده زيدي ، التمباكو ، سعيد إيراني ، رفيق مسرج ، عبده مساوى ، عمر علي جرجره البيضاني ، حسن جعفر أمان ، عبد الله باذيب ، سند باسنيد ، محمد عبده سعد ، نديم عوض ، علي جوليد ، عاقل الحافه عبد الله خدشي ، عثمان يافعي و حسين فقيه والكثير الكثير كل عيال وحريم حافة القاضي مناجمين .
كانت القصص والحشوش العدني والمشامقه والمعايبه، والشقى، والتربيح ، والقاله ، و*التصبين* هذه الكلمة الضاحكة التي أدخلها إلى القاموس العدني ابن حافة حسين المفكر العدني الدكتور محمد عبد الواحد .. والتصبين نوع فاخر من المناجمه العدنية.
قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري وبا أجيب لك عواف ديولي كيك من حق مخبز الجريكي و بوسكت الشمار وشاهي ملبن وبعدين حازيني عن الفوفل و الحجة جندبه بنت علي طاوه من حافة القاضي أكبر مناجمه ومشامقه في الحافه، أول حرمه في التاريخ تُحش على نفسها وعلى زوجها صالح بن كَشاكش السوكاني في الصنبوق * فخر التيوس * حق البانيان موهينلال بن سندرجي كاليداس – الصنبوق بقيادة الناخوده الأعور درويش بن فوفله ، كان الصنبوق ينقل الكباش من الصومال إلى عدن.
يا حجة فطوم لا ندري متى بالضبط دخل الفوفل إلى عدن هذه الآفة و البهش كسرت أسنان عيال عدن ويقال أن السيت كومار بن بتيل أدخلها مع صنبوق الكابتن هينس عند غزو عدن. كانت الحجة جندبه تصنع الفوفل مُلبس في الحافه وتبيعه على عيال الحافة ، يصنع بدق الفوفل إلى قطع صغيرة وإضافة السكر والنارجيل والماء حين طباخته، وتغلف كل قطعة من الفوفل في قراطيس وسعر القرطاس 20 سنت.
يا حجة فطوم كان يوجد نوع آخر من الفوفل أسمه فوفل مُلبن وهو نوع فاخر وغالي من الفوفل وكان يطبخ باللبن ويضاف إليه مادة عطرية مميزة يجعل للفوفل رائحة جميلة في الفم. الغريب في الأمر يوجد دكان وحيد في كريتر يبيع هذا الفوفل الفاخر . كانت أمي تعطيني 10 شلن لأشتري لها هذا الفوفل الغالي جدآ ، هذا الدكان ويملكه هندي يقع في نهاية الشارع الطويل والغريب أن المحل يبيع أدوات كهربائية. في عام 1982 عدت من دورة تدريبية في مجال التسويق التجاري في أستراليا وقبل وصولي إلى جدة توقفت في الهند في عطلة قصيرة.
في الطائرة جلس بجانبي رجل أعمال هندي مثقف ولا أدري كيف دار بيننا الحديث عن الفوفل فذكرت له قصة فوفل أمي الفاخر، قال لي حين نصل إلى بومباي سوف أرسل إليك فوفل هندي فاخر . في بومباي يغلوا الفوفل باللبن والمادة العطرية و مادة ملونة بعدة ألوان وفيها نوع من الزئبق البراق بعدة الوان وهذا أجود وأغلى فوفل في الهند. وبعد يوم من وصولي أرسل لي الصديق الهندي الفوفل ودهشت كان تحفة فنية عطرية رائعة والفوفل مُلبن و ملون. يا حجة فطوم .. تمنيت من كل قلبي لو كانت أمي على قيد الحياة لأهديتها فوفل مُلبن وملون.
قالت الحجة فطوم بسخرية اليوم دخلنا في السياسة إلى عصر زريبة الكباش والتيوس . وصرح مسئول رفيع المستوى في المؤتمر إن حضور الناخوده عوض بن سليط والناخوده الأعور درويش بن فوفله يعتبر نصر سياسي ، وقال إن الناخوده بن سليط وبن فوفله قد سمعوا من لوبي المؤتمر قضية زريبة الكباش فسروا سرورا عظيمآ ، وقيل إن بن سليط سأل طباخ مندي حضر من شارع الميدان في دمشق عن الفيدرالية ، فأجابه إنها نوع من الكباش الأسترالية. قلت للحجة فطوم هذا أحسن من عصر مسدسات بريتا 9 مليمتر.. ففي الفكر الفيدرالي السياسي الكباشي تملأ البطون بدسوت المندي – وتوزع الأموال والتيوس ، وفيها البركة و سلامة الرؤوس.
وفي هذه المناسبة السياسية الفيدرالية الكباشية .. تقول الحجة فطوم المثل العدني الخالد :
يا منجي الدبعه من أم القرون.
بقلم: محمد أحمد البيضاني
كاتب عدني ومؤرخ سياسي