البارحة فكرتُ في الاتصال هاتفياً ومباشراً بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، ترددت قليلاً ثم قررت. حملتُ هاتفي الجوال واتصلت.
- ألو .. من معي.
- السلام عليكم فخامة الرئيس ، معكم مواطن من عدن.
- ...................................
- أعذرني سيدي لهذا الاتصال المفاجئ ولكن خوفي على اليمن ووحدة اليمن أقلقني كثيراً.
- ..................................................
- نعم سيدي اليمن ووحدة اليمن أمانة في أعناقكم ، هكذا نقولها ويقولونها الأوفياء والأذكياء والحُكماء والعلماء في اليمن...
- مقاطعاً........................................
- نعم بكل تأكيد .. وحدة اليمن لا يجوز المساس بها فهي قد وُثقت بالفتاوى وعُمدت بالدماءوالأرواح والأشلاء والأيتام والثكالى وما يحصل حتى اليوم في مُدن الجنوب في الضالع وعدن وفي حضرموت وشبوة وأبين ولحج إلاَ شاهد على شعارنا العملي الوحدة أو الموت والدمار.
- ..................................
- نحن لا يهمنا رأيهم ولن نفرط بالوحدة اليمنية مهما كان الثمن.. حتى لو أعلنا النفير وحشدنا القبائل وجيشنا الجيوش وضربنا الدفوف وأعلناها غزوةدهماء ويوم للزحف الأكبر وحتى وإن سالت دماء وشربنا دماء وتمزقت أشلاء فذلك ما يزيدنا في الوحدة إلاَ طعماً ومذاقاً ونكهة.
- .........................................
- طبعاً وحدة اليمن هي عزنا ومجدنا ورخاء شعبنا وما تحققت من إنجازات عظيمة وبالطريقة اليمنية انبهر لها العالم وشهدت لها المنظمات الدولية. فاليمن الموحد صار من أوائل الدول في العالم جهلاً وفقراً وبطالة وجوعاً حتى أن المنظمات الدولية قد أقرت وبإعجاب شديد أن أكثر من 18 مليون إنسان يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية قد لا تكون عاجلة بمثل حاجة لاجئي سوريا. كما أننا لا ننسى إنجازاتنا في الديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامة الإنسانحتى أن مساواة الناس تحت ضل النظام والقانون الاستعماري قد سحقناه واستبدلناه بنظامنا القبلي الفريد في وجاهة مشايخه وتضحياتثيرانه.
- .........................................
- الكل يعلم يا فخامة الرئيس أن اليمن الموحد وقيادتهالرائدة لها إنجازات صناعية عملاقة وبخاصة في مجال نفط حضرموت وقد جاءت بمردود مالي ضخم فاق كل التوقعات ونال إعجاب وحسد أصدقاء اليمن قدروه بحوالي 400 مليار دولار وهو ملك للشعب اليمني الموحدقد لا يكون في خزينة الدولة ولكنه محفوظاً في خزينة العائلة.
- ........................................
- سيدي الرئيس نحن مع الوحدة قلباً وقالبا ومقلوبا ، نحن مع الوحدة بدمائها وأشلائها وجوعها وفقرها وبؤسها ونكدها لا لشيء إلاَ لأنها وحدة جبارة فيها ما فيها من بحور واسعة وأراضي شاسعة ولها منابع وآبار وأنابيب وخزانات وناقلات ومليارات لا زالت تنتظرها خزينة العائلة ولذلك نناشدكم أن لا تفرطوا باليمن ووحدة اليمن خاصة وأنتم مقبلون على التغيير وما تسمونه بالنظام الجديد.
- ..............................................
- طبعاً نحن نفهم ونتفهم أن هناك تدخلات وضغوط دولية من أجل فيدرالية اليمن ، ولكننا لا زلنا نعول على صمودكم وتمسككم بوحدة اليمن ، ولكن إذا كان لا بد من الفيدرالية فنقترح على فخامتكم أن تكون فيدرالية من اقليمين وعلى النحو التالي:
(حضرموت وشبوة وعدن وحاشد وسنحان وأرحب وما حولها) إقليم واحد اسمه إقليم (النفط أو الموت) والباقي لا يهم قسموه كما تريدون.
- ........................
- سيدي هذا مجرد اقتراح ويمكن إبلاغه للسيد جمال بن عمر فقد يثير إعجابه وموافقته ، كما أن أصدقاء اليمن والمجتمع الدولي.....
وانقطع الاتصال مع فخامة الرئيس على صوت أذان الفجر وساعتها أدركت أنه كان مجرد حُلم.
من : أنور محمد سليمان
