عُقد في مدينة إسطنبول، يومي الخميس والجمعة، مؤتمر بعنوان "اليمن في السياسات والسرديات الإعلامية الدولية"، نظمه مركز المخا للدراسات الاستراتيجية. هدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التعقيدات المحيطة بالقضية اليمنية وإعادة صياغة السرديات الإعلامية الدولية بطريقة تعكس الواقع بدقة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس مركز المخا، عاتق جارالله، على ضرورة بناء دولة يمنية قادرة على حماية الإنسان والسيادة، محذراً من تراجع الاهتمام الدولي باليمن نتيجة النزاعات العالمية الأخرى.
من جهة أخرى، دعا السفير اليمني في تركيا، محمد صالح طريق، إلى الخروج بمخرجات تعزز جهود الحكومة الشرعية، موضحاً موقف اليمن في الساحة الدولية.
وتناولت جلسات اليوم الأول تحليلات إعلامية مكثفة، حيث استعرض الباحث جونتر أرث التغطية الإعلامية لليمن من قبل وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية والصينية والروسية، مشيراً إلى تأثير تلك السرديات على الوضع الإنساني. ولفتت الصحفية الإيطالية سيمونا فرناندير إلى أهمية الاعتماد على مصادر متنوعة لفهم شامل للوضع.
وأشار الصحفي الفرنسي مولر إلى أن التغطية الإعلامية تختزل الصراع في كونه نزاعاً سعودياً-إيرانياً، داعياً إلى تسهيل دخول الصحفيين الأجانب لليمن لتحسين جودة التغطية الإعلامية.
وفي مداخلة حول الاستراتيجية الأمريكية في اليمن، أوضح الضابط السابق في الجيش الوطني هشام المقدشي أن اليمن لم يعد أولوية لواشنطن في ظل النزاعات الأخرى، مشيراً إلى استغلال الحوثيين للتصعيد في غزة لتسليط الضوء على الأزمة اليمنية.
وفي جلسة تناولت الإعلام الاجتماعي، أكدت الباحثة رؤى دخيل الله على أهمية كسر احتكار الإعلام التقليدي من خلال التواصل المباشر مع المجتمع الدولي، داعية إلى إبراز التنوع الثقافي والموروث الحضاري لليمن.
واختُتم المؤتمر بالتأكيد على الحاجة إلى بناء سردية يمنية مؤثرة في الإعلام الغربي، والتحضير لتقارير تعكس الواقع بشكل متوازن بعيداً عن الصور النمطية. كما دعا المشاركون إلى تعزيز التعاون بين الإعلاميين اليمنيين والدوليين لإعداد تغطية إعلامية احترافية تسهم في الاستقرار والتنمية في اليمن.
ويُعتبر المؤتمر الذي استمر يومين خطوة مهمة نحو تقديم رؤية إعلامية جديدة للقضية اليمنية تتماشى مع التحديات الراهنة.