آخر تحديث :الأحد-08 ديسمبر 2024-12:20ص
ملفات وتحقيقات

المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 07:14 م بتوقيت عدن
المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
((عدن الغد))خاص.

استطلاع : مريم بارحمة


تُعدّ مشكلة المخدرات من أخطر التحديات التي تهدد مستقبل الشباب في الجنوب، لما تسببه من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية تمسّ الأفراد والمجتمع ككل. في ظل تزايد انتشار هذه الظاهرة، تتجه الأنظار إلى الجهود المبذولة لمكافحتها وتعزيز وعي الشباب بمخاطرها.


وفي خطوة نوعية للتصدي لهذه الآفة، تحتضن العاصمة عدن المؤتمر الدولي الأول بعنوان "المخدرات وتداعياتها على فئة الشباب والمجتمعات"، يومي الأربعاء والخميس 27-28 نوفمبر 2024م.

ينظم هذا المؤتمر مركز دراسات الرأي (مدار) بالشراكة مع الجامعة الألمانية الدولية ومركز عدن للتوعية من خطر المخدرات، تحت شعار "مواجهة ظاهرة المخدرات مسؤولية تضامنية ملحة".

يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أبعاد مشكلة المخدرات في المجتمع الجنوبي، وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات لتقديم حلول مستدامة.


هذا الاستطلاع الصحفي يستعرض آراء نخبة من الباحثين والإعلاميين، التربويين، والناشطين عن الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات، تأثيراتها على الشباب، ودور المجتمع والحكومة في محاربتها. كما يركز على أهمية المؤتمرات الدولية في تعزيز الوعي المجتمعي ووضع استراتيجيات عملية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.



-المخدرات أبرز التحديات التي تواجه الشباب

الإعلامي حسن صالح حسن هذبول يتحدث عن ابرز التحديات التي تواجه الشباب يقول: " المخدرات تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب. أسباب ذلك متعددة وتشمل التأثير السلبي على الصحة النفسية والجسدية، التفكك الاجتماعي، وزيادة معدلات الجريمة والعنف. إضافة إلى غياب التوعية والضغوط النفسية التي تدفع الشباب للهروب إلى المخدرات. لا يمكن مواجهة هذا التحدي إلا بتكاتف الجهود بين الأسرة، المؤسسات التعليمية، والجهات المختصة لتوفير بيئة واعية وداعمة للشباب."


-الأسباب الرئيسية لتعاطي الشباب المخدرات


وتتحدث الباحثة د. سلوى بريك، مستشارة وزير العدل، عن أسباب تعاطي المخدرات، قائلة، "الأسرة والظروف الاجتماعية المحيطة بالشباب تعد من الأسباب الرئيسية لتعاطي المخدرات، إضافة إلى الفقر والبطالة وغياب الرقابة الأسرية. هناك أيضًا نقص في التوعية الدينية والإعلامية، وضعف جهود التنسيق مع الأوقاف وأئمة المساجد لنشر الوعي. كما أن غياب مراكز علاج الإدمان وغرف العمليات الأمنية لمحاربة التعاطي أسهم في انتشار هذه الآفة بين الشباب."


-تعزيز دور الشباب في نشر الوعي بمخاطر المخدرات

الأستاذة إشراق محمد عبده حنبله، موجهة تربوية بوزارة التربية والتعليم توضح الأساليب التي تعزز دور الشباب في نشر الوعي بمخاطر المخدرات، قائلة:"

يجب توجيه الشباب ليكونوا محورًا أساسيًا في نشر الوعي من خلال أنشطة توعوية مستمرة في المدارس، المعاهد، الجامعات، وحتى المساجد. كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة فعّالة للوصول إلى كافة شرائح المجتمع. أما بالنسبة للمبادرات المطلوبة، فيجب إنشاء مراكز طبية ونفسية لعلاج الإدمان، مراكز رياضية لصقل المواهب، وأندية علمية وفنية لشغل أوقات الشباب بفعاليات بنّاءة. بالإضافة إلى توفير فرص عمل للمتعاطين بعد التعافي لدعم اندماجهم في المجتمع."


-دور الحكومة والجهات المعنية في مكافحة المخدرات


بدوره الناشط الإعلامي الأستاذ محمد صالح العمري، يوضح دور الحكومة والجهات المعنية في مكافحة المخدرات، قائلا: "يتوجب على الحكومة والجهات المختصة العمل على مسارين أساسيين:

1-محاربة التهريب والترويج: عبر إنزال عقوبات رادعة، وتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية، ومحاسبة كل من يسهم في دخول المخدرات للبلاد.

2-التأهيل والعلاج: من خلال فتح مراكز لعلاج المدمنين، ودعم برامج إعادة تأهيلهم لدمجهم في المجتمع. بدون هذه الجهود المشتركة لن نصل إلى وطن خالٍ من المخدرات."


-أهمية المؤتمرات الدولية لتسليط الضوء على آفة المخدرات

بينما الأستاذ منصور أحمد منصور الحامد، رئيس اتحاد شباب الأحزاب والمكونات السياسية في عدن والمدير التنفيذي لمنتدى شباب أبين للتنمية والسلام، يوضح أهمية المؤتمرات الدولية لتسليط الضوء على آفة المخدرات بقوله:" تنظيم مؤتمرات دولية حول المخدرات هو خطوة إيجابية لتسليط الضوء على المخاطر التي تواجه الشباب ووضع حلول عملية. أتمنى أن يُثمر هذا المؤتمر عن وضع مصفوفة معالجات واضحة وقابلة للتطبيق تسهم في الحد من هذه الآفة الخطيرة."


المؤتمر الدولي الأول بالعاصمة عدن عن المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات يمثل فرصة مهمة لطرح ظاهرة المخدرات بشكل شامل وإيجاد حلول ملموسة. على الجميع، من أفراد ومؤسسات، أن يتحدوا في مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الشباب، لضمان بيئة صحية وآمنة لهم وللمجتمع ككل.