آخر تحديث :السبت-07 ديسمبر 2024-11:56م
حوارات

مدير مستشفى المسراخ المحوري: استطعنا إعادة المستشفى للخدمة من جديد

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 11:20 ص بتوقيت عدن
مدير مستشفى المسراخ المحوري: استطعنا إعادة المستشفى للخدمة من جديد
(عدن الغد)خاص:

قال مدير إدارة مستشفى المسراخ المحوري الدكتور عبدالودود العامري إنه استلم مستشفى المسراخ وهو مفرغ من جميع أجهزته ومحتوياته، واستطاع بفضل الله ودعم المنظمات إعادة المستشفى للخدمة من جديد، مشيرًا إلى أن إدارته تسعى جاهدة لتحقيق جميع الأهداف المرجوة والعمل على نقل المستشفى إلى مستوى يليق به كمستشفى محوري.

وتقلّد الدكتور عبدالودود العامري العديد من المناصب الإدارية، ومنها رئيس قسم المنشآت الخاصة - إدارة الخدمات بمكتب الصحة بتعز ومديرًا لمركز القاضي الصحي بمديرية الصلو ومديرًا لمركز الشقيرا الصحي بمديرية الوازعية، ومديرًا للمركز الصحي بالكلائبة - مديرية المعافر، ونائبًا لمدير مستشفى المسراخ الريفي آنذاك وعُيّن مديرًا لإدارة مستشفى المسراخ المحوري أواخر شهر فبراير/ شباط من عام 2019م.

منتدي شباب المسراخ الثقافي يجري حوار مع مدير المستشفى.. نص الحوار.

-بدايةً ما هي الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى المسراخ المحوري للمواطنين بشكل عام؟

نقدم خدمة العمليات الجراحية، وتستقبل العيادات الخارجية حالات كثيرة في الفترة الصباحية، ويقدم قسم الطوارئ العام خدماته على مدار 24 ساعة، ويقدم قسم الطوارئ التوليدية خدماته على مدار 24 ساعة، إضافة إلى خدمات تقدمها العديد من الأقسام، ومنها: قسم الحضانات، وقسم الاسهالات الذي افتتحناه مؤخرًا، وتُقدّم فيه الخدمات على مدار 24 ساعة. وبالإضافة إلى قسم الأشعة وغيرها. وتبلغ عدد الحالات التي يستقبلها المستشفى من 120 حالة إلى 200 حالة يوميًا.

- لكن هناك من يتحدث في مواقع التواصل الاجتماعي بأن المستشفى لا يقدم خدمات طبية للمواطنين، إضافة إلى عدم توفر العلاجات والأدوات الطبية لديكم.. كيف تردون على ذلك؟

المستشفى يقدم خدمات كثيرة -رغم قلة الإمكانيات المادية ونقص في الكادر المتخصص- ، أما العلاجات الحمد لله متوفرة من عدة منظمات، ومنها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة رعاية الأطفال.. وتصرف بأسناد رسمية. وهناك سجل يومي، وسجل أسبوعي، وسجل شهري.. وترحل السجلات للمانحين والعلاجات تصرف بحسب سياسات المنظمات المانحة، ونحن ملتزمون بذلك.

- ما هي العلاجات التي تصرفها المنظمات لكم؟

علاج الالتهابات للأطفال والكبار، لدينا ما يقارب 150 صنف، ومنها علاجات الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وعلاج الدهون، وعلاج الكوليرا والحميات بشكل عام، وغير ذلك من العلاجات، فكل ما يصل إلينا نصرفه أولا بأول.

- لكن هناك من يتهمكم ببيع العلاجات التي تأتيكم من المنظمات، ما صحة ذلك الاتهام!

من يصدر اتهامًا باطلًا كهذا، فهو يضر المسراخ بالدرجة الأولى وبالنسبة للعلاجات فهي لا تباع كما يدعي البعض بل تصرف للمواطنين ولدينا مستندات باستلام العلاجات التي تأتينا من الجهات المحلية والدولية ولدينا مستندات وسجلات يومية ثم أسبوعية ثم شهرية. وأنا مستعد أطلعكم على كل ما يثبت صحة ما أقول.

-يشكو بعض المواطنين من عدم وجود كادر طبي في المستشفى وخاصة في فترة الليل؟

يوجد لدينا عدد من الأطباء والممرضين يعملون في عدد من الأقسام، لكن المستشفى يعاني من نقص في الكادر، ونحن نعمل ونتابع؛ لنوفر أطباء إضافيين؛ ليكتمل الكادر، وبسبب العجز في الكادر فإن من يعمل في الفترة المسائية مساعد طبيب، ومعه عدد من الممرضين. لكن هناك من يتعمد تشويه صورة المستشفى من خلال نشرهم الأخبار الكاذبة التي يحاولون من خلالها استعطاف المجتمع، لكن المجتمع اليوم يمتلك من الوعي ما يجعله في حالة عدم تصديق مثل تلك الإشاعات المغرضة.

- بشكل عام.. هل هناك رسوم يدفعها المواطن من أجل تلقي العلاج في المستشفى؟

نعم، يدفع المواطن مقابل تذكرة معاينة وخدمات الفحوصات والأشعة بسند رسمي.

-هل هناك ما يعيق وجود الأطباء المتخصصين في المستشفى، وما هي تلك العوائق إذا كانت الإجابة بنعم؟

نعم هناك عوائق على مستوى المحافظة، وليس على مستوى المسراخ فقط، فالأطباء تسربوا في بداية الانقلاب الحوثي المشؤوم إلى خارج المحافظة؛ لذلك اضطرت وزارة الصحة العامة والسكان للتعاقد مع أطباء أجانب ولدينا في مستشفى المسراخ طبيب جراح وطبيب باطنية روسيين.

- ما هي العمليات التي تُجرى في المستشفى وما مدى نجاحها؟

العمليات التي يتم إجراؤها مجانا، هي العمليات القيصرية؛ كون هذا الجانب مدعوم بشكل عام من المنظمات، أما بقية العمليات فتُجرى برسوم رمزية، ومن أبرز تلك العمليات: الفتق, والزائدة، واستئصال المرارة والغدد الدرقية واللوزتين، وكذلك العمليات الاستكشافية، وعمليات أخرى، وتصرف تلك المبالغ الرمزية بِنَسب للكادر الذي قام بإجراء العملية، وما تبقى من المبلغ يورّد للمستشفى. العمليات التي أجريت في المستشفى نسبة نجاحها كبيرة.

- ما حجم الطاقة الاستعابية للمستشفى؟

كمستشفى محوري يفترض أن يكون فيه 60 سرير لكن المفعّلين حاليًا 25 سرير، وعندما نقول أسِرَّة مفعّلين، يعني ذلك أننا نستطيع تقديم كافة الخدمات الصحية للمرضى الرقود.

- هل من ضمن أولوياتكم توفير أسرة أكثر؟

نعم، لكن المطلوب أولًا توسيع المستشفى ونحن نتابع تنفيذ مشروع المبنى الإضافي في المساحة المتوفرة جوار مبنى المستشفى الحالي.

- ماذا عن حضانات الأطفال، هل يتوافر لدى المستشفى حضانات تستوعب جميع الحالات؟

نعم لدينا قسم حضانات مجهز بأفضل الأجهزة، ومستعدين نرقِّد فيه، لكننا بحاجة إلى الدعم من حيث تزويد عدد الكادر؛ ليعمل القسم بشكل مستمر طوال اليوم؛ لأن عدد الكادر الحالي محدود ويعمل في الفترة الصباحية فقط، ويتطلب تزويد عدد الكادر ميزانية تشغيلية كافية، وقد طالبت مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور عبدالرحمن أحمد صالح ووكيل المحافظة للشؤون الصحية الدكتورة إيلان عبدالحق بتوفير الإمكانيات لقسم الحضانات.. ففي هذا القسم نقوم بتقديم الخدمات اللازمة للطفل، لكن إذا كانت حالته تستوجب الرقود؛ نحيله إلى المدينة؛ بسبب عدم وجود الكادر والميزانية التشغيلية الكافية، رغم أن الحضانات موجودة في المستشفى.

- حدثنا عن إسهامات المستشفى في مواجهة الأوبئة والكوارث الصحية خلال الفترات الماضية وكيفية التصدي لها..

واجهنا الحميات بعلاجات وعناية، وفحوصات مكثفة.. ما عدا الحالات التي تحتاج إلى إنعاش نحيلها إلى مدينة تعز. فمديرية المسراخ بؤرة للأوبئة، قسم الإسهالات في مستشفى المسراخ مكتظ بالمرضى ويستقبل عدد ( 273) من الحالات يوميا كما أن أغلب الحالات في مستشفيات مدينة تعز، هم من أبناء مديرية المسراخ.

- ما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا الوباء؟

السبب الرئيسي هو تلوث مياه الشرب. كما كان لمستشفى المسراخ دور كبير في استقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا (كوفيد- 19)، وكان مستشفى المسراخ هو المركز الوحيد لصرف لقاح كورونا، واستوعبنا أعدادًا كبيرة من المواطنين من أبناء محافظة تعز، وعدد كبير من أبناء محافظات الجمهورية.

- ما صحة الأخبار المتداولة عن عدم قدرتكم على مكافحة وباء الكوليرا؛ بسبب عدم وجود العلاجات اللازمة لديكم خلال هذه الأيام؟

الأخبار المتداولة غير صحيحة؛ لأن العلاجات متوفرة لدينا، فقد حصلنا عليها عبر الهيئة الطبية الدولية، كما أن مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة وفّر لنا كمية كبيرة من العلاجات لمواجهة الكوليرا. نحن نستقبل كل الحالات المصابة، ونقوم بجميع الإجراءات تجاهها. أما الحالات التي تحتاج إلى إنعاش نحولها إلى مدينة تعز عبر سيارة الإسعاف التابعة لمستشفى المسراخ.

- لماذا لا يوجد لديكم قسم إنعاش؟

بالنسبة لقسم الإنعاش موجود في مستشفى المسراخ ومجهز بالكامل، لكن لا يوجد كادر يعمل فيه، ونحن نبحث ونتابع مسألة توفير الكادر، لكن كما أسلفت آنفا هناك صعوبة في الحصول على الكوارد الطبية، وبسبب عدم وجود الكادر لتفعيل هذا القسم؛ فإننا نحوِّل الحالات التي تحتاج إلى إنعاش إلى مدينة تعز.

- المنظمات العاملة في القطاع الصحي بتعز المحلية والدولية.. ماذا قدمت لكم؟

منظمة رعاية الأطفال تقدم لنا علاجات شهريا، منظمة الوصول الإنساني تقدم لنا علاجات أيضًا، منظمة الهيئة الطبية الدولية تقدم علاجات للإسهالات بشكل عام مع دعمها لكادر قسم الإسهالات. كما أن جميع الأجهزة المتوفرة حاليا في المستشفى حصلنا عليها من منظمات عديدة.

- في أواخر عام ٢٠٢٢م، تداولت بعض المواقع خبر اتفاق جرى بينكم وبين جهات خارجية؛ وذلك لبناء الدور الثاني للمستشفى، من هي تلك الجهات؟ ولماذا لم ينفذ المشروع حتى الآن؟

صحيح اتفقنا في أواخر عام ٢٠٢٢م مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لبناء الدور الثاني، لكن تأخر تنفيذ المشروع؛ بسبب ما كان يروج له أعداء تعز بأن هذه المحافظة غير آمنة، وقد استقبلنا يوم الاثنين الماضي فريق صندوق الأمم المتحدة ووجدوا وضع تعز الأمني عكس ما كان يروّج له ضعفاء النفوس. وما زال مشروع بناء الدور الثاني قائما، ونحن نتابع الجهات المانحة بشكل مستمر، ولكن لن يتم بناؤه كدور ثانٍ على المبنى الحالي؛ لأنه غير مؤهل لذلك؛ بحسب توصيات المهندسين.

لذلك سيتم تنفيذ المشروع في المساحة المتوفرة جوار المبنى الحالي، وسيكون المبنى الجديد عبارة عن ثلاثة أدوار.

- ما هي احتياجات المستشفى ليعمل على تقديم كافة الخدمات الصحية لسكان مديرية المسراخ؟

أولا، نحن لا نقدم الخدمات الصحية لأبناء المسراخ فقط، بل نقدم خدماتنا لعدة مديريات، ومنها مديرية المعافر، وجبل حبشي، وصبر الموادم، ودمنة خدير.

بالنسبة للاحتياجات، كمستشفى عام يحتاج إلى الكادر المتخصص، يجب أن يكون لدينا طبيب أنف وأذن وحنجرة، طبيب قلب، طبيب باطنية، طبيب صدر، طبيب جلد، طبيب نساء وولادة، هؤلاء غير متوفرين في المستشفى حاليا، ولا يوجد الآن سوى أطباء روسيين اثنين، طبيب جراح وطبيب باطنية وممكن نتعاقد مع أطباء أجانب.. لكن لا توجد لدينا إمكانيات تغطي رواتبهم، نحتاج أيضًا إلى ترصيص غرفة الأشعة، ونحتاج جهاز إم بي إس، وهو عبارة عن جهاز تنظيم الكهرباء لجهاز الأشعة كما أن توسعة المستشفى مهم جدا، المستشفى حاليا لا يرقى إلى مستوى مستشفى عام، رغم أن هناك قرارًا من محافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان بتحويله إلى مستشفى عام، وذلك يتطلب تفعيل كافة الأقسام وتوفير الكوارد المتخصص بالأعداد المطلوبة.

- كم عدد الأخطاء الطبية التي حدثت في المستشفى؟

بالنسبة للأخطاء الطبية كجراحة عامة حدث خطأ واحد، وحملنا الطبيب الذي قام بإجراء العملية مسؤولية خطئه، من خلال تحمله لتكاليف معالجة ذلك الخطأ.

- تحدث بعض المواطنين عن توزيع إحدى المنظمات ومعها دكتور مساعد مادة الكلور منتهي الصلاحية في المسراخ، ما صحة ذلك؟

بالنسبة لنا لا نوزع كلور.

- ما دور المستشفى في نشر الوعي والثقافة الصحية للمجتمع؟

هناك متطوعات من رعاية الأطفال، والوصول الإنساني، وكذلك من البنك الدولي.. ويعملن حاليا في الميدان بمجال التوعية، ورعاية الحوامل، وسوء التغذية لدى الأطفال.

- هل من الممكن أن تذكر أهم الإنجازات التي تحققت خلال فترة تولي سيادتكم مسؤولية إدارة المستشفى؟

طبعًا استلمت المستشفى مبنى فقط، بمعنى أنه كان خاليًا من كل شيء، فقد قامت مليشيا الإرهاب الحوثية بنهب كافة المحتويات والأجهزة من المستشفى، ووفرنا بفضل الله ودعم المنظمات كل الأجهزة، وأعدنا تأهيل المستشفى من الصفر، حتى وصلنا إلى هذا المستوى.. وإن كنا قد حققنا أي نجاح؛ فهو بجهود وتعاون الجميع والحمد لله استطعنا إعادة المستشفى للخدمة من جديد، وهناك أهدافٌ نسعى لتحقيقها، ولا ننسى مدير مكتب الصحة بالمحافظة المحافظة الدكتور عبدالرحمن أحمد صالح؛ فقد قدم لنا الكثير من الدعم, حتى من قبل أن يكون مديرا عاما لمكتب الصحة بالمحافظة.

- كلمة أخيرة تريد قولها.

أقدم لكم الشكر على تعاونكم وأنشطتكم في كل ما يخدم المصلحة العامة، وكل جهودكم محل تقدير الجميع.