آخر تحديث :السبت-12 أكتوبر 2024-11:56م
صفحات من تاريخ عدن

صفحات من تاريخ عدن ..تاريخ تأجير اشرطة الفيديو في عدن

الجمعة - 27 سبتمبر 2024 - 10:10 ص بتوقيت عدن
صفحات من تاريخ عدن ..تاريخ تأجير اشرطة الفيديو في عدن
كتب / بلال غلام حسين
في بداية الثمانينات من القرن الماضي، عندما دخل نظام الفيديو البيتاماكس و الجي في سي، والتلفزيون الناشيونال الملون إلى عدن، ظهرت هناك العديد من محلات تأجير الأفلام مثل "فيديو النور"، "فيديو أبو حسين"، "فيديو المنارة"، "فيديو الأمين"، "فيديو النخلة"، و"فيديو رامكو" .. و"فيديو الأمواج", وغيرها من محلات تأجير كاستات الفيديو .. في تلك الفترة، كانت أجهزة الفيديو نادرة ويمتلكها قلة قليلة من الناس بسبب غلاء أسعارها، ولكن مع انتشارها فيما بعد مختلف أنحاء المدينة وانخفاض أسعارها، زاد الإقبال عليها بشكل كبير.
كانت من عادات الأسر العدنية التوجه إلى محل الفيديو كلاً في منطقتهم لحجز أفلام نهاية الأسبوع مسبقًا، حيث يتم حجز أفلام الخميس والجمعة قبلها بيوم أو يومين، في البداية كان تأجير الفيلم يكلف عشرة شلن، ثم أرتفع السعر إلى عشرين شلن للفيلم الواحد عندما يكون جديدًا.
كان هناك تنافس كبير بين محلات تأجير الفيديو في مناطق عدن، وكنا نحنا نتعامل بشكل دائم مع "فيديو النور" الشهير في كريتر، وكان موقعه في حافة السبيل، كان هذا المحل يتميز بتعاونه مع مضيفي وطياري شركة طيران اليمدا، حيث كانوا يجلبون له أحدث الأفلام من الإمارات، مما جعله يتفوق على منافسيه في سوق الأفلام.
اعتادت الأسر على إستلام الأفلام المحجوزة لها مسبقاً يوم الخميس، ثم يجتمعون مساءً بعد العشاء، ومشاهدة فيلم السهرة، حيث كانت هذه اللحظات تجمع العائلة في أجواء جميلة ودافئة. أما يوم الجمعة، فكانت الأسر تشاهد الفيلم بعد العصر لتتمكن من النوم مبكرًا استعدادًا ليوم السبت الذي كان يوم دوام عمل ومدارس.
كانت تلك اللحظات التي تجتمع فيها العائلة حول جهاز الفيديو في المساء تحمل طابعاً خاصاً من الدفئ، حيث تبدأ التحضيرات مبكراً لهذا اليوم المميز، والتأكد من أن الكل موجود في صالة البيت حتى لا يفوتهم فيلم السهرة .. وحينها تخفت الأصوات والهدوء يعم الصالة، والكل جاهز لبدء الفيلم، وأحياناً كان حتى الجيران يأتون لمشاهدة الفيلم معنا.
كانت تلك اللحظات تمثل مزيجاً من البساطة الممتعة، والمشاركة العائلية، التي كانت تضفي على الأجواء حالة من الانبساط والفرحة بين الجميع .. لم تكن تلك اللحظات تتعلق فقط بمشاهدة الفيلم، بقدر ما كان بالعلاقات التي تعزز بين أفراد الأسرة الواحدة وبالدفء الذي كان يحيط بهم معاً في تلك الأمسيات التي لم يكن مثيلاً لها، وعلى تلك الأيام الجميلة..