آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-12:22ص
فن

قصيدة "دارِ الذي تهواه" للشاعر أحمد فضل القمندان:

الإثنين - 23 سبتمبر 2024 - 05:49 م بتوقيت عدن
قصيدة "دارِ الذي تهواه" للشاعر أحمد فضل القمندان:
((عدن الغد))خاص
دارِ الذي تهوى وقَلْبَكْ في الهوى مرجوج رج
واصبرْ على نار الهوى والصبر مفتاح الفرج
حسّ الكِبدْ تِشْعِلْ وحسّ القلب مدحوس احتلج
وخاطري سَافَرْ تِوَكَّلْ في الهوى مَدَّن وحَج
ليش الهوى يا أهل الهوى حَلَّقْ على قلبي وَدَج
جاهِلْ لِعِبْ في القلب سوَّى داخِلِهْ حُفرة وَنَج
وكلما سبّيت له سالوا دموعه وارتبج
وإن جيت نا باشّل بَدّي هز قلبي وانتسج
وداع يا أهل الودّ دَوَّرْ مَركَب العاشق وعَج
غافَلْكُمُ الجاهل وَسَط قلبي تِمَسْلَلْ واندرج
باساعِفْ الجاهِلْ وباتعَبّر معه سُوْد اللَّجَج
ولا رِجِعْ بَرْجَعْ معه وبالْتِبجْ حيث الْتَبَج
إنْ قال جِدْ باقُول جِدْ وإنْ قِدْ زَبَجْ بَفْعَلْ زَبَج
سَيْل الهوى يِسْفَحْ من العُثراب لا بَرْث الدّبَج
فين الذي با يسحره با اعطيه في فالج فلج
تخاف يصبح ساحره أسير عينه والدعج
أمانتك ذا القلب زجيته بحبل العشق زج
يخج هذا القلب بعدك حيثما خجيت خج
يا الله احفظ الجاهل سراج العشق لا غدر سرج
راضي على الجاهل سكت مني الهوى والا هرج
حلف قومندان العساكر بالوثائق والحجج
يا أذن شاهر لا تصنجها مدافعنا صنج
وبايقع للشام يوم أعوج نسمح به العوج
با ننصف المظلوم والمسكين والسيد مسج.

### شرح معاني الأبيات:

1. **دارِ الذي تهوى وقَلْبَكْ في الهوى مرجوج رج**
الشاعر هنا يدعو الشخص أن يسير على خطى الحب الذي يعشقه، فالقلب مضطرب ومشدود بسبب العشق.

2. **واصبرْ على نار الهوى والصبر مفتاح الفرج**
يحث الشاعر على الصبر على ألم الحب، حيث أن الصبر هو مفتاح الانفراج والراحة.

3. **حسّ الكِبدْ تِشْعِلْ وحسّ القلب مدحوس احتلج**
يشير إلى الألم الذي يشعر به في الكبد والقلب، حيث أن العشق أشعل ألمه وأصاب قلبه بالاضطراب.

4. **وخاطري سَافَرْ تِوَكَّلْ في الهوى مَدَّن وحَج**
يصف الشاعر حالة روحه وخاطره الذي سافر وتوكل على الحب كما يتوكل الإنسان في رحلة الحج، رمزاً للتضحية.

5. **ليش الهوى يا أهل الهوى حَلَّقْ على قلبي وَدَج**
*يتساءل عن سبب الحب الذي أتى بقوة وضرب (دج) قلبه بلا رحمة.

6. **جاهِلْ لِعِبْ في القلب سوَّى داخِلِهْ حُفرة وَنَج**
يشبّه الحب بالطفل الجاهل الذي لعب بالقلب كانه يلعب بالفتاتير في حفرة وأحدث في القلب حفرة وألم شديد.

7. **وكلما سبّيت له سالوا دموعه وارتبج**
يشير إلى أنه كلما حاول التأقلم مع الحب أو معاتبة أو شتم الحبيب، سالت دموعه واشتد عليه الأمر.

8. **وإن جيت نا باشّل بَدّي هز قلبي وانتسج**
يعبر القمندان عن محاولته استعادة السيطرة على قلبه، ولكن قلبه يضطرب ولا يستطيع الثبات.

9. **وداع يا أهل الودّ دَوَّرْ مَركَب العاشق وعَج**
يشير إلى الفراق، حيث يبحث العاشق عن طريقة للهروب من الحب وآلامه.

10. **غافَلْكُمُ الجاهل وَسَط قلبي تِمَسْلَلْ واندرج**
الحب تسلل إلى قلبه بخفية واستقر فيه دون أن يشعر.

11. **باساعِفْ الجاهِلْ وباتعَبّر معه سُوْد اللَّجَج**
يقرر مرافقة هذا الحب الجاهل وتجاوز الأهوال والعقبات مهما كانت الاشكاليات.

12. **ولا رِجِعْ بَرْجَعْ معه وبالْتِبجْ حيث الْتَبَج**
إذا قرر الحب العودة، فإنه سيتبعه أينما ذهب، حتى لو كان هناك ألم في الطريق.

13. **إنْ قال جِدْ باقُول جِدْ وإنْ قِدْ زَبَجْ بَفْعَلْ زَبَج**
يعبر عن استعداده لمسايرة الحب سواء كان جاداً أو مزاحاً، فهو يتبعه في كل الحالات.

14. **سَيْل الهوى يِسْفَحْ من العُثراب لا بَرْث الدّبَج**
يصور الحب كسيل جارف يأتي من أماكن معروفة، مثل العثراب وبَرث الدبج، وهما مناطق زراعية في بالقرب من قرية بئر احمد.

15. **فين الذي با يسحره با اعطيه في فالج فلج**
يتحدث عن إعطاء العاشق هدية، وهي أرض زراعية في عبر فالج ربما يكسر اللعنة التي أصابته.

16. **تخاف يصبح ساحره أسير عينه والدعج**
يحذر من أن يصبح العاشق أسيراً لسحر الحبيب وجمال عينيه الداكنتين.

17. **أمانتك ذا القلب زجيته بحبل العشق زج**
يطلب من الحبيب أن يكون أميناً على قلبه الذي قُيّد بحبال العشق.

18. **يخج هذا القلب بعدك حيثما خجيت خج**
يؤكد أن قلبه سيتبع حبيبه أينما ذهب، كما يسير الشخص دون هدف واضح.

19. **يا الله احفظ الجاهل سراج العشق لا غدر سرج**
يدعو الله أن يحفظ حبيبه (الجاهل في الحب) ويجعله سراجاً ينير طريق العشق.

20. **راضي على الجاهل سكت مني الهوى والا هرج**
يعلن رضاه عن الحبيب الجاهل، سواء تكلم الهوى أو سكت.

21. **حلف قومندان العساكر بالوثائق والحجج**
يشير إلى قسم قائد العساكر الذي يعتمد على الأدلة والبراهين في حرب الحب.

22. **يا أذن شاهر لا تصنجها مدافعنا صنج**
يحذر من وقوع الحرب بين القلوب، ويطلب من الحبيب أن لا يدع أذنه تصم بسبب ضجيج المدافع.

23. **وبايقع للشام يوم أعوج نسمح به العوج**
يشير إلى أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، ولكنه مستعد لتصحيح الخطأ حين يحين الوقت.

24. **با ننصف المظلوم والمسكين والسيد مسج**
يختتم الشاعر بقوله إنه سيقف مع المظلوم والمسكين، وسيحترم السيد إذا كان عادلاً.

##الشرح لمعاني ومضمون القصيدة:**

حين كتب الأمير الشاعر أحمد فضل القمندان قصيدته "دارِ الذي تهواه"، كان يغوص في أعماق مشاعر الحب العاصف الذي تتخلله تقلبات العاطفة والألم. يبدو أن القمندان كان يعاني من صراع داخلي بين رغبته في البقاء قريبا من حبيبه وبين مرارة الفراق أو التردد الذي يحيط بهذا الحب.من خلال القصيدة، يمكن استشعار مزيج من مشاعر الشوق والاضطراب، حيث يصف قلبه بأنه "مرجوج" أو مضطرب بفعل الحب. هذا يعكس حالة عدم الاستقرار العاطفي التي عاشها الشاعر، إذ كان عالقا بين نيران الهوى التي تحرقه من الداخل وبين الأمل في أن الصبر سيؤدي إلى الفرج.
القصيدة مليئة بالتشبيهات الجميلة والتعبيرات التي تصف حالة العاشق المتقلب بين الحب والألم. هناك استخدام لمفردات من الحياة اليومية واللهجة اللحجية الاصيلة، ما يجعل القصيدة أكثر أصالة وقرباً من روح المجتمع المحلي.
في النهاية، كان القمندان في حالة من الانكسار العاطفي، حيث تجلى في قصيدته مزيج من الشوق والألم، الأمل واليأس، الاستسلام والمقاومة. هذه القصيدة هي انعكاس مباشر لمشاعر العاشق الصادق الذي يعيش تقلبات الحب بكل تفاصيلها، بين مرارة الفراق ولذة اللقاء، بين الانصياع لعواطفه ورغبته في الصمود.
رحم الله الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان، الذي أبدع في تصوير مشاعره الصادقة والعميقة من خلال قصائده. أسكنه الله فسيح جناته، وجزاه خيرا على ما قدم من تراث أدبي خالد يثري الثقافة والتراث اللحجي و اليمني عامة.

د/ عارف محمد عباد السقاف