آخر تحديث :الإثنين-14 أكتوبر 2024-04:36م
ملفات وتحقيقات

"أبي لا يريد زواجي" .. حكايةٌ تتكررُ في اليمن

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - 10:04 م بتوقيت عدن
"أبي لا يريد زواجي" .. حكايةٌ تتكررُ في اليمن
تقرير/رؤى فاروق السامعي:
في مجتمعاتنا، يُفترض أن يكون الزواج رمزًا للسعادة والفرح، لكن للأسف، تتحول هذه اللحظة الجميلة إلى كابوسٍ مُرٍّ بالنسبة لبعض الفتيات اللواتي يواجهن رفضًا قاطعًا من قبل آبائهن للزواج. فبينما تُحلم الفتاة بالاستقرار والزواج، تُجبر على البقاء في قفصٍ من القيود، تُحكم عليه بقرارات آبائها الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق سعادتها.
في هذه المادة، سنُسلط الضوء على قضية رفض بعض الآباء لزواج بناتهم، ونُحاول فهم الأسباب التي تُدفع بهؤلاء الآباء لإصدار مثل هذه القرارات، والتي تُؤثّر بشكل سالبي على حياة بناتهم و مستقبلهن.
ُتثير قضية رفض بعض الآباء لزواج بناتهم، لأسباب مادية أو غيرها، جدلاً واسعًا في المجتمع اليمني.
تعد قضية رفض الآباء لزواج بناتهم قضية معقدة تُلقي بظلالها الكثيفة على حياة الفتيات في اليمن. وتُشير العديد من الدراسات والتحليلات إلى أن هناك عدة أسباب تُدفع بهؤلاء الآباء لإصدار مثل هذه القرارات، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
١ـ الطمع في الراتب:
ُيعد الطمع في راتب الفتاة من أبرز الأسباب التي تُدفع الآباء لرفض زواجها. ففي مجتمعاتنا، لا تزال بعض العائلات تُعتبر المرأة مصدرًا للَدخل، وتُفضل بقائها في المنزل لتغطية احتياجات الأسرة. يُؤدي هذا الأمر إلى حرمان الفتاة من حقها في اختيار شريك حياتها، وتكوين أسرة مستقلة.

٢ـ الخوف من فقدان الليد العاملة:
في بعض الأحيان، تُعتبر الفتاة مصدرًا رئيسيًا للعمل في المنزل، فلا يرغب الأب في فقدانها. فقد تُساعد الفتاة في العناية بالأطفال أو العمل في المزرعة أو المحل التجاري، وتُصبح ضرورية للاستمرار في عمل الأسرة.

٣ـ التحكم بالفتاة:
قد يرغب الأب في التحكم بحياتها بشكل كامل، ويُفضل بقائهن تحت رعايته. فقد يُنظر إلى الزواج كمُهدّد لنفوذ الأب على ابنته، ولذلك يُفضل بقائها في المنزل تحت سيطرته.

٤ـ التقاليد والعادات:
في بعض المجتمعات، تُفرض بعض التقاليد و العادات التي تُحدّ من حرية الفتاة في اختيار شريك حياتها. فقد تُفرض بعض العائلات شروطًا صعبة على الزواج، مثل القبيلة أو الطبقة الاجتماعية، ما يُصعّب من إمكانية اختيار الفتاة لشريك حياتها بحرية.

٥ـ الظروف المادية الصعبة:
قد تُصبح الظروف المادية الصعبة عائقًا أمام زواج الفتاة. فقد لا تستطيع الأسرة تحمل تكاليف الزواج، مثل المهر و الوليمة، و لذلك يُقرر الأب تأجيل زواج ابنته إلى وقت أفضل.

٦- عدم الرضا عن الشريك:
قد يُرفض زواج الفتاة لأن الأب غير راضٍ عن الشريك الذي اختارته. فقد لا يُناسب الشريك معايير الأب، مثل الوضع المادي أو الطبقة الاجتماعية أو العائلة.

٧-الظروف السياسية والاجتماعية:
قد تُؤثّر الظروف السياسية و الاجتماعية على قرار الآباء في رفض زواج بناتهم. فقد تُصبح الفتاة ضحية للصراعات و الاضطرابات السياسية، و لذلك يُقرر الأب تأجيل زواجها إلى وقت أفضل.

٨- الجهل والتخلف:

قد يُساهم الجهل و التخلف في تكوين فكر الأب الذي يُرفض زواج ابنته. فقد لا يُدرك الأب حقوق ابنته في الاختيار و الحرية، و لذلك يُقرر منع زواجها بناءً على أفكاره و معتقداته الضّيقة.

٩- الضغط المجتمعي:

قد تُؤثّر الضغوط المجتمعية على قرار الأب في رفض زواج ابنته. فقد يُشعر الأب بالخجل من زواج ابنته في سن مُبكر، أو يُخشى من انتقادات المجتمع في حال زواج ابنته من شخص غير مُناسب.

١٠- الاضطرابات النفسية:
قد تُؤثر الاضطرابات النفسية على قرار الأب في رفض زواج ابنته. فقد يُعاني الأب من مشاكل نفسية تُؤثّر على قراراته، و لذلك يُقرر منع زواج ابنته بناءً على حالة نفسية غير سليمة.

١١- الظروف الخاصة:
قد تُؤثر الظروف الخاصة على قرار الأب في رفض زواج ابنته. فقد تُصبح الفتاة ضحية لظروف خاصة، مثل العنف الأسري أو الفقر المُدقع، و لذلك يُقرر الأب تأجيل زواجها إلى وقت أفضل.


١٢- التلاعب من قبل الآخرين:
قد تُؤثّر الضغوط من قبل الأشخاص المُقربين من الأب على قراره في رفض زواج ابنته. فقد يُحاول بعض الأشخاص التلاعب بالأب لمنع زواج ابنته لأسباب مُختلفة.

١٣- الخوف من فقدان السلطة:
قد يُخشى الأب من فقدان سلطته على ابنته في حال زواجها. فقد يُصبح الأب مُهمشًا في حياة ابنته بعد الزواج، و لذلك يُقرر منع زواجها لحين وصولها إلى سن مُتقدمة.
١٤- الاختلاف في الآراء:
قد يُختلف الأب مع أفراد الأسرة في قرار زواج ابنته. فقد يُريد الأب تأجيل زواج ابنته إلى وقت أفضل، بينما يُريد أفراد الأسرة زواجها في أسرع وقت مُمكن.

١٥- الظروف الاجتماعية والاقتصادية:
قد تُؤثر الظروف الاجتماعية و الاقتصادية على قرار الأب في رفض زواج ابنته. فقد تكون الفتاة من أسرة فقيرة، أو تكون في مجتمع مُحافظ، و لذلك يُقرر الأب تأجيل زواجها إلى وقت أفضل.

١٦-الاختلاف في الآراء:
قد يُختلف الأب مع أفراد الأسرة في قرار زواج ابنته. فقد يُريد الأب تأجيل زواج ابنته إلى وقت أفضل، بينما يُريد أفراد الأسرة زواجها في أسرع وقت مُمكن..
**موقف القانون اليمني:**

يُعدّ رفض زواج الفتاة من قبل الأب انتهاكًا لحقوقها، ويمثل اعتداءً على حريتها الشخصية. ولكن، لا يوجد نص قانوني واضح في اليمن يُجرّم هذا الفعل. تُشير بعض المصادر إلى أن هناك بعض القوانين التي تُعنى بحقوق المرأة، ولكنها غير كافية لمعالجة هذه القضية بشكلٍ فعلي.
**رأي اختصاصي اجتماعي:**

يُؤكد الاختصاصي الاجتماعي ( فهد ناجي) على ضرورة التوعية المجتمعية حول أهمية احترام حقوق المرأة، وإلغاء الأفكار التقليدية التي تُعرقل تقدمها. ويُشدّد على أهمية دور المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية في دعم الفتيات اللواتي يُواجهن مثل هذه المشاكل.

خاتمة:

تُعدّ قضية رفض زواج الفتيات من قبل آبائهن قضية حساسة تتطلب حلولًا جذرية. فمن الضروري تغيير النظرة المجتمعية للفتاة، وتعزيز حقوقها في اختيار شريك حياتها والتعبير عن رغباتها. ويُلزم ذلك التعاون بين جميع أطراف المجتمع، من أجل بناء مجتمع عادل وإنساني.