آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-08:55ص
حوارات

الرئيس علي ناصر محمد : اليمن اليوم هو امتداد لهذا التاريخ المجيد والمشرف (حوار)

السبت - 15 يونيو 2024 - 06:19 م بتوقيت عدن
الرئيس علي ناصر محمد : اليمن اليوم هو امتداد لهذا التاريخ المجيد والمشرف (حوار)
حاوره الصحافي / عبدالله ذبيان

نص الحوار

بصفتكم رئيساً سابقاً لليمن، كيف تنظر إلى نهضة أدمغة هذا الشعب الفتيّ الذي اجتاز كل المطامع والحروب؟



نحن نعتز بشعبنا اليمني العظيم عبر التاريخ فعلى أكتافه انتشرت الدعوة الإسلامية في صدر الإسلام في العالم شرقًا وغربًا. وكان الشعب اليمني عصيًا على الطغاة والغزاة عبر التاريخ كالأحباش والأتراك والبرتغاليين، والفرنسيين والبريطانيين وغيرهم.

واليمن اليوم هو امتداد لهذا التاريخ المجيد والمشرّف.



اليمن اليوم، يعطي العالم دروساً في العزة والكرامة، ما أهمية هذا البلد العربي لفلسطين الذي يبعد عنها أكثر من 2000 كلم؟



نحن نحيي شعبنا اليمني، إن دروس يمن العزة والكرامة والنضال والكفاح ليست جديدة على شعبنا الأبي، وهو على الرغم من محنته ومأساته جرّاء الحرب العبثية إلّا أنه أبى إلّا وأن يقف إلى جانب صمود غزة لأكثر من ثمانية أشهر. وهو اليوم يبذل الغالي والنفيس ويقدم التضحيات بسبب وقوفه مع كفاح الشعب الفلسطيني، وقد أثبتت غزة والمدن الفلسطينية أنها خط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية والمقدسات في وجه المشروع الصهيوني وآلته الإجرامية..

أما أهمية اليمن، فإن القوى الطامعة تدرك ما لموقعه الجغرافي الاستراتيجي وثرواته الكبيرة من أهمية بالغة، وهذا مايدفع القوى الإقليمية والدولية الى التكالب عليه..



ما هي المخاوف التي تهدد اليمن اليوم؟



ما يهدد اليمن اليوم هو استمرار الحرب التي دخلت عامها العاشر وأدت إلى تدمير الدولة ومؤسساتها. ونحن طالبنا منذ اليوم الأول للحرب ولازلنا نطالب بوقفها ودعم مسار السلام واستعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن، فإن في استقرار اليمن استقرار للمنطقة بل والعالم.

بعد دخول الهدنة بين التحالف السعودي وحكومة صنعاء حيّزَ التنفيذ عام 2022، الى اين يتجه اليمن؟

لقد باركنا اعلان الهدنة ونحن نؤيد كافة الجهود التي بُذلت من قبل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وحكومة صنعاء والمبعوث الأممي هانس غريندبيرغ، ولكننا نرى ان الحل هو بوقف دائم للحرب واستعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن أرضًا وشعبًا.



لو كنتم في سدة الرئاسة اليوم، ماذا كنتم ستفعلون لغزة المكلومة وأهلها؟



عندما كنّا في سدة الرئاسة، وقفنا كقيادة وشعب إلى جانب الشعب الفلسطيني وقدمنا جميع أشكال الدعم المادي والمعنوي الى فلسطين. بل إننا سحبنا بطارية الدفاع الجوي من مطار عدن وأرسلناها إلى لبنان للدفاع عن المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة الطيران الإسرائيلي عام 1982 أثناء اجتياح لبنان.

واستقبلنا أكثر من خمسة آلاف مقاتل خرجوا من لبنان قسرًا بعد اجتياح إسرائيل لها عام 1982.

نحن لا نَمُنّ على الشعب الفلسطيني ولا الشعب اللبناني بهذا الدعم، وإنما نعتبره واجبًا قوميًّا تجاه تضحياتها وصمودها ومقاومتها للاحتلال.

وسواء كنا في السلطة كما أشرتم، أو خارجها فإن موقفنا المبدأي هو تقديم مانستطيع من أنواع الدعم لغزة الصامدة، ولكن بغيابنا حاضراً عن السلطة في اليمن، فإن شعبنا والقيادات المخلصة تقوم بهذا الدور المشرف.



هل يبارك الرئيس علي ناصر محمد جبهة الإسناد اليمنية لغزة؟ وماذا عن دورها وفاعليتها؟



نحن مع أي جبهة لدعم غزة، سواء كان في اليمن أو خارجها. كرئيس لمجموعة السلام العربي التي تشكلت من شخصيات فكرية وثقافية وسياسية بارزة في الوطن العربي، فإننا أعلنّا وقوفنا أكثر من مرة إلى جانب غزة والقضية الفلسطينية حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.



ماذا تقولون لقادة الدول العربية؟ وهل دحض ما يجري في غزة ادعاءات ايجابيات التطبيع مع العدو؟



مع الأسف، إن الموقف الرسمي والشعبي العربي كان ولا يزال دون المستوى المطلوب لدعم غزة والقضية الفلسطينية. وصوت الشعوب وطلاب الجامعات في العالم لمساندة القضية الفلسطينية كان أعلى من صوت الموقف الرسمي والشعبي العربي مع الأسف، وحسبي الله ونعم الوكيل.



قالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، إلى أي مدى تثبت الأحداث منذ عقود مصداقية هذا القول؟



لقد قال الرئيس الراحل الخالد جمال عبد الناصر إن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وهذا صحيح. والزعيم جمال عبد الناصر كان قد جسد ذلك قولًا وفعلًا، ووقف إلى جانب القضية الفلسطينية في بداية حياته عندما كان ضابطًا في معركة الفالوجة عام 1948 وحتى وفاته في 28 سبتمبر 1970. وقد ودع الحياة في ذلك اليوم المشؤوم بعد أن ودع الرؤساء والملوك الذين شاركوا في القمة الخاصة لفلسطين بعد أحداث أيلول سبتمبر في الأردن عام 1970.

ومصر كانت ولازالت قلب العروبة النابض وضحت من أجل القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية، فعندما تنهض مصر تنهض الأمة العربية من المحيط الى الخليج..



زرتم لبنان، كيف تقيمون واقع حال جبهة الإسناد اللبنانية لأهل غزة؟



لقد زرت لبنان التاريخ والحضارة أكثر من مرة، وتعرفت الى شعبها عن قرب، والتقيت بقادتها ومثقفيها وقادة أحزابها الذين يقفون إلى جانب غزة والقضية الفلسطينية. ونحن نؤيد ونساند جبهة الإسناد اللبنانية لأهلنا في غزة، ونحيي صمودها وتضحياتها الغالية في سبيل حماية الأراضي اللبنانية ودعم صمود شعبنا الفلسطيني في غزة والمدن الفلسطينية.. فلبنان شعبا وحكومة قدمت تضحيات كبيرة واحتضنت الآلاف من الفلسطينيين وقدمت كافة أشكال الدعم لهم وهي تدفع ثمن الموقع والموقف تاريخياً..



هل يمكن القول إن العد العكسي بدأ للكيان الإسرائيلي؟



لقد كسرت غزة الصامدة هيبة الكيان الصهيوني وجيشه الذي كان يدعي أنه جيش لا يقهر، وألحقت به الهزيمة والخسائر العسكرية والبشرية والنفسية والاقتصادية التي تفوق كل خسائره في معاركه مع العرب منذ 1948 وحتى اليوم. ونحن لا نقلل من التضحيات العربية ضد إسرائيل، ولكن من وجهة نظري، هذه الحقيقة. كما نشاهد اليوم تضامناً عالمياً غير مسبوق لصالح القضية الفلسطينية وهذا بحد ذاته يعتبر تحولاً كبيراً في مسار الصراع مع العدو الإسرائيلي، وبداية العد التنازلي لنهايته، ولا بد للشعب الفلسطيني أن ينال حريته واستقلاله وحقه في تقرير مصيره مهما طال الزمن لأن قضيته عادلة وهو شعب مكافح قدّم الغالي والنفيس منذ 1948 والى اليوم..



عشتم في سوريا، فماذا تقولون في الحرب والعقوبات الأميركية الغربية عليها وهل تتشابه مع ما يفرض على شعب اليمن؟



لقد تعرضت الدول والشعوب العربية لحروب استهدفت قدراتها العسكرية والاقتصادية والبشرية، ابتداءً من لبنان ومرورًا بالصومال والسودان وليبيا والعراق وسوريا التي صمدت بشعبها وقيادتها وحلفائها ضد المؤامرة الدولية والإقليمية التي شارك فيها أكثر من مائة وسبعين ألف مرتزق، إضافة إلى القوى الأخرى التي حملت السلاح لإسقاط النظام وصرفت مئات المليارات لتدميرها. وهي دفعت وتدفع ثمن موقعها وموقفها من القضية الفلسطينية.

وكل ما جرى كان في صالح أعداء الأمة العربية وأعداء لقضية الفلسطينية، ولكن إرادة الشعوب العربية لن تنكسر إذا امتلكت مشروعًا وطنيًّا قوميًّا يلبي طموحات هذه الجماهير.

نحن ندرك التعقيدات والمؤامرات التي تمر بها الأمة العربية، ولكن إرادة الشعوب أقوى من هذه المؤامرات والحروب بدليل ما يجري في غزة الصامدة منذ ثمانية أشهر وأكثر في أرض لا تزيد مساحتها عن 365 كيلومترًا، وشعب لا يزيد عن مليوني نسمة.

إرادة الشعوب لا تُكسر ولا تُهزم.