آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-06:58ص

ملفات وتحقيقات


تحليل: بن مبارك.. وقشة النجاة في مواجهة تيارات الغرق

الخميس - 16 مايو 2024 - 07:43 ص بتوقيت عدن

تحليل: بن مبارك.. وقشة النجاة في مواجهة تيارات الغرق

(عدن الغد)خاص:

ما أهم الملفات المعقدة التي يواجهها بن مبارك وحكومته؟

لماذا عجز بن مبارك وفريقه عن حلحلة هذه الملفات حتى الآن؟

هل باستطاعة بن مبارك تجاوز تعطيل الحكومة؟

هل يغرق بن مبارك في هذه الملفات أم ينجو منها؟

ما أبرز التساؤلات لدى الشارع حول بن مبارك وأداء حكومته؟

تقرير/ عبدالله جاحب:

قد تكون المهمة وتعقيداتها أشبه بالمستحيل الذي يقبع في وطن يواجه كثيرا من الصعوبات والعديد من التحديات، والكم الوافر من القضايا المعقدة والملفات الشائكة، التي يصعب لقارئ الفنجان قراءتها وفتح شفرات أبوابها المغلقة.

ملفات شائكة

يواجه رئيس الوزراء اليمني الجديد (أحمد عوض بن مبارك) القادم من حديقة دهاليز الدبلوماسية، الكثير من الملفات الشائكة والقضايا المعقدة على طاولة رئاسة الوزراء اليمني.

العديد من المطالب لأغلبية سكان سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ترمي بأوزارها وتضع حمولتها على عاتق (بن مبارك)، وتحديداً وعلى وجه الخصوص، معالجة تدهور خدمات الكهرباء والمياه وانهيار سعر العملة الوطنية مقابل الدولار وانعكاس ذلك على أسعار السلع.

صعوبات مالية

تعيين أحمد بن مبارك جاء في ظل صعوبات مالية تشهدها البلاد تأخر معها صرف رواتب الموظفين عن شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين.

كما يبرز في الضفة الأخرى، تردي خدمة الكهرباء بصورة غير مسبوقة خصوصاً في العاصمة عدن، إذ بلغت ساعات الإطفاء إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد، كما تردت خدمات المياه بشكل غير مسبوق، وقارب سعر الدولار السقف الذي بلغه في نهاية عام 2021م، وهو أزيد من 1650 ريال يمني لكل دولار.

كل ذلك وأكثر يضع قارب النجاة لرئيس الوزراء اليمني الجديد أحمد بن مبارك في عين العاصفة لمواجهة تيارات الغرق في عمق بحار تلك الملفات الشائكة والقضايا المعقدة، تبقي التحركات الدبلوماسية للرجل هي قشة النجاة من تلك التيارات، فهل ينجو بن مبارك من الغرق في تلك التيارات وينجو معه الوطن أولا وأخيرا؟

بين الملفات الشائكة وإرث الفساد

في مناخ مضطرب يبدأ بن مبارك رحلته في قيادة وإدارة حكومة البلاد، فلا تقتصر حرب " بن مبارك " على الصعوبات الاقتصادية وملفات الخدمات المتردية فحسب، بل الأمر يتوسع إلى أكبر من ذلك بكثير، إذ يضاعف إرث الفساد من التحديات التي يواجهها رئيس الحكومة اليمنية الجديد.

يواجه بن مبارك وضعا صعبا وفي غاية الصعوبة والتعقيد، في ظل وجود الفساد المنتشر في أروقة ودهاليز مؤسسات الدولة ومرافقها الحكومية، وحالة انعدام الإدارة والرقابة حول ذلك، وهذا ما يؤكده الكثير من المتابعين والمحللين للشأن اليمني.

تجاوز تعطيل الحكومة

ويرى الباحث اليمني مصطفى ناجي أن "تعيين بن مبارك سينقذ تعطيل الحكومة بسبب خلافات بينية امتدت لشهور وانقسام في مجلس الرئاسة وصل إلى حد الهجوم على قصر الرئاسة ومقر إقامة الحكومة في عدن مرات عديدة، ‏لكنه نبَّه إلى أن الظرف الاقتصادي والسياسي يقضم من فرحة الفرحين، لأن العملة المحلية في أدنى انخفاض لها مقابل العملات الخارجية، وموارد الحكومة متناقصة، وبوادر السلام متعثرة، ونذر حرب تلوح بالأفق".

وبحسب الباحث اليمني المقيم في فرنسا: "فإن الهم الأساسي لدى المواطن عودة الخدمات وتوطيد الأمن، والهم الرئيسي في الإدارة العامة توفير الموارد".

وقال: "إن السنوات الماضية بيَّنت أن تقلبات مزاج الشركاء في إطار الشرعية، مع تردي الخدمات وفقدان المصداقية". ‏ومع ذلك أكد ناجي أن الحكومة بصيغتها الراهنة لن تستطيع المضي قدماً، دون تفعيل أدوات الرقابة، ودون رعاية من «مجلس القيادة». ‏

خطة للتعامل مع الفساد

بدوره، طالَب عضو مجلس النواب اليمني عيدروس النقيب: "رئيس الوزراء بالإعلان عن خطته للتعامل مع الفساد والموارد الاقتصادية، وتساءل عما إذا كان ينوي السؤال عن عائدات نفط وغاز مأرب، وماذا سيفعل من أجل إعادة تشغيل ميناءي الضبة والنشيمة لتصدير النفط وتحسين مستوى الإيرادات".

بن مبارك يقتحم عش الدبابير

يبدو أن الرجل "بن مبارك" يشتغل على نار هادئة، ويعمل بعيداً عن الأضواء والضجيج السلبي الذي يترتب عليه آثار جانبية خطيرة تعود بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها.

فرئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك، لم يمهل الفساد متسعا لالتقاط الأنفاس سوى شهرين من تعيينه، ولم يكن إلا كمن يقبض الروح من الجسد.

وكشف الإعلامي حمدي اليافعي عن توفير رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك مبلغا كبيرا لخزينة الدولة.

وأكد اليافعي في منشور له على صفحته بفيسبوك: أن رئيس الوزراء استطاع توفير 50 مليون دولار خلال شهر وأحد.

وأوضح اليافعي بأن هذه المبلغ الكبير هو فوارق مشتريات المحروقات لمحطات التوليد بعد تغييره لجنة المناقصات المتهمة بالفساد.

واعتبر اليافعي هذه خطوة جيدة في رصيد بن مبارك الذي استطاع توفير هذا المبلغ خلال فترة وجيزة.

فعلى ما يبدو أن بن مبارك اقتحم عش الدبابير لهوامير الفساد، وقد تجاوز وتخطى الخطوط الحمراء الممنوعة، التي تنذر وتكشر عن قدوم حرب سيخوضها بن مبارك في قادم الأيام.

بعض التساؤلات

ولكن تظل بعض التساؤلات، التي تؤرق سكينة مضاجع الشارع المحلي على وجه الخصوص والتحديد، من أهمها: ما مصير تلك المبالغ؟ وأين تذهب؟ وفي ماذا سوف تنفق؟

هل بمقدور رئيس الوزراء أحمد بن مبارك مواصلة تلك التحركات ومضاعفاتها في قادم الأيام، أم أن الرجل دخل مغارة الأربعين فاسدا، وليس بمقدوره مواصلة ذلك مستقبلا؟

والأهم من ذلك كيف بمقدور رئيس الوزراء أحمد بن مبارك مواجهة تلك الآفة الخطيرة؟ وما الخطوات القادمة للتصدي لمافيا الفساد؟

وهل سوف تعود تلك الأموال بمردود إيجابي على البلاد أم تذهب أدراج الرياح؟