آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-12:26م

حوارات


مدير دائرة الترصد الوبائي بصحة حضرموت: برنامج "الايديوز" حقق نجاحًا باهرًا في عملية الترصد الوبائي

الأحد - 12 مايو 2024 - 11:06 ص بتوقيت عدن

مدير دائرة الترصد الوبائي بصحة حضرموت: برنامج "الايديوز" حقق نجاحًا باهرًا في عملية الترصد الوبائي

(عدن الغد)خاص:

يعد برنامج الترصد الوبائي أحد برامج الرعاية الصحية الأولية ويتبع في الهيكلة قطاع الرعاية الصحية الأولية بمكتب الصحة والسكان في المحافظة وهو من البرامج التابعة للإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد في قطاع الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة العامة والسكان، والذي يهدف هذا البرنامج إلى الاكتشاف المبكر للأمراض والأوبئة التي تتطلب اتخاذ عدداً من الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الأمراض وتقليل الإصابات، ومراقبة الاتجاهات الصحية، أداء البرامج الصحية، وحجم العمل في المرافق الصحية لتخصيص الموارد البشرية على النحو الأمثل.

موقع "عدن الغد" اتجه هذا الأسبوع صوب دائرة الترصد الوبائي بمكتب وزارة الصحة العامة والسكان بحضرموت الساحل وحاورت مدير الدائرة الدكتورة رولا سعيد باضريس التي ردت مشكورة على أسئلتنا المطروحة على طاولتها، فإلى الحوار:

حاورها / عبدالعزيز بامحسون

> هل نتعرف أولاً من خلالك على مكونات دائرة الترصد الوبائي؟

بالنسبة لمكونات دائرة الترصد الوبائي تشمل كل من:

1) برنامج النظام الالكتروني للإنذار المبكر والاستجابة (الايديوز) والذي يشمل فرق الاستجابة السريعة.

2) برنامج الشلل والحصبة.

> ماذا تقصدي ببرنامج النظام الالكتروني للإنذار المبكر والاستجابة (الايديوز)؟

هو برنامج بدأ العمل به في اليمن في مارس 2013م، وأدخل إلى المحافظة في نوفمبر من العام نفسه، حيث بدأ العمل فيه بـ (25) موقع في(7) مديريات ونتيجة للنجاح الباهر الذي حققه البرنامج الالكتروني من سرعة الأداء ودقة المعلومات تمت التوسعة في البرنامج لتصل عدد المواقع إلى (102) موقعًا في جميع مديريات المحافظة، ويشمل القطاعين الحكومي والخاص، ويتم الترصد لـ (27) مرض والتي تعد من أهم الأمراض الوبائية التي تتسبب في حدوث الأمراض والأوبئة، وكل موقع يوجد به شخص محوري (ضابط ترصد)وهو عامل صحي يعمل في الموقع ويقوم برفع البلاغات الفورية والأسبوعية عبر النظام الالكتروني، عبر كلمة مرور واسم مستخدم خاص بالموقع كما يوجد في كل مديرية منسق يقوم بمتابعة المواقع في المديرية وهو رئيس فريق الاستجابة ويقود الفريق للنزول في حالة وجود وباء في المديرية، إضافة إلى منسق المحافظة ويقوم بمتابعة ضباط الترصد ومنسقي المديريات في ارسال التقارير والبلاغات، ومنسق الاستجابة بالمحافظة الذي يقوم بمتابعة فرق الاستجابة بالمديريات، ومدخلي البيانات الذين يقومون بإدخال بيانات الأمراض في النظام.

> ما هي الأمراض التي يتم الترصد لها؟

هناك (27) مرضًا من بينها أمراض البلاغ الفوري البالغ عددها (6) أمراض وتشمل الأمراض الأكثر تسببا في حدوث الأوبئة والأمراض والوفيات في اليمن وهي: الحصبة، والسعال الديكي، والكوليرا، والحميات النزفية، والشلل الرخو الحاد، والدفتيريا، أما باقي الأمراض فتشمل حمى الضنك، والملاريا، والتهاب الكبد الفيروسي، والبلهارسيا إضافة إلى الالتهابات التنفسية العلوية والسفلية والانفلونزا والاسهالات الحادة وغيرها، وفي حالة اكتشاف وباء يتم البلاغ ورفعه خلال (24) ساعة من الاكتشاف.

> ما هي أبرز مهام فرق الاستجابة؟

ــ التأكد من وجود أوبئة والتقصي الوبائي للأمراض والبحث عن مصادر العدوى.

ــ جمع العينات وارسالها إلى المختبر المركزي.

ــ المعالجة الأولية للحالات في الميدان.

ــ التوعية والتثقيف.

ــ رفع التقارير.

> كم عدد الحالات التي سجلت خلال الثلاث سنوات الماضية في أبرز الأمراض كالكوليرا، وحمى الضنك، والاسهالات الحادة؟

الحالات التي سجلت خلال الثلاث سنوات الماضية (2021 ــ 2023م) بلغت (114.348) حالة، حيث تأتي الاسهالات الحادة في مقدمة الأمراض التي بلغت (106.972) حالة، ثم مرض حمى الضنك (4012) حالة، ثم مرض الحصبة (2441) حالة، ثم مرض الكوليرا بـ (728) حالة.

ومازال تسجيل الحالات لمرض الحصبة حتى هذا العام 2024م، حيث أن معظم الحالات من الأطفال دون عمر (5) سنوات والسبب هو زيادة الحالات غير المطعمة، وزيادة حالات الرفض لأخذ اللقاحات وقلة الوعي بأهمية التحصين، كما أن حمى الضنك تعد من الأمراض الموسمية التي تصيب المحافظة وتسجيل الحالات ويكثر خلال موسم الأمطار وتعد التقلبات المناخية والأعاصير من أهم أسباب توفير بؤر لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك والزيادة في انتشار المرض في معظم مديريات المحافظة، وترتبط وجود حالات الاشتباه بالكوليرا مع وجود الزوار للمحافظة خصوصا موسم الخريف، أما الاسهالات الحادة من الأمراض الأكثر شيوعا وتصيب كل الفئات العمرية وتزيد خلال أشهر الصيف وأيضا تكون نتيجة لسلوكيات خاطئة منها عدم الاهتمام بغسل الأيدي ونظافة الطعام والشراب وتناول مياه ملوثة أو أطعمة ملوثة.

> تحدث بين الفينة والأخرى حالات بإصابات الكوليرا، هل هناك تعريف جديد لحالات الاشتباه بهذا المرض؟

نعم؛ هناك تحديثات للتعاريف القياسية لمرض الكوليرا بحسب درجة انتشار المرض في المناطق الموبوءة بالكوليرا، والتعريف القياسي لحالة اشتباه الكوليرا هو أي حالة تعاني من اسهال مائي حاد (يتبرز أكثر من 3 مرات خلال 24 ساعة) مع أو بدون قيء .

أما الحالة المؤكدة فهي الحالة المشتبه التي ثبت وجود بكتيريا الكوليرا في العينة بالفحص الزراعي.

> أهم الدورات والورش التي نفذتها دائرة الترصد الوبائي خلال الفترة الماضية؟

نفذنا في دائرة الترصد الوبائي بالتنسيق وبإشراف من وزارة الصحة العامة والسكان قطاع الرعية الصحية الأولية الكثير من الدورات التدريبية والورش عبر الادارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد قطاع الرعاية الصحية الاولية بوزارة الصحة العامة والسكان ومكتب الصحة والسكان بالمحافظة وبدعم من المنظمات الدولية وخصوصًا منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والتي استهدفت ضباط الترصد وفرق الاستجابة السريعة عبر دورات تدريب وتأهيل للكادر حول التعاريف القياسية للأمراض وآليات الادخال في النظام، كما تم تنفيذ دورات تدريبية حول إدارة الحالة لأمراض الكوليرا والدفتيريا والحصبة للأطباء والتمريض في المستشفيات والمواقع الصحية، ودورة إدارة الحالة لأمراض الحصبة، الدفتيريا والسعال الديكي والتي تم تنسيق الدورة من قبل الترصد الوبائي والتدريب لعدد (30) طبيبًا وطبيبة من مختلف مديريات المحافظة، ودورة تدريبية لإدارة حالات الكوليرا للأطباء والعمال الصحيين في مراكز المعالجة وبعض المستشفيات والمراكز الصحية في المديريات عالية الخطورة خلال هذا العام 2024م، والدورة التدريبية للأمراض والوقاية الشاملة من العدوى لعدد (150) عاملًا صحيًا من مديريات المحافظة، علاوة إلى بعض المحاضرات الطوعية في المستشفيات الحكومية والخاصة.

> كثرة المهمشين والنازحين الأفارقة في حضرموت، هل هذا يشكل رقمًا مخيفًا لكم من انتشار الأمراض بين أوساط المجتمع؟

بالتأكيد وجود النازحين يشكل خطراً من حيث وجود بيئة مواتية لانتشار الأمراض والأوبئة، ولكن عند التبليغ بأي حالة اشتباه في مخيمات النازحين أو تجمعات المهمشين يتم النزول للموقع وتوزيع الأدوية وعمل المحاضرات التوعوية والتثقيفية عبر فرق الاستجابة السريعة، وتتم الاستعانة أيضا بفرق الأنشطة الايصالية التكاملية وأيضا أثناء حملات التحصين الوطنية يتم استهداف التجمعات وتقديم خدمات التحصين لهذه المناطق.

> هل تحدثينا عن دعم وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية بالمحافظة وتدخلات منظمات المجتمع المدني في دعم أنشطة ومشاريع دائرة الترصد الوبائي؟

حقيقة نحن نثمن دعم الوزارة لبرنامج الترصد الوبائي عبر الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد في قطاع الرعاية الصحية الأولية لكافة الأنشطة والدورات التدريبية ومتابعة عمل البرنامج بكل مكوناته، فنحن على تواصل دائم مع الوزارة عبر الاجتماعات الدورية والتقارير اليومية والأسبوعية والتي نقوم برفعها للوزارة، والمتابعة مستمرة لعمل الترصد وهناك تقييم أسبوعي وشهري ومتابعة مستمرة من الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد بالوزارة ومتابعة اكتمال التقارير والقوائم الخطية للأمراض، وأيضا متابعة طلبات البرنامج من حيث توفير السجلات والفحوصات السريعة، والدورات التدريبية للبرنامج، والتنسيق مع البرامج الأخرى وتوجيه الداعمين من المنظمات الدولية لإقامة حملات تحصين وطنية لمكافحة واستئصال شلل الأطفال، الحصبة، الكوليرا والتي تتم برعاية وزارة الصحة وتمويل المنظمات والجهات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني ونحن على تواصل معهم ويتم استعراض الوضع الوبائي في اجتماع كتلة الصحة والذي يتم بشكل شهري، كما أتقدم بكل الشكر والتقدير لمؤسسة صلة للتنمية لدعمها لبرنامج الترصد الوبائي بالمحافظة في جائحة كوفيد 19، و وباء الكوليرا فهي داعم مستمر للترصد من حيث دعم لكلفة نقل العينات، وتوفير أدوية لفرق الاستجابة السريعة وأيضا تقديم الدعم في تنفيذ بعض الدورات التدريبية.

كما نثمن جهود السلطة المحلية في المحافظة ومكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة للدعم المستمر لبرنامج الترصد الوبائي بالمحافظة.

> وماذا عن تدخلات المنظمات الإقليمية والدولية لدائرة الترصد الوبائي؟

حقيقة أن دائرة الترصد الوبائي تتلقى دعم من منظمة الصحة العالمية حيث تدعم برنامج الترصد وفرق الاستجابة السريعة وأيضا يتم من خلالها توفير محاليل الفحص المخبري للأمراض الوبائية مثل حمى الضنك، والكوليرا، والدفتيريا.

> هل الأعلام بمختلف أشكاله يتفاعل مع أنشطة الترصد الوبائي خصوصًا مع انتشار الأمراض الطارئة؟

دون شك أن الاعلام يتفاعل عبر القنوات والاذاعات في حال ظهور بعض الأمراض والأوبئة وهم على تواصل معنا في برنامج الترصد عبر بعض القنوات التلفزيونية والاذاعات المحلية مثل إذاعة المكلا والمواقع الإخبارية.

> ما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهكم؟

حقيقة أن برنامج الترصد الوبائي يحتاج للمزيد من الدعم في جوانب التأهيل والتدريب لطواقم العمل لضباط الترصد الإلكتروني وفرق الاستجابة السريعة، والدعم اللوجستي لمكتب الترصد من حيث توفير مكتب يتسع لدائرة الترصد، وكلفة نقل العينات وخصوصا العينات التي تنقل للمختبرات خارج المحافظة، ودعم فرق الاستجابة السريعة، ودعم زيادة التخصصات في الفريق بما يتناسب مع الأوبئة والتي تتطلب نزولات الفرق، كما أن التباعد الجغرافي والسكاني يشكل تحدٍ لفرق الاستجابة السريعة للوصول للمناطق البعيدة وخصوصا مناطق الأرياف في كثير من المديريات، والتوسع السكاني والهجرة الداخلية لمدينة المكلا والتي تسهم في وجود كثير من الأمراض والأوبئة في المدينة من خلال وجود وافدين لها من محافظات مختلفة، وضعف التوعية لدى بعض السكان من خلال العزوف عن تلقي جرعات التحصين، وانتشار الشائعات الذي يساهم في انتشار الأمراض وخصوصا الأمراض القابلة للتحصين مثل الحصبة والدفتيريا، والتقلبات المناخية والأمطار التي تتعرض لها المحافظة والتي تشكل تحدٍ من خلال توفير بؤر لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك وتسهم في انتشار الأمراض في المحافظة.

> كلمة أخيرة تود أن نختتم معك هذا الحوار؟

في الأخير لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لوزارة الصحة العامة والسكان وقطاع الرعاية الصحية الأولية والإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد، أشكر قيادة السلطة المحلية بالمحافظة و مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة وأنتهز هذه الفرصة أيضا لأتقدم بكل الشكر والتقدير لكل طواقم العمل في برنامج الترصد من ضباط الترصد الإلكتروني في المواقع، ومنسقي الترصد بالمديريات ومنسقي الاستجابة بالمحافظة وفرق الاستجابة السريعة بدائرة الترصد الوبائي بالمحافظة، والذين في الحقيقة جنود مجهولون يعملون بصمت ليل ونهار ويعملون خارج أوقات الدوام وفي الاجازات والأعياد، كما أشكر موقع "عدن الغد" على هذه اللفتة الكريمة لبرنامج الترصد للتعرف على أنشطة البرنامج والمهام التي نقوم بها.