آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-11:35م

صفحات من تاريخ عدن


صفحات من تاريخ عدن.. الأيام السبعة المجيدة، تخفيض الراتب واجب

الأحد - 31 مارس 2024 - 06:08 م بتوقيت عدن

صفحات من تاريخ عدن..  الأيام السبعة المجيدة، تخفيض الراتب واجب

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كتب /عبدالكريم قاسم فرج
كانت سبعينات القرن المنصرم في جنوب اليمن سنوات الحماس الثوري و التنظيرات الجامحة و الشعارات الثورية المرعبة.أقيل قحطان الشعبي اول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال في ٢٢ يونيو ١٩٦٩م فيما اسميت بالخطوة التصحيحية المجيدة.

عمري في حدود العشر سنوات لكني أعي جيدا مرحلة الرئيس سالمين التي امتدت تسع سنوات اي ان حكم سالمين إنتهى و عمري ١٩ سنة.كان سالمين شخصية محبوبه، محبوبة لنا نحن من قيل لنا ان الثورة جاءت لمصلحتنا أما من انتزعت مصالحهم فكانوا يكرهونه و يكرهون النظام السياسي و إن لم يجرؤوا بالإفصاح عن كراهيتهم.

في عهد سالمين بنيت مدارس كثيرة وصلت الى قرى نائية و مستشفيات و مستوصفات طبية في حدود الامكانات المتوفرة و بني جيش قوي و قامت الدولة بأبتعاث الآلاف من الطلاب المدنيين و العسكريين لا عاطل عن العمل فقد أنشئت كثير من المصانع الصغيرة كمصنع الالومنيوم و مصنع البلاستيك و الشباشب المطاطية و مصنع الأحذية الجلدية و معمل لدباغة الجلود و مصنع للبطاريات و مصنع للأوكسجين و مصنع لتعليب معجون الطماطم في الفيوش بلحج و مصنع للملابس و مصنع للعطور و مصنع للسجائر و الكبريت ثم توجت كل هذه المصانع ببناء مصنع الغزل و النسيج .

خرجت المرأة للعمل و كنت في الصباح الباكر ترى العمال و العاملات و الطلاب و رجال الجيش و الأمن و الأطباء و الممرضين يقفون في محطات محددة في كل مدن عدن تأتي حافلات تأخذهم الى أعمالهم.مع كل هذه الإنجازات العظيمة التي كانت تتحقق كنا نسمع عن انقسامات في الحزب الحاكم ( تنظيم الجبهة القومية) و تحديدا في فترة الحوار مع فصائل العمل الوطني و الذي استمر ثلاث سنوات توج بدمج حزب الطليعة و إتحاد الشعب و الجبهة القومية في تنظيم سياسي واحد أسمي التنظيم السياسي الموحد - الجبهة القومية برئاسة عبدالفتاح اسماعيل.
هذا الانقسام اتضح بأنه بين فريقين.فريق يقوده سالمين الذي كان يرى في أن تأسيس حزب سياسي ينهج الاشتراكية العلمية يعتبر قفز على الواقع و كان يرى ان يسمى الحزب القادم بالحزب الديمقراطي الثوري او حزب العمل الثوري.ما اقوله هنا ليس له اي تأكيد من اي مصدر سوى ما كنا نسمعه من تسريبات الله يعلم بصحتها في ظل هذا الصراع كانت الناس تشعر بتذمر من وضعها المعيشي و تطلق النكات على النظام.حين خرجت المسيرات في ما سميت بالأيام السبع المجيدة و كانت الجماهير تردد تاميم الاسكان واجب واجب علينا واجب.تحريق الشيذر واجب واجب علينا.تخفيض الرواتب واجب.واجب علينا كنت ترى بعض ابناء عدن يهتفون في هذه المسيرات: الشحمة اللحمة واجب.واجب علينا واجب.
في وقت كان الكثير فرحون بالثورة و إنجازاتها فهناك من كان يكره النظام و يتمنى له الفناء و هؤلاء من تم طردهم من اعمالهم بعد الاستقلال و من أممت مساكنهم و من قُتل أبوه أو قريب له دون اي سبب و من اخفي و من تشرد و حين تسأل من كان يقتل و يخفي الناس لا تجد إجابه و يقال ان هناك فرق للموت كانت تقتل لكن من خلفها لمصلحة من تقتل لا تعرف و يقال ان سالمين نفسه لم يكن يعرف و كان يستغرب اذا علم بمقتل من يعرفه؟ فمن كان يقتل؟؟ كثرت الإتهامات و لا دليل.