آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:18م

أخبار المحافظات

وبطل جديد من هذا الزمان!!

الأحد - 31 مارس 2024 - 04:00 ص بتوقيت عدن

كتب / المحامي عبدالناصر السنيدي

سنكتب اليوم عن رجلا من ابين من حاضرت الساحل الجميل من حصن بن عطية.. رجل كتب قصته وحكايته بنفسه وجعلنا نقرأها كل يوم.. كتبها من احرف من نور وجعل منها لوحة جميلة بالوان زاهية خطها قلمه ولونتها ريشته.. وجعل من سيرته قصة نجاح فارس من فرسان الزراعة كان سيفه هوالمنجل والمعول.. يعشق المطر والسيل.. وتطربه رائحة التربة. ويميز بفطرة المهندس العتيق روائح الازهار وعبق الاشجار الفواح.. رسمت ابين على تجاعيد وجهه الوضاء تعابير حكاية عشق لا تنتهي مع الارض.. الارض الخصبة.. الارض الطيبة المعطائة..

اتحدث اليوم عن المهندس عبدالقادر خضر السميطي .. لا اعتقد ان احدا اليوم في ابين مرتبط بالزراعة لايعرف هذا الاسم الذي التصق اسماء وفعلا مع الزراعة والارض والاشجار والثمار والطين..
تشاهده ناصحا.. تشاهدا عاملا تحت الشمس.. تجد صوت صرير قلمه المليئ بالفوائد يعلن عن كل جديد.. وتجده بين اكوام الذهب الابيض.. وبين شتلات الموز والبوبيه.. وهناك تحت ضل اشجار المريمر.. وبجانب جبال الكمبوست.. واكوام البطيخ الفاخر.. لعمري مارأيت عاشقاً متفانياً كهذا المهندس الفذ... فالارض والزراعة ليلاه وابين وارضها هي عبلته..
لم تراه يوما تحجج بالظروف او بدعم الدولة.. يحمل سيفه وحيدإ بعد ان هزمت جيوش المهندسين والمزراعين

مصراً اصراراً كبيراً ان يدافع عن الزراعة حتى الرمق الاخير..

تكاد ان تستغرب ان تراه حاضراً عند حفر الابار.. وتراه حاضراً مع المزارعين متابعاً النجاح لتجربة جديدة.. تارة في يافع في مزارع البن واخرى في الصبيحة في مزارع البطيخ وهناك في حضرموت مع مزارع البصل.. اما ابين فهي مسرحه اليومي يعرض فيه فنونه ويمارس هويته المفضلة التمتع بعبق وردها وفلها....

هذا المهندس الفذ لم ياتي من فراغ بل من عائلة زراعية منذ الخمسيمات فجده عوض السميطي اول من استصلح الارض الزراعية في الحصن.. لقد كانت العائلة الاشهر من نار على علم.. اصلها في اعلى الجبل وجذورها في الساحل وكان بطلنا هذا امتداداً طبيعيا لها..

امثال المهندس عبدالقادر خضر لا يتكررون دوماً لانه رجلا عصاميا مثابرا صاحب قضية.. المال اخر همه
رجلا متفانياً صاحب همة عالية.. امثال هولا ننحني لهم اجلالا ونرفع قبعاتنا احتراما.. صنعت منهم اعمالهم ابطالا وصنعت منهم الشمس صخورا صلبة تشبه الارض.. وصغلت عزائمهم وصنعت منهم اصولهم النقية رجالا شامخين اعزاء

حيوا معي هذا المهندس الرائع الذي لم يمر من هنا الا تاركاً علامة فارقة في الزراعة لن تمحى وسوف يسجل التاريخ اسمه من ذهب.. وشهر كريم له ولكم