آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-06:14م

حوارات


بن زيدان لـعدن الغد: إنشاء محمية جبلية لحماية الوعل النوبي ضمن خططنا المستقبلية

الأربعاء - 06 مارس 2024 - 08:54 ص بتوقيت عدن

بن زيدان لـعدن الغد: إنشاء محمية جبلية لحماية الوعل النوبي ضمن خططنا المستقبلية

(عدن الغد)خاص:

البيئة هبة الله ــ سبحانه وتعالى ــ للإنسان، فهي الطبيعة التي يعيش ويستفيد منها، وقد سخر الله ــ سبحانه وتعالى ــ البيئة وكل ما فيها لخدمة الإنسان، وجعلها مهيّاةً له، فهي أمانة في عنقه والمحافظة عليها، ومنع المساس بها أمرٌ من الضروريات، ومسؤولية المجتمع بأكمله، خصوصًا أنها أصبحت تتعرض في الآونة الأخيرة للكثير من أعمال التخريب والتلويث، مما زاد اختلال التوازن البيئي، وتفاقم المشكلات البيئية على نحو مباشر أو غير مباشر.

ولا شك أن الحفاظ على البيئة أمر نادت به الشرائع السماوية كلها خاصة الإسلام، فهو أمر محمود، وواجب على كل إنسان يعيش بين أحضان هذه البيئة المحيطة بنا، ويكون ذلك بالحرص على عدم رمي المواد الكيميائية في الماء والهواء والتربة، وعدم رمي النفايات، وعدم قطع الأشجار، وتجنب الصيد الجائر، والحرص على اتباع الارشادات التي تجعل البيئة أكثر حيوية وأكثر صحة ونظافة، كما أن المحافظة على البيئة نظيفة يجعل الإصابة بالأمراض أقل، ويحافظ على حق الأجيال القادمة في العيش في بيئة نظيفةً وصالحةٍ، ويحافظ على أنواع النباتات والحيوانات من الانقراض.

"عدن الغد" ألتقت المدير العام لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بحضرموت الساحل المهندسة نجوى أنيس يسلم بن زيدان وأجرت معها الحوار الآتي .. فإلى الحصيلة:

حاورها / عبدالعزيز بامحسون

> حدثينا أولاً عن طبيعة أنشطة وأعمال فرع الهيئة بمحافظة حضرموت الساحل، وأبرز إنجازاتها؟

حقيقة منذ تكليفنا بإدارة مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة بحضرموت الساحل في الخامس من نوفمبر من العام الماضي وهي فترة وجيزة لا تتعدى الأربعة أشهر ولكن همنا هو كيف نجد بيئة مناسبة وملائمة في هذه المحافظة المترامية الأطراف، حيث قمنا بتنفيذ حملات لنشر الوعي المجتمعي حول الآثار البيئية وأضرار التلوث البيئي الذي يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الإنسان وبيئته للحد من انتشار الملوثات، وكذلك تنفيذ العديد من حملات التفتيش وإصدار التراخيص البيئية وتقييم المشاريع ووضع الاشتراطات البيئية للمنشآت الصناعية وتجديدها، بالإضافة إلى النزولات الميدانية والتثقيف البيئي في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحيوانات النادرة والسعي في إعلان المحميات الطبيعية في المحافظة ووضع آليات للمحافظة عليها.

> كيف يتم المحافظة على المحميات الطبيعية والبرية والبحرية في المحافظة وصونها؟

يتم المحافظة على المحميات الطبيعية من خلال ترسيم حدودها وتقسيم المناطق بداخلها وبالتالي منع المشاريع الاستثمارية بداخلها وخاصة مشاريع الحفر والتعدين والجرف وغيرها بالإضافة إلى تنظيم عمليات الزيارات من خلال مجموعة من الإرشادات التي يتبعها الزائر أثناء زيارته للمحمية.

ولاشك أن المحافظة على البيئة وعد يقطعه الإنسان على نفسه، فلا يعود بعده يفكر برمي أصغر الأشياء على الأرض، ولا يهدر أية قطرة من الماء فهي مسؤولية وأمانة، فمثلما تعد البيئة منزلنا الكبير فإن علينا أن نكون أكثر حرصًا تجاه هذا المنزل ليظهر بأجمل صورة.

> تمتاز حضرموت بطبيعة خلابة وجبال شاهقة، لماذا لا يستفاد منها في إنشاء محميات طبيعية بالمحافظة، إذا ما علمنا ان هناك قتل متعمد ضد بعض الحيوانات البرية كالوعل مثلًا؟

تعد عملية إنشاء محمية جبلية لحماية الوعل النوبي ضمن الخطط المستقبلية لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة، لكن عملية إنشاء محمية طبيعية وإعلانها بشكل رسمي تحتاج للكثير من الوقت والجهد وإعداد الدراسات، ولو نظرنا إلى أماكن تواجد الوعل النوبي نجده ينتشر في رقعة كبيرة جداً من السلاسل الجبلية العليا في حضرموت وبالتالي عملية اختيار موقع المحمية وحدودها تحتاج إلى دراسة دقيقة يتم من خلالها تحديد المكان الأمثل لعمل المحمية وفق مجموعة من العوامل التي توفّر بيئة مثالية لحيوان الوعل النوبي.

> ماذا عن المخالفات البيئية التي يتم رصدها في المحافظة؟

يتم التعامل مع المخالفات البيئية على حسب نوع المخالفة وكل نوع من أنواع المخالفات له إجراء مناسب له وفق بنود ومعايير خاصة بالهيئة.

> الكثير يشكو من تلوث البيئة بسبب الاستكشافات النفطية والحفر العشوائي للآبار وحرق القمامة وعدم التصريف الصحيح للمجاري، ماذا تقولين عن ذلك؟

تعد المشكلات البيئية إحدى المهام والوظائف الرئيسة التي تسعى الهيئة العامة لحماية البيئة بكل طاقتها لإنهائها أو التخفيف من حدة تأثيرها على البيئة والمجتمع، وقد سعت الهيئة العامة لوضع الكثير من الحلول والمقترحات التي تحول دون التأثير على الأنسان وبيئته تحت مبدأ "لا ضرر ولا ضرار".

> ما تقييمكم للوعي المجتمعي حول حماية البيئة في حضرموت؟

فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بحضرموت الساحل يعاني من الكثير من المشكلات البيئية والتي سببها في المقام الأول عدم علم الشخص بأن هذا العمل أو المشروع أو النشاط الذي يقوم به يضر بالبيئة أو شكلها أو جمالها أو حتى يضر بصحة الأنسان! وبالتالي مجتمعنا يحتاج إلى حملات توعوية تستهدف جميع أفراد المجتمع دون استثناء وذلك لتعريف بأهمية البيئة واشعارهم بالمسؤولية تجاه أي عمل قد يضر بها كونها المجال الذي يعيشون فيه، وغرس قيم الجمال البيئي والحفاظ على النظافة في الأطفال، ولهذا نسعى إلى تكثيف حملات التوعية البيئية عبر وسائل الأعلام المختلفة سواء مرئية أو مسموعة أو مقروءة، كما تقوم الهيئة بإقامة الدورات والورش والمؤتمرات البيئية وكذلك بنشر وطباعة العديد من البروشورات والمجلات والبوسترات التوعوية التي تحمل قضايا ومعلومات بيئية كثيرة كما يتم استغلال أيام المناسبات البيئية للاحتفال بها عن طريق تكثيف حملات التوعية البيئية.

> هل ممكن أن تقولين إن وسائل الأعلام قد أدت دورها في نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع؟

لا شك أن الأعلام هو شريك أساسي في حماية البيئة، فهو أداة فعالة لنشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، وتعزيز دور الهيئة في حماية البيئة من التلوث، ونحن حريصون كل الحرص على التعاون مع وسائل الأعلام المختلفة في نشر الوعي البيئي، وتعزيز دور الهيئة في حماية البيئة، وسنعمل على توفير المعلومات والبيانات اللازمة لوسائل الأعلام المختلفة، والتعاون معها في تنظيم الحملات التوعوية والإعلامية.

> هل سجّل فرع الهيئة العامة لحماية البيئة قضايا أو مخالفات بيئية، وما نوعها؟

نعم؛ سجّل فرع الهيئة مخالفات بيئية وأغلبها مخالفات ناتجة عن مشاريع استثمارية كتغّير طريقة تصريف المخلفات للمنشأة دون اعلام الهيئة أو عدم تجديد التراخيص البيئية السنوية أو المباشرة في بناء المنشآت دون القيام بدراسة لتقييم الأثر البيئي للمنشأة، وهناك أيضاً مخالفات ضمن إطار المحميات مثل الاعتداء على السلاحف وأماكن التعشيش التعدّي على حرم المحمية سواء كانت أراضي سكنية أو استثمارية إضافة إلى إقامة بعض المنشآت الاستثمارية القديمة في أماكن غير مناسبة لطبيعة مشاريعها وكان ذلك قبل إنشاء فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بحضرموت.

> ما مدى علاقتكم بالجهات الحكومية والأهلية المهتمة بالجانب البيئي؟

هناك ارتباط كبير ببعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بالشأن البيئي، فنحن نرتبط بعلاقات في نشاطاتنا سواء عبر قيادة رئاسة الهيئة ممثلة في رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس فيصل صالح الثعلبي أو السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة في محافظ المحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي والذين هم على اطلاع مباشر على نشاط الفرع وتذليل كافة الصعاب، كما يوجد تنسيق مع بعض المكاتب الحكومية من خلال الشراكات والتنسيقات، ولهذا استطعنا أن نحل ونتجاوز الكثير من الإشكاليات سواء كانت التي تواجه نشاط فرع الهيئة أو مشاكل بيئية أو غيرها من الأمور.

> ما هي خطة فرع الهيئة في تنفيذ مشاريع بيئية على مستوى المحافظة؟

حقيقةً أننا نسعى لوضع الخطط المستقبلية الحديثة والعمل على تنفيذها ومتابعتها، حيث نسعى من خلال مهامنا في الفترات القادمة العمل الحد من انتشار الملوثات وتأثيرها على الأنسان وبيئته، وتوفير مقالب للمخلفات والتخلص منها وفقاً لطرق ومعايير السلامة البيئية ، وكذا التنسيق مع المكاتب ذات العلاقة في رسم الخطط الهادفة للمعالجات الضرورية من أجل مجتمع خالٍ من أي مظاهر للتلوث، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تم تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بذلك، كما نسعى للحد من إقامة المنشآت ذات الملوثات الغازية والسائلة بالقرب من المساكن والأسواق والطرقات، كما نطمح إلى إقامة محميات طبيعية نظرًا لما تمتاز به محافظة حضرموت من تضاريس وشواطئ وجبال شاهقة تجعل منها تحفة سياحية يتوافد المرتادون والزائرون إليها، وكذا إقامة أندية بيئية في مدارس المحافظة.

> ماهي أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه فرع الهيئة بحضرموت الساحل؟

لا شك أن أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهنا هي متمثلة في شحة الموارد المالية، وضعف مفهوم العمل البيئي في المجتمع وأهميته، وضعف الفهم بالاتفاقيات الدولية، وامكانيات الفرع المحدودة، حيث أن الهيئة تواجه العديد من التحديات في حماية البيئة، ونحن من جانبنا نواجه تلك التحديات من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمعية.

> هل من إضافة تودِ قولها في ختام حديثنا معك؟

في الأخير لا يسعني إلا أن أشكرك على اتاحة لنا فرصة الحديث عن أنشطة وإنجازات فرع الهيئة بحضرموت الساحل، فحقيقة أن البيئة في حضرموت تحتاج إلى وقفة جادة بشكل عام من قبل السلطات المحلية والمنظمات والمؤسسات والمراكز المحلية والإقليمية والدولية، كونها تتأثر دومًا بالمتغيرات المناخية ومنها الأعاصير فهي تحتاج إلى من يقف وراء هذه المحافظة عندما تتأثر بيئتها من خلال توفير الإمكانيات الكبيرة وشحذ الهمم لكي تتجاوز المحن التي تصيبها.