آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-05:54م

أدب وثقافة


قصيدة شعرية "مُنذ رحلتي"

الإثنين - 19 فبراير 2024 - 10:03 ص بتوقيت عدن

قصيدة شعرية "مُنذ رحلتي"

كلمات/ شير هفال

مُنذ رحلتي..
والغيومُ تلملِمُ أثوابها في حقائبِ الريحِ وترحل..
يتراجع البحر عن اليابسة
تنتحر الكواكب.. وتنطفئ المصابيح..
كلُ شيءٍ في غيابكِ بارد ك الموت.. شاحبٌ ك صدى المُدنِ المهجورة..
تتوحد الروح وتنعزل ك شجرةٍ عارية.. فقدت أوراقها في صحارٍ قاحلة..
الأيامُ تتشابه.. والأوقاتُ تتشابك بِعقارِبها وتختلط بزمنٍ صامت.. تتساقط جراحي فوق الارصفة بشوارعٍ مُقّفَرة..
تتدلى أنجمُ الليل ك قناديلٍ مُكسرة..
تتناثر أشعة الشمس مثل المرايا المُحطمة.. تتمطى الساعات.. وتتثاءبُ الثواني..و يطولُ اليوم دونكِ
أكثر من قرن..
كيفَ لي؟
أن أشُقَّ بعصايَ بحر الصمتِ المتجمد..
وأصنع معجزة اللقاء بك..
وأنا لستُ نبياٌ أو ساحِرا !
أيتها البعيدة ك نجمةٍ في
أقاصي السماء..
القريبةُ ك نبضةٍ ترقُد في القلب..
دونكِ مُفككة أوصالُ كلِماتي.. حروفي لثغةٌ في صوتِ الهواء..
تتهدجها الطيور.. والألحانُ تتعثر بالوتر.. وأنا ألاحقُ نجمُكِ
متعلقٌ بأذيالِ الشُهُب..
غير مبالٍ بالليلِ يمتَصُّ ألقي..
ليروي غروره..
أفتشُ بظمأٍ عن قطرةِ عطرك.. أبوح لها عن الجرحِ المُخبأ تحت أديم
الجسد.. أسكبُ دمع أوردتي بثغرها..
وأهمُسُ لكِ يا صغيرتي
الغافية بحضن القمر..
أن حبّي لكِ قربَكِ من ما كانَ مُستحيلاً.. طهر ذاتُك من دنسِ الوحدة.. أقصاكِ بعيدا عن العزلة.. ردَّكِ من معابِدِ اليأس.. زَكَّى غصتكِ المُقدسة.. خففَ من وِزرِ أوجاعك.. هدهد لريحِ الشقاء.. كي تستقر السكينةَ بِدربك..
كم أحنُ لِعالمك.. ألهو
على ضفافِ شقاوتك..
أشمُ عبقَ جداولِ أنوثتك..
أغرق بزهرِ روضتك..
كم أتوقُ لفقاعةِ حبّ تحتوينا معا..
وكم.. كم أحتاجُ لكِ
ولنفسي الغائبة فيكِ
نمتطي أجنحةَ الشوقِ بلهفة..
ونطير بعيداًحيثُ نلتقي.