آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:30م

حوارات


في حوار خاص مع (عدن الغد).. النائب البحسني: العالم مستعد لفهم القضية الجنوبية.. ويدنا ممدودة للسلام مع الحوثي والأخرى على الزناد

السبت - 17 فبراير 2024 - 05:23 م بتوقيت عدن

في حوار خاص مع (عدن الغد).. النائب البحسني: العالم مستعد لفهم القضية الجنوبية.. ويدنا ممدودة للسلام مع الحوثي والأخرى على الزناد
النائب فرج البحسني مع الزميل ناصر عوض لزرق سكرتير التحرير

حاوره/ ناصر عوض لزرق:

يخوض نائب رئيس المجلس الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي اللواء الركن فرج سالمين البحسني مهمة وطنية في سبيل تغيير الواقع المزري الذي يواجهه المواطنون، جراء تدهور العملة المحلية وتردي الأوضاع، ومحاولة إيجاد الحلول لها.
كثف النائب البحسني مؤخراً من لقاءاته مع شرائح مختلفة من محافظة حضرموت ومن خارج المحافظة، وذلك في سبيل الاستماع إلى الحلول والرؤى التي تساهم في نقل محافظة حضرموت وبقية المحافظات إلى درجة كبيرة من التحسن، ومعالجة الأزمات والحد من تدهور العملة المحلية.
اللواء البحسني وفي حواره الخاص مع صحيفة (عدن الغد) أكد أن اليد ممدودة للسلام مع الحوثيين، وأن اليد الأخرى على الزناد، خاصة مع المحاولات المتكررة من قبل الحوثيين للتقدم عسكرياً من عدة محاور مختلفة، حيث تحاول تلك المليشيات التي صُنفت مؤخراً (جماعة إرهابية)، لخلق مواجهات عسكرية غير أن القوات الحكومية دائماً ما تكون مستعدة لها وتفشلها.
وأشار اللواء البحسني في حواره إلى أن العالم على استعداد لفهم القضية الجنوبية، وأن ما يتبقى حالياً هو أن تتوحد الرؤى والأهداف الجنوبية، وهذا ما يمثل أهمية وحدة الصف الجنوبي بكل تبايناتهم.. وهذا ينطبق أيضاً على وحدة الصف الحضرمي، والتي لن تنال حقوقها إلا بوحدة صفها.
وفيما يخص النخبة الحضرمية.. أكد النائب البحسني أن هذه القوات تُشكل نموذجا للقوات المنضبطة والقوات العسكرية المدربة تدريبا عاليا، مؤكداً أنها أمل حضرموت ولا يمكن التفريط بها، والحفاظ عليها في غاية الأهمية.
كما تحدث في اللقاءات عن تدهور العملة والمعاناة التي يواجهها المواطن في ظل الإمكانات الصعبة التي تثقلهم جراء المرتبات الضئيلة التي يتقاضونها والتي لا تفي بشيء.

حوار/ ناصر عوض لزرق:

نص الحوار:
* ما النتائج التي تمخضت عن الجهود الأممية التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن؟
- لا شك أنكم متابعون تلك الجهود والجهد الذي توليه المملكة العربية السعودية والتي تسعى إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام وبمساعدة من سلطنة عمان، تلك الجهود تبلورت إلى بعض التفاهمات، وكنا نأمل بأن تكون خارطة طريق ترسم السلام بحسب ما يتمناه الجميع لكن تفاجأنا من جماعة الحوثي بأن ينسفوا كل هذه الجهود من خلال أزمات خلقت توترا، لم تهدد السلم في اليمن فقط، وإنما هددت السلم العالمي من خلال استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وما أحدثه ذلك من تهديد أمني أدى إلى تحرك المجتمع الدولي وتصنيف جماعة الحوثيين كـ(مجموعة إرهابية).
هذه الأعمال والنوايا للجماعة إذا استمرت قد تنسف كاملاً أي عمل وأي نوايا خيرة نحو السلام في المستقبل.. الجماعة لا تفهم السلام ولهذا الاستعداد قائم لردع أي محاولة عسكرية لمواجهات الحوثيين، أي أن أيدينا الممدودة للسلام ترافقه يد على الزناد.

* بعد تصنيفها كـ(جماعة إرهابية).. كيف تفاعل المجتمع الدولية مع دعواتكم بتصنيف هذه المليشيات (جماعة إرهابية)؟
- مطالباتنا السابقة بتصنيف جماعة الحوثي منذ زمن طويل بـ(جماعة إرهابية)، لمعرفتنا التامة بأفعال وأفكار تلك الجماعة، وأنه لا يمكن أن تنصاع تلك الجماعة لمحاولات السلام، إلا بالضغط الدولي وبعقوبات صارمة جادة (اقتصادية وغيرها)، وأهمها منع الأسلحة من الوصول إليها.
خلال السنوات الماضية، لم يتم الاستجابة لدعواتنا بتصنيف تلك الجماعة بـ(جماعة إرهابية)، واليوم العالم كله يواجه إرهاب هذه الجماعة وشاهدوا بأعينهم الإرهاب الحوثي، والآن صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية كـ(جماعة إرهابية)، وهذه الخطوات سوف تحد من التصرفات الإرهابية لميلشيا الحوثي.
اليوم تمت إعادة تصنيف مليشيات الحوثي (جماعة إرهابية) وهو الشيء الذي طالما طالبنا فيه، فهذه المليشيات تشكل خطراً على الكل، وعملية التصنيف جاءت بعد أن تلمس العالم خطر هذه الجماعة.

* تؤكدون في أكثر من لقاء على أهمية وحدة الصف (الجنوبي– الجنوبي) و(الحضرمي– الحضرمي).. كيف يمكن ترجمة هذا التوجه على الأرض.. وما أهميته؟
- أهمية وحدة الصف الجنوبي تكمن في توحد الرؤى والأهداف لجميع الجنوبيين بكل تبايناتهم، متى ما وجد ذلك فإن العالم على استعداد على فهم قضيتنا بشكل أكبر، ولذلك نؤكد وبنفس المستوى على وحدة الصف الحضرمي أيضا، لأهمية المحافظة، ولن تنال حضرموت حقوقها إلا بوحدة صفها، ونؤكد أن وحدة الصف أمر مهم، مع احترامنا لأي أفكار أو توجهات، في الأخير يجب أن يتم التنازل من أجل قضية الجنوب وهذا التوحد سيجعلنا أكثر قوة.

* مؤخراً شهدت المكلا خروج مليونية للتضامن والوفاء مع النخبة الحضرمية.. كيف ترون أهميتها ودورها في الحفاظ على الاستقرار الأمني ومكافحة الإرهاب؟
- قوات النخبة تمثل نموذجا للقوات المنضبطة والقوات العسكرية المتدربة تدريبا عاليا، وقد اختُبِرت في أكثر من معركة، وكان حليفها النصر، وثبتت الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، فهي أمل حضرموت ولا يمكن التفريط في أمل حضرموت، وقضية الحفاظ عليها معنوياً أمر في غاية الأهمية، وانصبت المليونية لرفع معنوياتها والحفاظ عليها، وكانت رسالة مهمة من الشعب اتجاه هذه القوة والذين يمثلون حاضنتها الشعبية.

* كيف انتصرت حضرموت في حربها على الإرهاب.. وصنعت تجربة فريدة على مستوى المنطقة، فيما فشلت في بقية المناطق؟
- انتصرت حضرموت على الإرهاب، وشاركت مع العالم في الحرب على الإرهاب، عندما حررت ساحل حضرموت في العام 2016م، كما تمكنت من ملاحقة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار، وكان كل هذا بفضل إصرار القيادة السياسية على إنجاح هذه المهمة، ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، على دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالأخص كان هناك دور بارز لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ساهمت مساهمة فعالة، بل وشاركت في مكافحة الإرهاب في محافظة حضرموت وكافة المحافظات.

* شهدت حضرموت منذ ما بعد انتصار معركة 24 إبريل نهضة في إعادة تأهيل المؤسسات والمرافق الحكومية والعسكرية، وإنشاء مشاريع جديدة.. إلى أي مدى قامت بتأدية دورها لخدمة المجتمع.. وهل من مشاريع جديدة؟
- مثلت عملية التحرير لانطلاقة هدف منشود وهو التنمية والسلام، بعد تهدئة الظروف الأمنية، شملت خطة انتشال القطاعات بعد تحرير ساحل حضرموت، وتم العمل على إحداث بصمة في ظل ظروف الحرب الصعبة، والتي أثرت على موارد الدولة بشكل عام، حيث نال قطاع التربية اهتماما كبيرا من السلطة المحلية، وتم إقامة مئات المشاريع في قطاع التربية- لا يسع الوقت لذكرها- فهي بحاجة لمادة منفردة متكاملة لذكرها، وفي القطاع الآخر (الكهرباء) والذي تعاني منه حضرموت منذ وقت طويل تم العمل في هذا المجال لإحداث تحسين في هذا القطاع بجهود محلية، حيث تم شراء أربعين ميقا محطة الشحر (الفقيد السقطري)، ودُشِنت أيضا محطة أخرى في وادي حضرموت، بطاقة سبعين ميقا غازية، وكما تم إنشاء محطات صغيرة في المديريات الغربية والمديريات الشرقية، وهذا يحدث لأول مرة في حضرموت، كما تم افتتاح جسور عملاقة خلال المرحلة الماضية كجسر النوبة في حجر، والذي يُعد مشروعا عملاقا ساعد الأهالي بشكل كبير، كما تم إنشاء طريق بين وادي وساحل حضرموت، وعشرات الطرق والمشاريع والعقاب.
وفي مجال الإعلام تم افتتاح قناة حضرموت ولأول مرة، كما تم تأهيل إذاعة المكلا.. وفي مجال الثقافة تم إنشاء المسرح الوطني، وتم افتتاح متحف المكلا، ومعرض الصور الدائم، وأيضا أخذ القطاع الأمني والعسكري اهتماماً خاصاً مننا، وتم إنشاء أول مستشفى عسكري في حضرموت، وتم تأهيل أكثر من ١٦ مركزا أمنيا في مديريات ساحل حضرموت، وتم إنشاء نادي للضباط والذي للآن قيد الإنشاء، وهذا سيترك بصمة في الجانب السياحي والاستثماري في حضرموت، كما تم إنشاء النصب التذكاري، تمجيداً لشهداء حضرموت وتاريخها، وقطاع الرياضة أيضا نال اهتمامنا من خلال تعشيب ملعب سيئون.
لا يسعني الحديث كثيراً للدخول في كثير من مشاريع التنمية، ولكن أقول إنها بصمات لحضرموت في ظل الظروف التي تعيشها البلاد في ظل الحروب، كما فتح مجال القطاع الخاص للاستثمار، حيث تم افتتاح أكبر المصانع على مستوى البلاد في مدينة الشحر، وتم افتتاح مصنع آخر عملاق مصنع لمطاحن وصوامع الغلال، ومصنع كبير للحديد في حضرموت.

* ما تقييمكم لنتائج اللقاءات والاجتماعات المكثفة التي تقومون بها في حضرموت؟
- هذه اللقاءات تهدف إلى الاستماع إلى آراء الجميع، والهيئات، والمكونات، والأشخاص، والقادة السياسيين والعسكريين، والمسؤولين، وتقييم الوضع السياسي والأمني في المحافظة، وما لمسته من هذه اللقاءات هو وحدة الرأي، التي تؤكد على مكانة السلطة المحلية في حضرموت، وحل قضايا المواطنين المعنية مثل الكهرباء والمياه.

* لا يزال سلم الرواتب لا يفي بتوفير أدنى المتطلبات الضرورية للمواطن، مع تدهور العملة وارتفاع الأسعار.. هل من حلول لهذه المشكلة؟
- صحيح.. لا يفي سلم الرواتب بأدنى متطلبات المواطنين، ولذلك سوف تدرس الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد الدكتور أحمد بن مبارك هذه المسألة بدقة، وسيكون ضمن أولوياتها إصلاح الاوضاع الاقتصادية، ونحنُ سندعم تلك الإصلاحات الاقتصادية وبكل قوة.

* تدهور العملة أثر على معيشة المواطن في المحافظات.. هل نرى وضع بدائل وخيارات للحلول في حضرموت باعتبارها نموذجا يحتذى به في مواجهة الأزمات الإنسانية؟
- تدهور العملة أثر على المواطن في كل المحافظات، ولذلك كما تكلمت في أن الأولوية القصوى للحكومة هي إيقاف نزيف تدهور العملة، وهناك بوادر سيعكف عليها رئيس الوزراء، ستفضي إلى اتخاذ تدابير للحد من التدهور المستمر للعملة.
أما فيما يخص مساعدة المواطنين، هذه متروكة لكل محافظة أمامها هذا الخيار وعلى السلطات المحلية بكل المحافظات أن تبادر بمساعدة المواطنين الذي يعانون من أوضاع صعبة بمبادرات إنسانية، كدعم الأسر بسلل غذائية، ودعم المخابز... إلخ.
وفي حضرموت تم إنشاء صندوق خيري لدعم الأسر المحتاجة، حيث سيكون لي لقاء قريباً معهم لتفعيل عمل هذا الصندوق، وندعو كافة السلطات لتنفيذ هكذا مبادرات إنسانية.
هذه الوسائل لا تحل مشكلة، لكن تعتبر حد أدنى للمساعدة، ولكن ستلقي أثراً كبيراً، كما ندعو لتدخلات إنسانية عاجلة من دول التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أن يساعدوا في هذا الاتجاه، المسألة مسألة إنسانية، وأشبه بمسألة الحياة أو الموت لبعض الأسر.. حيث إنه لابد من تعزيز الدور الإنساني للأزمة المتفاقمة الصعبة.