آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص

أخبار المحافظات


عقلية هندسية كبيرة لا تنسى من ذاكرة مدينة جعار ودلتا أبين.. المهندس صالح الصلاحي رحمة الله

السبت - 09 ديسمبر 2023 - 10:02 م بتوقيت عدن

عقلية هندسية كبيرة لا تنسى من ذاكرة مدينة جعار ودلتا أبين.. المهندس صالح الصلاحي رحمة الله

أبين(عدن الغد)خاص.

كتب/نايف زين ناصر

المهندس صالح فضل الصلاحي: من مواليد عام ١٩٣٠ قرية السحلة عند آل بن صلاح مديرية يافع محافظة لحج

ينتمي لأسرة آل بن مسعد التي امتهنت البناء كابر عن كابر فوالده المرحوم  فضل بن حسين احمد الصلاحي رحمه الله كان من أمهر البناءين الذين ذاع صيتهم في كافة أرجاء مناطق يافع .

تلقى المهندس صالح فضل الصلاحي رحمه الله قسط من التعليم في كتاتيب القرية بتعلم القرآن الكريم والكتابة والقراءة ورافق والده في ممارسة البناء وهو في العاشرة من عمره  وقد توفي والده وهو لم يتجاوز ال١٣ عاماً وتكفل برعاية أسرته المكونة من والدته سعود بنت الحاج واخويه قاسم وعبدالرب ولازه بنت فضل .

خلال الفترة من ١٩٤٣م  إلى ١٩٤٨م رافق خاله معلم البناء واحد مشاهير الفن المعماري اليافعي محمد صالح بن الحاج إلى كل الأماكن التي قام بالبناء فيها وخاصة فيما تعرف إدارياً الآن بمديرتي رصد وسرار وخلال هذه الفترة ذاع صيته كامهر البناءين المعروفين من آل بن صلاح وكون علاقات وصداقات واسعة  في المناطق والقرى التي شيد فيها بيوت أشبه بالتحف المعمارية الفنية التي لازالت محتفظة  بقوتها وصلابتها إلى اليوم 

الرحلة والاستقرار في الساحل 

مع بداية ظهور المشروع الزراعي الأضخم ونشوء  لجنة أبين الزراعية Abiyn board كان من اوائل الملتحقين بهذه المؤسسة الاقتصادية التي أسستها بريطانيا في أراضي سلطنتي يافع بني قاصد والسلطنة الفضلية وهي منطقة دلتا أبين بمساحتها الزراعية التي تقارب ال١٠٠الف فدان .

بدأ عمله في لجنة ابين كمشرف عمال مع المرحوم محمدشمسان وهو معلم بناء معروف من تعز وكانت مهمتهم البحث عن بناءين  مهره وعمال بناء للبدء في تشييد الجسور وقنوات الري وكذا استصلاح مساحات من الأراضي غير الزراعية لتصبح صالحة للزراعة وتوزيعها على الراغبين بالعمل في القطاع الزراعي وكانت 

باتيس وصبيبة اول المحطات و

استعان المهندس براين هرتلي بالمهندس صالح فضل الصلاحي ليكون مساعداً له في تحديد العلامات الأرضية لإقامة شبكة ري حديثة ومنها أنطلق هذا المشروع العملاق الذي كان الأول من نوعه في المنطقة وادخل محصول القطن ومحاصيل أخرى إلى المنطقة .

أسندت إلى  الفقيد عملية الإشراف على مباني إدارة لجنة ابين ومساكن كبار الموظفين في جبل خنفر وكذا محطة كهرباء خاصة باللجنة ومن ثم تشييد مساكن شعبية لعمال وموظفي اللجنة في مدينة جعار وهي ماعرفت بمنازل اللجنة،التي لازالت شاهدة على ازدهار المنطقة في تلك الفترة .

ارتبط اسمه  بالعديد من الجسور وقنوات الري التي شيدها ومجموعة من ال بن صلاح الذين  تم احضارهم من يافع لهذا الغرض.

تم منحه لقب مساعد مهندس أواخر خمسينيات القرن الماضي بعد توصية خاصة من لجنة تم تكليفها لتقييم مستوى ادائه وكفاءته العملية 

تم تعيينه نائباً لمدير دائرة الهندسة والري بلجنة أبين الزراعية  التي كان مديرها مهندسا انجليزيا ثم  تعيينه مديرا للدائرة ومنحه لقب مهندس بتوصية خاصة من كبار مهندسين لجنة أبين من الإنجليز والألمان والايطاليين .

كلفه السلطان عيدروس بن محسن العفيفي عام ١٩٥٦م  ومعه مجموعة من الفنيين الإنجليز جرى انتدابهم من مكتب المعتمد السامي البريطاني لتحديد مساحة أرض لإقامة منشآت تعليمية في مدينة جعار وتم تحديد الأرض التي بنيت عليها العديد من المدارس ودار الضيافة ومسكن السلطان محمود بن عيدروس ومنازل موظفي السلطنة ،وكان يتم الاستعانة به للإشراف على بعض المباني الخاصة بالسلطنة .

تم تكليفه بالأشراف على بناء محطة كهرباء جعار عام ١٩٦١م  وكذا الاشراف على توسعة المحطة لاحقا عام ١٩٨٣م.

بعد الاستقلال الوطني المجيد ٣٠نوفمبر ١٩٦٧م  كان من بين الكوادر الجنوبية التي أدارت لجنة أبين بكل كفائة واقتدار بعد رحيل الإدارة الانجليزية  وتم تعيينه عضواً في مجلس الإدارة ومديرا  لإدارة الهندسة والري بدلتا ابين.

مطلع السبعينيات تم تكليفه بمسح واستصلاح ارض دهل احمد بزنجبار وكذا الاشراف على بناء مدرسة البدو الرجل بزنجبار والثانوية ومساكن الخبراء بأبحاث الكود .

تم نقله إلى المشروع السوداني عام ١٩٧٩ م بقرار من وزير الزراعة آنذاك فضل محسن عبدالله ثم تم نقله إلى المشاريع اليمنية السوفيتية كنائب مدير مشروع إعادة بناء سد باتيس التي جرفته السيول عام ١٩٨٢م وقد دخل في خلافات مع المهندسين والفنيين الروس نتيجة ظهور عيوب فنية أثناء مراحل بناء السد .

تم انتخابه عضواً بمجلس الشعب المحلي محافظة أبين لدورتين متتاليتين ١٩٨١م/ ١٩٨٥م وتولى رئاسة لجنة الانشاءات والاشغال بالمجلس .

تم إحالته إلى التقاعد نهاية عام ١٩٨٢م  ونظرا للحاجة الملحة لخبراته العملية تم إبرام عقد عمل معه من قبل قيادة المحافظة لمدة ٥ سنوات قابلة للتجديد

بقرار من محافظ ابين محمد علي احمد تم تعيينه مدير لمشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية التي أسسه المحافظ أواخر عام ١٩٨٢ وكان مديره الاستاذ حسين الزيدي وتولى تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بالمحافظة .

تم تكليفه من قبل الاخ محافظ المحافظة محمدعلي احمد بعمل النصب التذكاري للجندي المجهول وحديقة عامة وتطورت الفكرة إلى إقامة مشروع ساحة الشهداء بكل مكوناتها وكان المهندس صالح فضل مديرا لمشروع الساحة ومشرفا  اول على كل اعمال البناء والتي شكلت نقلة نوعية كأول مشروع يتم إقامته في محافظات الجنوب بهذا المستوى بما فيها الاستاذ الرياضي المعشب والمسابح الاولمبية ،كما تولى أيضا تنفيذ اعمال البناء في استراحة جبل خنفر وقصر السمة .

اعمال خالدة وآثار بارزة ورحلة عمل مضنية قطعها الفقيد صالح فضل امتدت لأكثر من أربعين عاما .

ساهم الفقيد أيضا بتصميم وتنفيذ عدد من منازل المواطنين لاسيما المغتربين منهم بمحافظة أبين.

توفى المهندس صالح فضل في الثالث من سبتمبر ١٩٩٣م  عن عمر ناهز ٦٣ عاما بعد معاناة ٩ سنوات من مرض السرطان وثلاث رحلات علاج للهند .

الفقيد متزوج ولديه ٦ أبناء وبنتين .

بعد وفاته اتخذ المكتب التنفيذي بابين قرارا بإطلاق اسمه على ملعب ساحة الشهداء الا ان ظروف الأزمة وحرب ١٩٩٤م  حالت دون تنفيذ هذا القرار.

رحم الله الفقيد المهندس صالح فضل الصلاحي صاحب العقلية الهندسية المعمارية التي لن تتكرر رحمة الله عليك يامن تشهد عليك  أعمالك السابقة و سد باتيس وحلمه والفنح وجبل لحبوش والرميلة  والديو والخاملة والدرجاج والحصن وباتيس

وجبل خنفر وأخيراً ساحة الشهداء في زنجبار وغيرها الكثير والكثير في دلتا أبين ويافع رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يامن حزت كل محبة وتقدير وإحترام لدى كل من عرفك وعاشرك وسمع عنك وعن إبداعاتك الهندسية وأخلاقك العالية .

دعواتكم اصدقائي للعقلية الهندسية الكبيرة  والشخصية الاجتماعية البارزة التي لاتنسى من ذاكرة مدينة جعار ودلتا أبين المهندس صالح فضل الصلاحي رحمه الله  واسكنه فسيح جناته.