: أحمد مهدي سالم
.. و همستٍ الرياحُ في آذان الشجر ، وجداول الماء الرقراق ،والقطر المنهمر :تمتعي بأشذاء ورد الحقول ،وارقصي بغنج لافت ،وبهجة التقاء الأحبة على بساط من حرير ..ثمة مهرجان للفرح..تتعانق فيه القلوب ،و تصدح في المروج أغاني الأماني ، وتتلاقح بذور الأزهار بالأشجار..بهمس الطيور ، و نسغ الجذور ..امتزاج الروائح العاطرة بالأعشاب الماطرة ،والغصون الحائرة ، العاشقة قبلات النسيم ..مع زركشة الألوان ، وفيضانات المحبة الطالعة من قيعان النفوس ، و امتداد أمواج السبول ، مع هدير إيقاع الحقول ،مع ثغاء الأغنام ، وشبَّابة الراعي ،وصوت البتول ، و زمجرة المحراث ، وهو يشقُّ بكارة الأرض ليضمن استقبال الأمطار ، و فيض الهطول ، وأفراح القبول ، و ابتسامات الأطفال بعد سنوات العبوس ..ومتعة تذوق الثمار ، والجهوش .في ظل قتامة الواقع الكبيس ..غفوت وحلقت في فضاء الماضي الجميل ..في أفياء عشق الطبيعة..مع وهج الشبيبة والتماع العزم كسيف صقيل يشمخ في رابعة النهار ..تذكرت زمانًا مضى ،وربيعًا عولقيًّا انقضى ،وأيام احتضان الجمال ، و كبرياء الكرامة ، والعيش المعقول ، وتليين صلابة الصخور والجبال ..ثم عدت إلى الظلام..الى انقطاع المرتبات ..إلى أسواق بيع الشعارات بسعر التراب ، و جلادو الشعب يسومونه سوء العذاب ،وهو يبتهج ويصفق بحماس للتحريض والتعريض بجرائم غزة وحماس..سحقًا لواقعي التعيس ..لزماني الوسخ الخسيس .