ومضات من حفل التخرج

لقد كنت محظوظاً اليوم  أن أحضر حفل تخرج حبيب قلبي ونور عيني المهندس ( محمد سعيد الحرباجي ) هندسة معمارية من جامعة العلوم والتكنولوجيا ، وهي الدفعة الأولى ، إلى جانب تخرج الدفعة الأولى هندسة معدات طبية .

أربعة أعوام من الجد والاجتهاد ، والصبر  والمصابرة ، والتعب والمثابرة ، ومغالبة ساعات الليل ..
أربعة أعوام ونحن ننتظر هذه اللحظة التي نحتفي بها بتخرج محمد ،،،
أربعة أعوام ونحن ننتظر محمد وهو يرتدي جبة التخرج مع زملائه ، وهم يتبخترون بها بين الحاضرين ...كطاؤوس ينفش ريشه ابتهاجاً ببزوق فجر الربيع .
أربعة أعوام ونحن ننتظر _ بفارق الصبر _ احتضان محمد وهو يحمل شهادة التخرج مهندس معماري متميز ..
وبفضل الله وحده ، ثم بجهوده ، وبجهود أمه الفاضلة التي لطالما استيقظت مع ساعات الفجر الأولى كي تطهو له الفطور ، وتودعه بدعوات التوفيق والسداد ، والنجاح ، وحفظ المولى سبحانه.

كم لحظات رائعة ، وجميلة ، وممتعة ، وسعيدة ، ومميزة ....أن يرى المرء فلذة فؤاده وقد حقق إنجازاً علمياً ، ووضع قدمه الأولى في سلَّم النجاح ، وسلك دروب التعلم .

لقد كان حفلاً مميزاً... تم الإعداد له بمهنية عالية ، وبتنظيم رائع جداً، وبفقرات ممتعة نالت استحسان الحاضرين الذين ضجت بهم قاعة سبأ .

فبينما كنت منتشياً ،مبتهجاً ،رائقاً ، مسروراً ،مستمتعاً بأجواء الحفل ...
إذ بي يأخذني شرود ذهني بعيداً بعيداً عن أجواء الاحتفال ..
وإذ به ينزع فكري ليسرح في عالم آخر...
تأملت معه جلد اليمني ، وصبره ، وعزيمته ، وقدرته على تحدي الصعاب ، ومواجهة المستحيلات ، ومقارعة الصعوبات ، واقتحام الخطوب ، ليعلن لقوى الظلام أنه قادر على إيقاد شعلة العلم ، ومصر على رسم معالم المستقبل بنور التعلم ، وأنَّ محاولاتهم لتجهيل الشعوب ستبوء بالفشل .

كل ذلك يتجلى بوضوح من خلال إصرار أولياء الأمور  على تحمل نفقات الدراسة الباهظة لأبنائهم حتى لا يحرموا من التعليم ، ولإدراكهم أهمية العلم وقيمته في حياة الشعوب .

وأنا هنا أناشد جامعة العلوم والتكنولوجيا كونها الرائدة على مستوى اليمن في مجال التعليم ...أناشدهم أن يخفضوا قليلاً من جشعهم بخصوص رسوم الدراسة ...فشهيتهم تبدو مفتوحة هذه الأيام بشكل غير طبيعي .
أتمنى أن لا يتم استغلال الطلاب كونهم مضطرون للالتحاق بالجامعة لأنها السبيل 
الوحيد المتاح أمامهم لمواصلة مشوارهم العلمي .

أتمنى لمحمد وبقية زملائه التوفيق في الحياة 
وأن يواصلوا مشوارهم العلمي،وأن يكونوا إضافة نوعية متميزة في سوق العمل.