آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-06:41ص

حوارات


رئيس جامعة المهرة لـ(عدن الغد): نعاني من ضعف الموازنة والبنية التحتية.. ونطالب الحكومة والجهات المانحة اعتماد مشاريع لمنشآت الجامعة

الثلاثاء - 22 أغسطس 2023 - 08:46 ص بتوقيت عدن

رئيس جامعة المهرة لـ(عدن الغد): نعاني من ضعف الموازنة والبنية التحتية.. ونطالب الحكومة والجهات المانحة اعتماد مشاريع لمنشآت الجامعة

(عدن الغد)خاص:

تعد جامعة المهرة أحد الجامعات اليمنية المنشأة حديثاً، إذ صدر قرار جمهوري بإنشائها في 26/10/2022م برقم (23) لسنة 2022م وقضى هذا القرار أن تتمتع الجامعة بالشخصية الاعتبارية ويكون لها الاستقلال المالي والإداري في حدود القوانين والأنظمة النافذة، وهو دون شك يعد إنجازاً عظيماً في تاريخ المحافظة، واستحقاقاً مهماً لأبنائها وهو حصاد عملية تراكمية طويلة من العمل المستمر في قطاع التعليم طوال أكثر من خمسة عقود خلت، وها هو اليوم يعد تتويجاً لتلك المسيرة التي شارك فيها عدد من قيادات المحافظة التي عملت في الحقل التعليمي خصوصاً، وتحقيق هذا الحلم طالما راود الكثير والكثير من أبناء المهرة بعد جهود متواصلة في الحقل التعليمي والذي فتح آفاقاً جديدة للمحافظة وأبنائها، وسيعمل على نقل المحافظة إلى مستوى أفضل بفضل من الله وثمرة واضحة لسلسلة من النضال والكفاح التعليمي في المهرة الذي عمل عليه أجيال متعاقبة من التربويين والمسئولين ومنظمات مجتمع كل من موقعه، وبذل عدد من المحافظين المتعاقبين على قيادة المحافظة جهود حثيثة لإخراج قرار إنشاء جامعة في محافظتهم إلى النور.

ولعل ما يميز هذه الولادة العظيمة لجامعة المهرة أن يكون أول رئيس لها أحد أبناء المحافظة وهو معالي الدكتور أنور محمد علي كلشات وزير الكهرباء والطاقة سابقا الذي صدر فيه قرار جمهوري رقم (24) لسنة 2022م بتعيينه رئيسا لجامعة المهرة في نفس يوم صدور قرار إنشاء الجامعة، والذي تلقى تعليمه الجامعي في المعهد الأول للتعليم الجامعي بالمهرة ممثلاً بكلية التربية التي تخرج منها في العام 2008م، وهو بهذا يكون قد جاء لرئاسة الجامعة من نواتها الأولى، ويمثل اليوم أحد أبرز مخرجاتها، مثلما سيصبح أول مهندسي نشأتها واخراجها إلى حيز الوجود، فماذا سألناه وماذا كان رده، نتابع ذلك من خلال هذا الحوار الآتي:

حاوره / عبدالعزيز بامحسون          

> نعرف جيداً أنّ إنشاء جامعة المهرة جاءت لتحقيق أهداف وغايات، هل توضحوا لنا أبرز هذه الأهداف؟

حقيقة إن أهداف جامعة المهرة لا تختلف عن أهداف غيرها من الجامعات الحكومية، ولكن قد تتميز بطموحها وإصرارها لأنها أنشئت في ظل أوضاع صعبة وقد انبثقت من قانون الجامعات اليمنية، الذي يحدد أهداف عامة للجامعة، وهي تتمحور حول رفد سوق العمل واحتياج البلد من المؤهلين الحاصلين على شهادات علمية تخصصية تخدم المجتمع، وإتاحة الفرصة لطلاب المحافظة خصوصاً والمحافظات الأخرى عموماً لاستكمال تعليمهم العالي، وتحقيق طموحاتهم المستقبلية، كما تأتي جامعة المهرة لتخفف عن أبناء المحافظة عناء السفر لطلب العلم والمعرفة، فهي توفر للطلاب التخصصات المطلوبة في المحافظة ليستطيع الجميع التعلم، وسهولة الالتحاق بالتعليم العالي، بالذات لمن لا يستطيع السفر لوجود عائق يمنعه عن ذلك، كما تهدف إلى إنشاء علاقات مثمرة ومتميزة مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي محلياً واقليمياً ودولياً.

> كم عدد كليات الجامعة ومراكزها العلمية حالياً؟

كانت توجد في المحافظة كليتين فقط، وهما كليتي التربية والعلوم التطبيقية والإنسانية، وبعد إنشاء جامعة المهرة، تم فصلهما من جامعة حضرموت، وقمنا بإنشاء كليات جديدة بحيث صار عدد الكليات خمس كليات (التربية، الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، العلوم التطبيقية والصحية، العلوم الإدارية، والتعليم المفتوح).

وفيما يخص المراكز تم ضم مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، وإنشاء مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة، وكذا مركز التدريب والتأهيل وسيتم إنشاء مراكز تخصصية في المستقبل حين تتوفر الإمكانيات لذلك، على الرغم من وجود رؤية واضحة لدينا فيما نحتاج إليه من مؤسسات أكاديمية وبحثية في المستقبل.

> كم عدد طلاب وطالبات الجامعة خلال العام الجامعي الماضي؟

بلغ إجمالي عدد الطلاب في العام الماضي والذي كان تحت إطار جامعة حضرموت في كلية التربية (250) طالب وطالبة بينما بلغ العدد في كلية العلوم التطبيقية والإنسانية (580) طالب وطالبة، بالإضافة إلى عدد لا بأس به في التعليم المفتوح الذي يصل إلى (500) طالب وطالبة تقريباً.

> ماذا عن البنية التحتية للجامعة من خلال إنشاء ديوان رئاسة الجامعة والكليات والمراكز العلمية التابعة لها؟

للأسف البنية التحتية للجامعة لازالت ضعيفة جداً، ولا يوجد في الحرم الجامعي سواء مبنى واحد لكلية التربية فقط، أما باقي مرافق الجامعة فتوجد مباني مؤقتة تابعة لجهات أخرى، وأخرى تم استئجارها مؤقتاً لحين بناء بنى تحتية تلبي احتياجات الجامعة وتوسعها المستقبلي، وندعو الحكومة وكل الجهات المانحة لدعم البنية التحتية للجامعة؛ كونها تمثل ركيزة أساسية في بناء الجامعة وخلق بيئة تعليمية مناسبة.

>هل تحدثونا عن عضوية الجامعة في أي اتحاد؟

ليس للجامعة أي عضويات إلى الآن؛ لأن الجامعة لم يمر على إنشاءها إلا عشرة أشهر تقريبا، على الرغم من أن كلية التربية أنشئت في عام 1998م، لكن للاتحادات شروط ومعايير للانضمام إليها ونعمل حاليا على ذلك.

> حدثونا عن الدور المنوط لنيابة الدراسات العليا والمراكز العلمية التابعة للجامعة؟

نيابة الدراسات العليا والبحث والعلمي تتعلق ببرامج الماجستير والدكتوراة في الجامعة، وهذا العام تم فتح برنامج الدكتوراة في عدد من التخصصات التي تم تخريج دفعات سابقة منها في الماجستير في كلية التربية.

> كما تم فتح عدة برامج للماجستير في الجامعة لإتاحة الفرصة أمام الباحثين لمواصلة تعليمهم العالي.

نحن في جامعة المهرة سنولي البحث العلمي اهتمام خاص خلال الفترة القادمة لإيماننا بأهميته خاصة ما يقدمه للمجتمع من خدمات في شتى المجالات وللبلد بشكل عام.

> هل لا زالت الكليات في محافظة المهرة تابعة لجامعة حضرموت، وأيضاً حدثونا عن علاقة الجامعة بالجامعات اليمنية والعربية والدولية؟

تم فصل كليات جامعة المهرة بناء على القرار الجمهوري وقرار وزير التعليم العالي، وأصبحت الكليات تابعة لجامعة المهرة، ونحن نشيد بجهود جامعة حضرموت في تأسيس التعليم العالي في المحافظة ولها منا الشكر والتقدير، كما نتمنى لها ولقيادتها دوام التوفيق والسداد.

> حدثونا عن أي مشاركة للجامعة في مؤتمرات وندوات عربية وإقليمية ودولية؟

حقيقة إلى الآن لم نشارك في أي مؤتمر عربي أو إقليمي أو دولي حيث وكما أسلفنا ذكره أننا لا زلنا مولود جديد لا يتعدى عشرة أشهر، ولكن تلقينا عدد من الدعوات للمشاركة في مؤتمرات علمية وبحثية وستكون لنا مشاركات دولية وإقليمية قادمة بإذن الله تعالى.

> ماذا عن دور الجامعة في تحريك الأنشطة اللاصفية؟

ستعطي الجامعة في عامها الجامعي الأول 2023/2024م أهمية للأنشطة الطلابية لإيماننا بأهمية صقل مهارات الطلاب وتنميتها، وللأنشطة الطلابية دور كبير في بناء شخصية متوازنة للطلاب ولكن نتمنى أن تكون الإمكانات المادية متوفرة لنقوم بتنفيذ ما نصبو إليه.

> شاركت جامعة المهرة في يونيو ٢٠٢٣م في أولمبياد الذكاء الاصطناعي في الأردن، وأحرزت بطولتها، ممكن تحدثونا عن هذه المشاركة، وأيضاً إذا كانت لكم مشاركات أخرى؟

نعم؛ شاركت جامعة المهرة الفتية مؤخراً في الأولمبياد العربي للذكاء الاصطناعي، وهي الجامعة اليمنية الوحيدة التي شاركت في هذه الأولمبياد، وبكل فخر حققنا المركز الأول على مستوى الجامعات المشاركة البالغ عددها (56) جامعة عربية وبعد أقل من شهر فقط على انشائها والتي تعد أول مشاركة لها، ويعتبر هذا الإنجاز فخرًا للمهرة وللوطن عموما؛ كون الجامعة مثلت اليمن في هذا المحفل المهم ورفعت رأس الجميع عاليا، حيث شاركت الجامعة في هذه المنافسة المهمة والتي تهتم بمجال علمي مهم، وهو الذكاء الاصطناعي الذي توليه الجامعات والدول اهتمام كبير في هذا العصر حيث أنه يعتبر محور أساسي للتطور والتقنية، وقد تلقت كلية العلوم التطبيقية دعوة للمشاركة في هذه الأولمبياد التي أقيمت في الأردن، في الذكاء الاصطناعي الخوارزميات، والبرمجة، ونحن نجدها فرصة لنشكر الأخوة في السلطة المحلية على دعمهم لهذه المشاركة التي رفعت اسم الجامعة والمحافظة واليمن عاليا.

> هناك العديد من الباحثين الذين ناقشوا رسائل علمية (ماجستير) في كليات جامعة المهرة، هل هناك استيعاب لهؤلاء الباحثين في كليات الجامعة كأساتذة؟

حقيقة تعاني الجامعات اليمنية من ضعف الموارد المالية وبالذات في هذه المرحلة التي لم تعتمد الحكومة موازنات كافية للجامعات، وما يتم اعتماده لا يتجاوز (20) % من احتياجاتها، ولكننا نقوم باستيعاب من تحتاجهم الأقسام العلمية لأن بعض الأقسام للأسف الشديد ليس عليها إقبال من الطلاب، وصار الكادر التدريسي متضخم، ناهيك عن ضعف الجانب المالي للجامعة.

> ما مدى تعاون السلطة المحلية بالمحافظة والمؤسسات المجتمعية ذات العلاقة مع جهود ورسالة الجامعة؟

كلمة حق لابد أن نقولها إن الأخوة في السلطة المحلية يولون التعليم اهتمام خاص، وبالذات الجامعة وهم مساندين لنا، ودعمونا في كثير من الأمور، ونوجه لهم جزيل الشكر والتقدير على كل ما يقدموه من دعم للجامعة ومؤسساتها، كما نحب أن نشيد بدعم مؤسسة صلة للتنمية المؤسسة الرائدة في دعم الجامعات والتعليم بشكل عام والتي قدمت دعما ماديا ساهم في تأثيث ديوان رئاسة الجامعة.

وفي هذا الإطار قمنا بالتواصل مع عدد من المؤسسات والجهات الداعمة، لأن احتياجات الجامعة كبيرة ونتأمل خير في قادم الأيام بإذن الله.

> ما هي خطط الجامعة المستقبلية؟

نحن خلال الأشهر الماضية نعمل على إعداد خطة استراتيجية للجامعة تلبي طموحات وتطلعات الجامعة والمجتمع المحلي كما تلبي متطلبات العصر الحديث في التعليم، ونحن على وشك الانتهاء منها قريبا بإذن الله حتى تكون نبراساً للعلم والمعرفة ومنبعاً للكادر المؤهل، وبعد استكمالها سنقوم بتنفيذها خلال الخمس السنوات القادمة، ونتمنى أن تكون الإمكانات المادية متوفرة بحسب طموحاتنا لنستطيع تحقيق هذه الخطة الطموحة وأن تكون الجامعة رافداً للقطاع العام والخاص بالكوادر المؤهلة.

> ماهي أبرز الصعوبات والتحديات والمعوقات التي تواجهكم؟

إن أبرز الصعوبات والتحديات التي نواجهها حالياً هي ضعف الموازنة، والتي نطالب من الحكومة أن تعتمد لنا موازنة تكفي احتياجات الجامعة الأساسية على الأقل، الأمر الآخر هو ضعف البنية التحتية للجامعة والذي يمثل عائق كبير أمام توسع الجامعة وخططنا المستقبلية، ونطالب الحكومة باعتماد مشاريع لمنشآت الجامعة حتى تتوفر للطلاب بنية تحتية ملائمة ومحفزة.

> في الختام نشكركم على رحابة صدركم ونطلب منكم كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار؟

في الأخير نتوجه بدعوتنا لحكومتنا الرشيدة إلى دعم الجامعة واعتماد موازنة مشاريع بنية تحتية، كما ندعو جميع المنظمات والهيئات المهتمة بالتعليم والخيرين إلى دعم الجامعة، والشكر موصول لكم أخي الكريم على تسليط الضوء على جامعة المهرة هذه الجامعة الطموحة التي لا شك وأنها تحتاج وقوف الجميع إلى جانبها حتى تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها المرسومة التي من أجلها أنشئت.