آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-03:23ص
حوارات

عدن الغد تحاور الكاتب والصحفي البارز محمد علي محسن: صحفنا تشتغل في بيئة تسودها الفوضى والتبعية العمياء لهذا الطرف أو ذاك

الأربعاء - 09 أغسطس 2023 - 05:46 م بتوقيت عدن
عدن الغد تحاور الكاتب والصحفي البارز محمد علي محسن: صحفنا تشتغل في بيئة تسودها الفوضى والتبعية العمياء لهذا الطرف أو ذاك
عدن ((عدن الغد)) خاص:

اجرت صحيفة عدن الغد حوارا صحفيا مع الكاتب والصحفي المعروف الاستاذ محمد علي محسن. 
وناقش الحوار اشكاليات الصحافة اليمنية اليوم والمشاكل التي تعترض 
عملها. 
كيف يرى محسن صحافة اليوم وكيف يمكن الوصول الى صحافة حرة ونزيهة كانت هذه قضية هذا الحوار الأول من نوعه. 

التقاه /علوي سلمان
نص الحوار:

س بطاقتك المؤهل. الخبرة ،.النشاط الصحفي ؟ 
محمد علي محسن ،تاريخ الميلاد ١٠ فبراير ١٩٦٦م ، ٢٨ عاما في العمل الصحافي والإداري ، النشاط الصحافي محرر اخبار وتقارير وكاتب عمود صحافي . التحقت في صحيفة " الراية " العسكرية الأسبوعية في عدن مطلع العام ١٩٩٣م وبعد حرب صيف ١٩٩٤م توقفت الصحيفة فتم ضمنا لصحيفة ٢٦ سبتمبر الأسبوعية ، فلم يطب لي توجهها ، فأشتغلت لصحيفتي ١٤ اكتوبر الرسمية فترة قصيرة فتركتها بعد بضعة تقارير مصورة ، ثم كتبت للتجمع لسان حال التجمع الوحدوي اليمني ما كان ممنوعا في الصحف الحكومية .
وبما أن أيا من الصحف الحكومية أو الحزبية قد اشبع فضولي ونهمي فلقد كانت وجهتي التالية صحيفة الأيام التي بدأت مراسلتي لها في سبتمبر ١٩٩٥م وكان لهذا الانتقال أن احدث تبدلا كبيرا في مساري المهني والمجتمعي ، فبرغم أنني ظللت أمد الصحيفة الأسبوعية بالأخبار وبلا اسم ، إلا أن تطورات الأحداث اخذني بعيدا وإلى دروب لم تكن بالحسبان ، خاصة وأن الصحيفة تطورت وبشكل مذهل ، توزيعا وطباعة وتحريرا وتأثيرا .
١٣ عاما في الأيام كانت أخصب وأمتع تجربة عشتها ، فبرغم ضآلة العائد المادي إلا أنها مدتني باحترام الناس ورضاء الضمير وهذا هو المهم .
بعد توقف صحيفة الأيام في مايو2009م رأست تحرير صحيفة " الوطن اليوم " المستقلة إلا أن الاختلاف في وجهات النظر قادني بعد خمسة اعداد فقط لتقديم استقالتي للناشر .
طبعا شغلت وظيفة مدير عام وكالة سبأ في محافظة الضالع لعام واحد ، ومن ثم مديرا عاما لمكتب الإعلام في المحافظة منذ ٢٠٠٢م - ٢٠١٧م ، وخلال العامين ٢٠٠١-٢٠٠٢م رأست تحرير صحيفة الضالع الناطقة باسم السلطة بالمحلية .

كتبت العمود طوال أعوام نشاطي في الصحافة ، فبأستثناء صحيفة ٢٦ سبتمبر كنت كتبت للأيام والراية والثوري والضالع وأخبار عدن وعدن الغد والامناء وحديث المدينة والشارع وسواها من المطبوعات الوطنية .
كتبت عمود " كلمة حرة " استمر لعشرة أعوام دون انقطاع ، عام في صحيفة الضالع وتسعة أعوام في صحيفة النهار الأسبوعية .
كتبت لصحيفة " اخبار اليوم " إبان ثورة الشباب وحتى توقفها اثر اجتياح الحوثيين لصنعاء ، وكانت هذه الفترة افضل فترة زمنية من جهة الحرية .
اشتغلت في صحيفة " الشرق الأوسط " كمراسل في عدن بدءا من مارس ٢٠١٥م وحتى يناير ٢٠١٧م فبرغم العائد المادي وكذا التجربة التحريرية الملتزمة باخلاقيات حقوق النشر الا ان تبعية الصحيفة وهامشها الضيق وكذا تطورات الأحداث في اليمن جعلتني اترك الصحيفة .

س مارايك في ميثاق الشرف الصحفي ؟.
الميثاق ممتاز إذا كان هنالك دولة مؤسسات ونظام يجل الحريات السياسية والمهنية والنقابية


س نبذة مختصرةعن تجربتك مع اخلاقيات مهنة الصحافة  ؟ .
أخلاقيات العمل الصحافي في اليمن توافرت نسبيا خلال العقود الثلاثة الماضية ، ومع ذلك يمكن القول إن أهم انتهاك لأخلاق المهنة كان بسبب التمويل المالي للمطبوعات فما من مطبوعة أو قناة وطنية أو عربية الا وتم تشويه رسالتها بسبب الإعلانات أو الدعم المالي الفردي أو الحكومي ، كما وحياد الصحافي كان ضئيلا ونادرا في مسيرة الصحافة اليمنية ، التي لم ترق لمصاف المؤسسات الصحافية الدولية ولا اقول العربية  .


،،س هل تتعارض حرية الصحافة مع اخلاقيات الصحافة ؟ .
لا تتعارض إن وجدت هناك قوانين ومعايير تنظم العملية الصحافية ، صحيح أن هناك انحيازا ما لهذه المطبوعة أو تلك ، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الانحياز منتهكا لاخلاقيات الصحافة .

س يقول اصحاب نظرية المسؤولية الاجتماعية ان الاخلاقيات الصحفية تعتبر ضوابط مهذبة لمهنةالصحافة مارٱيك بهذا ؟ .
ما علمته ومن خلال تجربتي هو أن متى دخل المال فسدت الاخلاق الصحافية .

س  يرى اصحاب النظرية الليبرالية الحرية المطلقة للصحافة هل توافق هذا الرٱي ؟ .
اوافق أن كانت الصحافة حرة متحررة من أي تبعية سياسية أو اقتصادية ، فمهما كانت الفكرة مثالية إلا أن الواقع يشير لتأثر الصحافة بجهات التمويل ، وطالما هناك من يغذي القناة أو الصحيفة فلا أظن بواقعية الحريات المطلقة . ضف لذلك هناك عوامل تحوول دون تطبيق مثل هذه الأفكار الليبرالية ، خاصة حين يتعلق الأمر بالدين أو الذات الشخصية .

س  وانت تمارس مهنة الصحافة داخل المجتمع اليمني لفترة طويلة هل كان للمجتمع تاثير على توجهاتك الاعلامية اثناء التزامك باخلاقيات الصحافة  ؟.
نعم المجتمع له مفاعيله الضاغطة والمؤثرة ، ولا أعتقد أن صحافيا زاول نشاطه دون هذه المفاعيل .
س ماهي الايجابيات والسلبيات التي تحصل عند الالتزام بالضوابط او باخلاقيات الصحافة من وجهة نظرك ؟.
الايجابي هو أن الصحافي يكتب بحرية وتجرد ودونما خوف على ذاته أو شغله ، بينما السلبي هو أن الالتزام بهذه الضوابط يكلفك اشياء لم تكن بحسبانك ، إذ ستجد ذاتك تتصادم ذهنيا وسلوكيات مع الوسيلة وكذا مع المحيط الذي لم يعتد مثل هذه الضوابط .
س مارٱيك بالصحف او المؤسسات الاعلاميةالتي تعمل على إقصاء الصحفيين العاملين لديها عندما يخالفون او يعارضون سياستها الاعلامية ؟ .
للأسف لاتوجد لدينا قوانين ونظم ، بل قل دستور يحترم ويجل ممن صاغوه وشرعوه واقروه ، ولهذا ستظل الصحف والقنوات - اعتقد مفردة مؤسسة متجني عليها في بلادنا - أكبر منتهك لحقوق والحريات الصحافية ، وأذكر هنا أن زملاء كثر تم اقصائهم من عملهم في وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية ، فجميع هذه المسميات تمارس اقبح الانتهاكات ، ورغم انتهاكاتها الصارخة لم نعثر على حالة واحدة تم انصافها .
س هل ٱثر الصراع الدائر في البلاد على اخلاقيات مهنة الصحافة ؟ .
بكل تأكيد الحرب أثرت وبشكل ضرب وانتهك لأبسط أخلاقيات مهنة الصحافة ، فما من صحافي يمكنه التعبير باستقلالية وحياد .
ماهي الصعوبات او التحديات التي صادفتها اثناء ممارستك لمهنة الصحافة والتزامك باخلاقيات المهنة ،؟ .
اولا صحفنا تشتغل في بيئة تسودها الفوضى والتبعية العمياء لهذا الطرف أو ذاك ، وثانيا صحافتنا أما ممولة من خزينة الدولة وأما أنها معتمدة على المال الفاسد ، فمن ذا الذي يمكنه اصدار مطبوعة أو قناة متحررة من المال العام أو الرأسمال التجاري الطفيلي ، ولهذا شغلنا طالما تصادم أو تقاطع مع توجهات ورغبات رسمية أو شخصية .. وباختصار صحافتنا يستلزمها الكثير كي تصير صحافة معتمدة على ذاتها ماليا وعلى قدرات كتابها والمشتغلين بها .
س ماهي المقترحات التي تقدمها بخصوص ميثاق الشرف الصحفي ؟ او الالتزام باخلاقيات الصحافة ؟.
الحديث سابق لأوانه ، فالأولى أن تكون هنا دولة مدنية مستقرة سياسيا ، ودونما وجود دولة مدنية ديمقراطية مستقرة سياسيا ، يصير الحديث عن ميثاق شرف أو أخلاقيات مهنة بمثابة الثرثرة في الفضاء ..