حُبِّي لَكَ فَاقَ اَلْوَصْفُ يَايْمَنْ
يَاتْرَابْآْ سَجَى فِي عُمْقِ اَلزَّمَنِ
يَانُورْآْ يَمْلَأَ اَلْفَضَاءُ اَلْوَاسِعُ
فَيَنْشُرُ سَلَامًا فِي وَجْهِ اَلْمِحَنِ
لِيَبْعَثَ فِي اَلنَّفْسِ نَشْوَى وَنَجْوَى
لَمِنْ عَلَى أَرْضِكَ حَل وَسَكَنَ
مُجَدَّدًا عَهْدَ تَارِيخِكَ اَلْعَرِيقِ
اَلَّذِي سَيَظْهَرُ لِلْعَالَمِ ذَاتَ يَوْمِ عَلَنٍ
لِذَا أَفِيقِي وَاسْتَفِيقِي يَافَاتِنْتَيْ
وَأَطْرُدِيَ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنَيْكَ اَلْوَسْنْ
وَتَأَكُّدِي بِأَنَّكَ ذَاتُ يَوْمًا سَتْعُودِي
بِبَسَاطَةِ تَمْلِكِينَ اَلرَّصِيدُ اَلْمُؤْتَمَنُ
نَحْنُ أَحْفَادُ أَجْدَادِكَ اَلْعِظَامَ اَلَّذِينَ
نَشَرُوا اَلْإِسْلَامُ وَأَقَامُو اَلسُّنَنُ
وَأَعْلَوْا كَلِمَةَ اَللَّهِ وَنَبِيِّهِ عَلَى اَلْأَرْضِ
وَوَقَفُوا ضِدَّ كُلِّ حَاكِمِ أَجِيرٍ مُرْتَهَنٍ
لَدَيْنَا مِنْ اَلشَّجَاعَةِ وَالْبَسَالَةِ مَايْكِفِي
فَلَسْنَا مِمَّنْ يَخَافُونَ بَيَاضُ اَلْكَفَنِ
فَلَا خَوْف عَلَيْكَ مِنْ سَحَابَةِ صَيْفٍ
لَا تَحْوِي فِي جَوْفِهَا قَطَرَاتِ اَلْمُزْنِ
فَاللَّيْلُ اَلَّذِي طَالَ ظَلَامًا حَالِكًا
هُوَ نِهَايَةُ حَتْمِيَّةٍ لَعُصْرْآْ مِنْ اَلْفِتَنِ
لِسَنَوَاتٍ سَحِيقَةٍ مِنْ اَلِاحْتِرَابِ اَلْمُلَفَّقِ
بَيْنَ أُخُوَّةِ ذَنْبِهِمْ أَنَّهُمْ نَسْلٌ ذِي يَزِن
دَارَتْ عَلَيْهِمْ اَلدِّيرَة بِشِدَّةِ حُرٌّ لَهِيبَهَا
وَمَا اِسْتَطَاعَتْ بِجَمْرِهَا أَنْ تَغْلِيَ لَبَنٍ
لَسْنَا مِمَّنْ يَهَابُونَ اَلْفَيَافِي وَالْمَعَارِكُ
فَتَارِيخِنَا أُخْضِعَ كَمٌّ مِنْ مُتَعَجْرِفٍ رَعْنَ
اَلصَّبْرُ اَلصَّبْرُ يَا بِلَادِي فَاصْبِرِي
لِأَنَّ اَلصَّبْرَ هُوَ مِفْتَاحٌ ثَقِيلٌ ذَاتَ وَزْنٍ
سَتَنْجَلِي هُمُومُ سَنَوَاتِكَ اَلطَّوِيلَةِ
وَسَتَعُودُ إِلَيْكَ اَلْحَضَارَةُ بِثَوْبِ خَالِي مِنْ اَلْعَفَنِ
سَتَضُمِّينَ بِحِضْنِكَ اَلدَّافِئِ كُلُّ أَطْفَالِكَ
وسْتَجَمَعِيهَمْ تَحْتَ سَقْفِكَ مِنْ سَقْطَرِي إِلَى عَدَنَ
كَتَبَ/مُحَمَّدْ نَجِيبْ اَلظَّرَاسِي(اَلضِّرْسُ)