ثنائية الفقد والولع _شعر

يهب قلبه للرماح والرمل
فيما الذكرى تقهر الوهم
فيما الأشلاء التي تسكن الضلوع
لهب
تهب رئتها لألم يفترسها
لأسرار مرعبة ومرايا 
لسديم الحزن الهارب من الجسد

يهب وجوده لأصوات مثل السكاكين 
تنهش هذا البعد
وتمزق هذا الشهيق الحارق

تهب كفوفها للأسى الذي يسحق
للوحدة التي تجمد
للعصفور الذي يسرق رموشها
ويبعثرها في الحدائق

من ذا الذي يهزمني؟
من ذا الذي يقتلني؟
من الذي يعبث بعاصفة الرؤيا إذا أمسَكْتُ حفيف نهارك

تتحدث الشبابيك وحدها
والمديات تصهل على جروح المكسورين
تلك الترنيمة التي زرعتها خيول الجحيم المجنحة
يتحد الهواء الأحمر آسرا الليل
جنيات الحلم،
جنيات المسرات الصغيرة
جنيات الأغاني
جنيات اللقاء الأول
جنيات الورد الفضي
جنيات الغد المرصع بالفيروز
جنيات الأمس الحزين على الشاطئ العريض
كلهن هجرنني
فيما يغوص دمي الأسود الخاطئ
عاريا
في هزيم المعركة

ميسون الإرياني