قالت منظمة الصحة العالمية إن الأطفال الخدج وصغار الحجم يجب أن يتلقوا الرعاية الفورية عن طريق تلامس بشرتهم ببشرة من يرعاهم فور ولادتهم لتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة وتعزيز صحتهم.
جاء ذلك في إرشادات جديدة نُشرت يوم الثلاثاء تمثل ابتعاداً كبيراً عن الممارسة السابقة، مما يعكس الفوائد الصحية الهائلة لضمان بقاء مقدمي الرعاية – أي الأمهات عموماً – والأطفال الصغار أو منخفضي الوزن قريبين من بعضهم بعد الولادة، دون أي فصل.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تبدأ ملامسة البشرة، المعروفة أيضاً باسم “الرعاية على طريقة الكنغر”، بعد الولادة مباشرة دون أن يقضي المولود أي فترة أولية في الحضانة.
تغير قواعد اللعبة
قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “يمكن للأطفال الخدج البقاء على قيد الحياة والازدهار وتغيير العالم – ولكن يجب منح كل طفل هذه الفرصة.”
“تُظهر هذه الإرشادات أن تحسين الحصائل الخاصة بهؤلاء الرضع الصغار لا يتطلب دائماً تقديم الحلول التقنية المتطورة، بل يستلزم ضمان إتاحة الرعاية الصحية الأساسية التي تتمحور حول احتياجات الأسرة.”
تم إصدار التوجيهات قبيل إحياء اليوم العالمي للخداج – الذي يوافق 17 تشرين الثاني /نوفمبر من كل عام – وتقدم توصيات لضمان الدعم العاطفي والمالي ودعم أمكان العمل للأسر، التي يمكن أن تواجه ضغوطاً ومشقات استثنائية بسبب متطلبات تقديم الرعاية المكثفة والقلق حول صحة أطفالهم.
UNICEF/Fuad
رضيع ولد قبل الأوان يتلقى العلاج في مستشفى السبعين ، صنعاء ، اليمن (2018).
مصدر قلق للصحة العامة
في كل عام، يولد ما يقدر بنحو 15 مليون طفل في جميع أنحاء العالم قبل الأوان، أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، أو ما يقرب من واحد من كل 10 مواليد. علاوة على ذلك، يعاني 20 مليون طفل من انخفاض الوزن عند الولادة، أي أقل من 2.5 كجم.
أفادت منظمة الصحة العالمية بأن هذه الأرقام آخذة في الارتفاع، مما يجعل الخداج السبب الرئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة وقضية صحية عامة ملحة.
عندما يتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة، توجد فوارق كبيرة تعتمد على مكان ولادة الأطفال الخدج. ففي حين أن معظم الذين يولدون في الأسبوع الثامن والعشرين أو ما بعد في البلدان الغنية يستمرون في البقاء على قيد الحياة، إلا أن المعدل في البلدان الفقيرة يمكن أن يصل إلى 10 في المائة فقط.
إنقاذ المزيد من الأرواح
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يمكن إنقاذ معظم الأطفال الخدج من خلال تدابير فعالة من حيث التكلفة مثل الرعاية الجيدة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، والوقاية من الالتهابات الشائعة وعلاجها، والرعاية على طريقة الكنغر.
تجمع الممارسة بين ملامسة بشرة الرضيع لبشرة مقدمة الرعاية الأولية التي عادة ما تكون الأم لأكبر عدد ممكن من الساعات، من خلال وضع الطفل في حمّالة أو لفة مُعدّة خصيصاً لهذا الغرض، والرضاعة الطبيعية الحصرية.
يفتقر الأطفال الخدج إلى دهون الجسم، لذلك يعاني الكثير منهم من مشاكل في تنظيم درجة حرارة أجسادهم عن الولادة، وغالباً ما يحتاجون إلى مساعدة طبية للتنفس.
لذا، دعت التوصيات السابقة إلى تثبيت هؤلاء الأطفال أولاً في حاضنة أو مدفأة، لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أيام في المتوسط، مما يمثل فصلاً أولياً عن مقدمات الرعاية الأساسية.
الاحتضان الأول حرج
مع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن الأبحاث تظهر الآن أن بدء الرعاية على طريقة الكنغر ينقذ العديد من الأرواح، ويقلل من العدوى وانخفاض درجة حرارة الجسم لدى الأطفال، كما يحسن التغذية.
وقالت الدكتورة كارين إدموند، الطبيبة المختصّة بصحة الأطفال حديثي الولادة في المنظمة، إنه بالنسبة للأطفال الصغار، فإن الضمة الأولى مع أحد الوالدين ليس فقط مهماً من الناحية العاطفية، ولكنها أيضاً مهمة للغاية لصحتهم ولتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.
كوفيد-19 والفضل “الكارثي”
وأضافت الدكتورة إدموند: “في ظل جائحة كوفيد-19، انفصلت العديد من النساء بلا داعٍ عن أطفالهن، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية على صحة الرضع الخدج أو الصغار الحجم.”
“تشدد هذه المبادئ التوجيهية الجديدة على ضرورة توفير الرعاية للأسر والرضع الخدج بوصفهما وحدة واحدة، وضمان حصول الوالدين على أفضل دعم ممكن أثناء هذه الأوقات التي غالباً ما تنطوي على قدر لا مثيل له من التوتر والقلق.”
الرضاعة الطبيعة هي الأمثل
كما توصي الدلائل الإرشادية بشدة بالرضاعة الطبيعية من أجل تحسين الحصائل الصحية للأطفال الخدج وقليلي الوزن عند الولادة، لأنها تقلل من مخاطر العدوى عند مقارنتها بحليب الأطفال.
يعتبر حليب المُرضعات المتبرعات ثاني أفضل بديل، إذا لم يتوفر حليب الأم، على الرغم من أنه يمكن استخدام المستحضرات المزودة بالمغذيات في حال عدم وجود بنوك لحليب المتبرعات.