تحل في العاشر من ديسمبر من كل عام ذكرى حزينة علينا وهي رحيل واحدا من أساطير الفن العربي حبيب الملايين الفنان أبوبكر سالم بن زين بلفقيه هذا العملاق الذي أثرى الساحة الفنية العربية بالعديد من الأعمال المتنوعة ويعد من أفضل الناشرين للأغنية العربية و اليمنية بألوانها المتعددة و المتميزة خاصة اللون الحضرمي ... تميز بصوتاً لا مثيل له منذُ نعومة اظافره مثلما يقال وكان شاعراً وملحناً قبل أن يكون مطرباً . جمعتنا بالمرحوم ثلاثة لقاءات في مدن منارة من العلم والثقافة والأدب أول تلك اللقاءات بالغنّاء تريم مسقط الرأس المدينة التي تشرب منها العلم والأدب وفن الدان ولقاء ثاني بأرض سام صنعاء التاريخ وآخرها في نهاية عام 2009م بقاهرة المعز بجمهورية مصر العربية هذا اللقاء يعد استثنائي فقد امتد لأكثر من تسع ساعات مع كرم الضيافة وحِسن الإستقبال ودار حديث ودي جميل ورائع لايمكن نسيانه مع إبن حارتنا النويدرة ومدينتنا الغنّاء تريم . كما يعد له الفضل الكبير في نشر وحفظ وإحياء الفن والتراث اليمني والحضرمي على وجه الخصوص والتعريف بالدان الحضرمي من خلال الأعمال التي قدمها طوال عقود من الزمن ولم يكتفي الأصيل أبو أصيل بإعماله بل قدم أعمال فنية غاية في الروعة والعذوبة فهو حريص بإعماله الغنائية بإختيار وانتقاء الكلمات والالحان فهو أستاذا لمادة اللُغة العربية ومطلع على كثير من المعارف ، كما إن له تجربة فريدة من نوعها جمع مطربين وأصوات غنائية عربية في مشوار الأحبة وكان مشروعا رائعا نال إعجاب واستحسان الجميع على المستوى العربي حقا إنه فنان شامل . مهما تحدثنا عن أبوبكر سالم لن نوفيه حقه ويحتاج منا البحث والتنقيب عن كثير من المميزات التي يتمتع بها وستظل أعماله خالدة ينهل منها الجميع نحن اليوم نعيش ذكرى رحيله نسأل الله العلي القدير أن يرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
