نستهل جولتنا في الصحف البريطانية بتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز عن نجاح الاقتصاد الإندونيسي غير المتوقع.
ويقول كاتبا التقرير ميرسيديس رول وجو ليهي إنه في الوقت الذي شكل فيه ارتفاع معدلات الفائدة بصورة كبيرة في الولايات المتحدة، زيادة في المشكلات الاقتصادية للعالم النامي، كانت إندونيسيا في وضع مستقر.
فبينما يعاني الاقتصاد العالمي بسبب الحرب في أوكرانيا وأزمات الغذاء والطاقة، ظهرت إندونيسيا كدولة تحلق خارج السرب، متباهية بنمو اقتصادها في ظل فترة من الاستقرار السياسي.
وقفز الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.4 في المئة، على أساس سنوي، في الربع الثاني متجاوزا التوقعات، كما أن معدل التضخم في إندونيسيا البالغ 4.7 في المئة هو من بين الأقل في العالم، والعملة المحلية - الروبية - من أفضل العملات أداء هذا العام في آسيا وكذا حال البورصة.
وإندونيسيا هي أرخبيل غني بالموارد، وقد نجحت في تجاوز تبعات ارتفاع أسعار السلع، وهي أكبر مصدري العالم للنيكل وهو عنصر أساسي في صناعة السيارات الكهربائية.
وفيما يتعلق بالصادرات الإندونيسية، فقد ارتفعت الشهر الحالي بنسبة 30.2 في المئة على أساس سنوي، وبلغت الشهر الماضي 27.9 مليار دولار.
وبحسب الصحيفة، فإن معظم الفضل في ذلك يرجع إلى الرئيس جوكو ويدودو الذي نجح في الحفاظ على شعبيته بين المواطنيين العاديين والمستثمرين على السواء، بعد ثماني سنوات له في الحكم.
ويخطط ويدودو إلى نقل العاصمة من جاكرتا إلى جزيرة بورنيو المليئة بالغابات.
ويقول الرئيس الإندونيسي، الذي عمل سابقا في بيع الأثاث، في تصريحات لفاينانشيال تايمز: "ما نريد بناءه هو مدينة ذكية تتماشي مع المستقبل، تُبني في وسط الغابة والطبيعة. سيشكل ذلك عرضا لإندونيسيا بعد التغيير".
ويقول المحلل كيفن أوراركي، وهو متخصص في الشأن الاقتصادي والسياسي الإندونيسي: "المشكلة تتمثل في السياسة، فنحن على بعد 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية، وقد يمثل ذلك تناقضا صارخا في توقعات إندونيسيا على المدى الطويل. قد يكون جيدا بعد عام 2024 أو قد يكون سيئا للغاية".
ويقول المستثمرون إن الاستقرار السياسي ساعد الاقتصاد. ومع انخفاض التضخم نسبيا، رفع البنك المركزي الإندونيسي أسعار الفائدة فقط لأول مرة منذ ثلاث سنوات في أغسطس/آب إلى 3.75 في المئة. كما لا تزال البنوك تقرض والصادرات تزدهر.
وساهم توقيع الرئيس الإندونيسي على قانون التوظيف الجديد في خلق فرص عمل وعلى جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، مستغلا قيام بعض المنتجين بتنويع التصنيع بعيدا عن الصين.
"خيارات بوتين والغرب"
واهتمت الديلي تلغراف بتطورات الحرب الروسية على أوكرانيا. ونقرأ تحت عنوان "بوتين لن يقبل الهزيمة..علينا الاستعداد لحرب ستصبح أكثر قبحا" - وهو مقال كتبه كل من توبياس إلوود وهاميش دي بريتون.
وحذر الكاتبان من أن الحرب انتقلت لمستوى خطير.
ويضيفا "الهجمات الأوكرانية المضادة الأخيرة أهانت بوتين للغاية، ولذا فالتوقعات واردة جدا بأنه سيظهر وجها أكثر قبحا مما أظهره".
ويرى الكاتبان أنه "بالنسبة لأوكرانيا فإنه بالاستعادة الواسعة للأراضي، والاقتراب من الحدود الروسية، يمكن القول إنه أخطر انتكاسة لبوتين حتى الآن، وقد غذى الشعور بالتفاؤل بأن أوكرانيا يمكن أن تفوز بالفعل".
وواصلا: "لقد اختار بوتين هذه الحرب وهي جزء من استراتيجية أوسع لإعادة فرض النفوذ الروسي شرق أوروبا. إنه لا يستطيع تحمل الخسارة. ربما يكون قد أخطأ في تقدير جهود أوكرانيا البطولية للبقاء في المسار والقتال، لكنه كان محقا في الرهان على إحجام الغرب عن المشاركة بشكل مباشر".
ويتوقع إلوود ودي بريتون أن يزيد الرئيس الروسي من تكتيكات الحرب غير التقليدية بعد الخسائر الأخيرة، وأن يشهد الجزء البسيط من إمدادات الغاز والنفط الروسيين مشكلات وكذا الحال فيما يتعلق بصادرات الحبوب، ليزيد من الصعوبات مع اقتراب الشتاء.
ويمضيان إلى القول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تهديد بوتين باستخدام أسلحة الدمار الشامل أو استخدام المحطات النووية الأوكرانية كسلاح.
وعبر الكاتبان عن اعتقادهما بأن الغرب يستطيع أن يستخدم المال للتقليل من تداعيات أزمة المال والنفط الحالية.
ونصح المقال بالاستعداد وأخذ زمام المبادرة استعدادا لحرب نووية.
ونشرت الديلي تلغراف مقالا افتتاحي يعكس وجهة نظرها بعنوان: "حان الوقت لتصدر القوات العسكرية الأوروبية للمشهد في أوكرانيا".
تقول الصحيفة إن رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، ستقول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلادها ستخصص العام المقبل المبلغ ذاته الذي خصصته للحرب في الأوكرانية، إن لم يكن أكثر، والذي بلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني.
و يأتي هذا التعهد البريطاني وسط توقعات متزايدة بمزيد من التقدم من قبل القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي المحبط والمتدهور بشكل خطير.
وتمضي التلغراف: "ما كان يصعب تصوره في فبراير/شباط الماضي قد يكون ممكنا الآن، أي خسارة روسيا واستعادة كييف لجميع الأراضي التي فقدتها".
والتعهد البريطاني يحتاج - بحسب الصحيفة - إلى أن يصاحبه دعم مماثل من دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الحرب الأوكرانية، يليها بريطانيا التي دربت أكثر من 27 ألف عنصر من الجيش الأوكراني منذ 2015، وزودت كييف بمعدات عسكرية منذ بدء الحرب.
ولكن الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، وتحديدا فرنسا وألمانيا وإيطاليا، لا يلقون بثقلهم خلف أوكرانيا، فالرئيس الفرنسي ماكرون يبدو أنه يلعب دور "المفاوض النزيه"، بينما يشهد الموقف الألماني ترددا، وتنشغل إيطاليا بالانتخابات العامة التي ستشهدها قريبا.
وتختم الصحيفة بالقول: حان الوقت لأن يكثف الثلاثة الكبار في أوروبا دعمهم لأوكرانيا.
"لحظة حاسمة" للنظام الإيراني"
ونختم جولتنا من الغارديان بتحليل للصحفي مارتن شولوف، الذي كتب تحت عنوان: "القتل الوحشي لمهسا أميني قد يشكل لحظة الحسم للنظام الإيراني"، ويضيف أن النظام يخشى من ثورة شعبية أكثر من اهتمام العالم بقضية مقتل مهسا.
والمظاهرات التي اندلعت في مناطق في العاصمة طهران يبدو على سلميتها أنها لن تهدأ، بينما اتسمت بالعنف في المناطق الكردية حيث تنحدر الفتاة التي قُتلت وهي محتجزة لدى الشرطة الإيرانية.
ويذكر الكاتب بحادث قتل ندا سلطان أغا عام 2009، خلال مظاهرة في طهران بطلق ناري في الرأس على يد قناص، واصفا إياه بأنه "دليل إثبات على كيفية تعامل إيران مع المعارضين والنساء".
ويمضي الكاتب بالقول إن في الفترة ما بين الحادثتين - أي مقتل ندا ومهسا - شهدت إيران زيادة في قمع المعارضين، وسحقت الدولة كل آثار الثورة الخضراء التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009.
ويضيف شولوف أن قوات الحرس الثوري والباسيج هي التي تتحكم في الشارع الإيراني منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية.
ورئيسي شخص "متشدد"، بحسب الكاتب، قلل من هامش المعارضة ودعم من مكانة شرطة الأخلاق مرسخا "تفسيرا غير مرن للإسلام الشيعي" في أرجاء البلاد.
لقد ألقى قادة إيران حتى الآن باللوم على "المتآمرين" في وفاة مهسا، وادعوا أيضا أن أعمال الشغب والاحتجاجات كانت من عمل الأعداء، مثل المملكة العربية السعودية.
ويشير الكاتب إلى امتلاك إيران بعضا من أقوى نظم الأمن الرقمي المتغلغلة في المنطقة وقبضة شديدة على مجتمعه.
لكن النظام الإيراني في مواجهة مع شبكة واسعة من المواطنين المغتربين الراغبين في تغيير العديد من الأمور، وأيضا في مواجهة مع نشطاء أقوياء في الداخل يعرفون كيف ينظمون أنفسهم.
ويختم الكاتب بالتساؤل: هل ستكون حادثة قتل أميني لحظة حاسمة في السعي لتقرير المصير المأمول من العديد من الإيرانيين أم هي جمرة غضب ستهدأ في النهاية؟