آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:42م

حوارات


ما الذي جعل قياديا بالحراك الجنوبي يعتكف؟

الثلاثاء - 30 مارس 2021 - 09:40 م بتوقيت عدن

ما الذي جعل قياديا بالحراك الجنوبي يعتكف؟

عدن (عدن الغد) حاوره/ عبد الله قردع:

في وقت هرول البعض خلف الخارج والبعض خلف المال والبعض الآخر خلف الكراسي والبعض خلف الأراضي وغيرها، اختار العقيد عوض علي سبولة الكازمي الثبات على مبدئه، مفضلا الاعتكاف على الهرولة.

فمن هو العقيد سبولة؟

هو مؤسس ورئيس جمعية المتقاعدين العسكريين بمديرية المحفد محافظة أبين في العام 2007م، وأول من وضع اللبنات الأولى للحراك السلمي الجنوبي بذات المحافظة.

اليوم عاود الظهور متحدثا في لقاء حصري أجرته معه صحيفة "عدن الغد" عقب اعتكاف وتوقف طوعي عن العمل السياسي دام قرابة 7 سنوات.

وكان العقيد سبولة من أبرز قيادات وأبطال الحراك السلمي الميداني الجنوبي المدافع عن كرامة الإنسان الجنوبي ومناضلاً لاستعادة دولته، ومن أوائل القيادات الجنوبية الذين وقفوا في وجه نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح مطالبين إياه علنا بالرحيل عن الجنوب، وواصفين إياه وقواته بالمحتل.

وقد نجا من محاولات اعتقال عدة، ودفع فاتورة مواقفه تلك بالملاحقة والمنع من السفر، وما ترتب على ذلك من إنهاك جسدي ونفسي ومادي، كما صمد أمام محاولات الترهيب والترغيب التي طالته ورفقاءه إبان تلك الحقبة، ولا يزال صامدا حتى اللحظة.

ومؤخراً لجأ هذا البطل إلى الاعتكاف الاختياري عقب تعرضه لعملية إقصاء جنوبي بسبب إصراره وثباته على مواقفه، حد قوله، واصفا ما يحدث في الجنوب بالسراب أو الوهم القادم من الخارج، يقابله متربصون في الداخل.

جاء ذلك خلال رده على أسئلتنا التي طرحناها عليه:

ما الذي يحدث في الجنوب؟ أين الثورة؟ أين النضال السلمي؟ أين دولة الجنوب؟ أين الصولات والجولات؟ أين الضجيج؟

وأضاف في رده بالقول "حاليا لا أرى ثورة ولا أرى دولة ولا استقلالا، لا أرى سوى عبث وأوهام وسراب قادم من الخارج يضرب على أوجاع الجنوبيين البسطاء، قابله المتربصون في الداخل بالتهليل وركبوا على

موجته، وفرط البعض في الثوابت التي تعاهدنا عليها وخرجنا لأجلها وصل إلى حد التفريط في القرارات الشخصية المتعلقة بحياة الفرد وبكرامته وجعلوها مرتهنة بالخارج، وهذا ما لم نتوقعه يوماً، ولكنه للأسف الشديد حدث ولايزال يحدث، بل وأصاب البعض غرور السلطة الشكلية ومارسوا سياسة الإقصاء

المناطقية البغيضة ضدنا وضد كل جنوبي حر ثائر ثابت على موقفه، وأراهم يجرونا للعودة إلى المربع الأول".

وقال مستهكما "هيهات هيهات أن يستعيد أولئك وطننا الجنوبي، وهيهات أن نعمل تحت رايتهم بعد أن فرطوا في كل شيء تقريباً السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسيادية وحتى الشخصية مرهونة بالخارج حتى ماء الوجه رهنوه".

وتابع قائلاً "بالاعتكاف أحافظ على كرامتي الشخصية وعلى تاريخي النضالي على أقل تقدير، فالإنسان الفاقد للمبادرة أو للكرامة أو للقرار يشكل عبئا على مجتمعة وعلى وطنه ولا يأتي بخير" على حد وصفه.

وفي رده على سؤالنا:

هذا يعني أنكم لستم راضين عما يحدث في الجنوب وساكتون.. ما الذي ترونه صحيحا لو حدث أو تم العمل به؟ وما الذي تنوون فعله في حال استمرار هكذا وضع؟

أجاب "لسنا ساكتين ولسنا راضين، وأنا أتحدث عن نفسي وأتمنى أن يصل صوتي إلى كل جنوبي ثائر، وأرى أن نلبس ثوبنا الذي حاكته أيدينا؛ أيدي الثوار في الميدان، نعتمد على الله ثم على سواعد الرجال الشرفاء المخلصين للقضية وللثوابت وتوحيد الصف الجنوبي والدعوة إلى إحياء مبادرة جنوبية لتصحيح علاقتنا بالخارج, ندعو جميع أطياف الجنوب إلى صياغة وثيقة شرف نضع عبرها خطوطا حمراء عريضة

وواضحة وعلنية أمام شعب الجنوب، سمها ما شئت، المهم تحفظ لنا كرامتنا وسيادتنا وقرارنا السياسي، تضع حدا للتدخل الخارجي المذل، ولا نسمح لأحد أن يتجاوزها أو يمسها كان من كان، وإيقاف الأفعال الارتجالية غير المدروسة خصوصاً المرتبطة بالإملاءات المستوردة من الخارج التي شقت الصف الجنوبي ولوثت تاريخ البعض وجعلت منهم مجرد دمى، ولكن في حال استمرار هكذا وضع فلابد من عودة الرجال الشرفاء إلى الميادين السلمية الجنوبية حتى الانتصار لقضيتنا الجنوبية، وأنا متأكد من أنهم سيعودون في الوقت المناسب".

وقال "يجب أن يفهم الجميع أن الجنوب يتعرض لموجة احتيال واختلاس أخطر وأشرس من السابق".

واختتم العقيد سبولة حديثه قائلا "أناشد النخب والكتل الجنوبية بفك ارتباطها بالخارج والعودة إلى جادة الصواب الاتفاق على كيان جنوبي واحد وقيادة جنوبية واحدة قادرة على صنع القرار وعلى لم الشمل مقبولة داخليا

وخارجيا، قادرة على التخاطب مع العالم، غير مفرطة بالكرامة أو الهوية أو بالسيادة أو بشبر واحد من أرض الجنوب، والابتعاد عن الحزازات المناطقية أو الحزبية أو الجهوية، وأشكر صحيفة "عدن الغد" الصرح الإعلامي المميز على هذه اللفتة الطيبة".