آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

ملفات وتحقيقات


تقرير يتابع جرائم القيادي الحوثي سلطان زابن في حق المعتقلات ويرصد التقارير الدولية بشأن ما يرتكبه في السجون

الأحد - 28 فبراير 2021 - 11:21 ص بتوقيت عدن

تقرير يتابع جرائم القيادي الحوثي سلطان زابن في حق المعتقلات ويرصد التقارير الدولية بشأن ما يرتكبه في السجون

(عدن الغد)خاص:

(عدن الغد) القسم السياسي:

يعد أحد أبرز القيادات الأمنية في جماعة الحوثي، ويشغل منذ بدء الحرب، منصب مدير البحث الجنائي في صنعاء الذي يتبع وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، وتشير التقارير أن (زابن) في بداية الأربعينات من عمره، وأنه من مواليد محافظة صعدة، ويحظى باهتمام كبير من قبل جماعته.
وتقول تقارير إعلامية إنه شارك في القتال ضمن مسلحي الجماعة في الحروب التي خاضتها ضد القوات الحكومية في صعدة، والتي بدأت في 2004 وانتهت في 2010.
وأفادت تقارير لمنظمات حقوقية بأن زابن الذي منحته الجماعة رتبة "عميد"، متورط في انتهاكات عديدة ضد النساء في العاصمة صنعاء.
ونهاية العام 2019 أفادت منظمة (رايتس رادار) لحقوق الإنسان (غير حكومية مقرها هولندا) بأن ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء في صنعاء تصاعدت بصورة غير مسبوقة.
وحمًلت المنظمة الدولية، (زابن) مسؤولية اختطاف أكثر من 35 فتاة وطالبة من أماكن الدراسة ومن شوارع صنعاء، وجرى تلفيق تهم لهن، مخلة بالشرف والأخلاق، من بينها (الدعارة)، لتبرير عملية الاختطاف والإخفاء القسري، وفق المنظمة.
فيما قالت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر (غير حكومية)، في يناير 2019، في بيان، إنها حصلت على معلومات تؤكد امتلاك (زابن)، شبكة حديثة للتجسس على مكالمات المواطنين وانتهاك خصوصياتهم وحرياتهم الشخصية وكشف عوراتهم.
وتناقلت وسائل إعلام يمنية أخبارا بشكل متكرر، عن احتجاز العديد من المعارضين من قبل الحوثيين في سجن البحث الجنائي بصنعاء الذي يديره (زابن).

محكوم بالإعدام

في سبتمبر الماضي، قضت المحكمة العسكرية بالمنطقة الثالثة التابعة للحكومة اليمنية، بإعدام 180 من قيادات جماعة الحوثي، بينهم (زابن).
وتم إدانة هؤلاء بعدة تهم، منها الاشتراك في تشكيل عصابات مسلحة بغرض الانقلاب على نظام الحكم القائم ومؤسساته الدستورية، والتخابر مع دولة أجنبية (في إشارة إلى إيران) وارتكاب جرائم قتل واغتيالات.

عقوبات أمريكية

في ديسمبر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على خمسة قياديين بجماعة "الحوثي" بينهم سلطان زابن.
وتم تصنيف القادة الخمسة وفق قانون (ماغنيتسكي) الأمريكي كونهم أشخاص أجانب، مسؤولون أو متواطئون، أو شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وحسب بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، قام زابن مع ضباط إدارته، باعتقال واحتجاز وتعذيب النساء بحجة سياسة تهدف إلى الحد من الدعارة والجريمة المنظمة.
وأفاد البيان بأنه، "تم استخدام هذه السياسة لاستهداف الناشطات سياسيًا اللواتي عارضن الحوثيين، وأسفرت عن العديد من الحالات المبلغ عنها للاعتقال غير القانوني والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والعنف الجنسي والاغتصاب والتعذيب وغيرها من المعاملة القاسية".
وفي يناير 2019 كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن جماعة الحوثي اختطفت عشرات النساء في العاصمة صنعاء دون تقديمهن للمحاكمة.
وأوضحت الوكالة أن النساء اختطفن بتهم "البغاء أو التعاون مع التحالف العربي بقيادة السعودية"، مفيدة أنهن "يتعرضن للتعذيب والابتزاز المالي من قبل سلطان زابن المعين من قبل الحوثيين مديراً للبحث الجنائي بصنعاء".
وتنفي جماعة الحوثي التهم الموجهة إليها من قبل الحكومة والمنظمات الحقوقية الدولية، وتقول إنها لا تستهدف المدنيين.

زابن ومليشيا (الزينبيات)

اشتهر سلطان زابن بتعذيب النساء المعتقلات وكذلك استخدام ميليشيا الحوثي النسائية (الزينبيات)، في عمليات التجسس والمراقبة.
وتقوم نساء (الزينبيات)، اللاتي يعد سلطان زابن المسؤول عنها، بحشد النساء للمظاهرات، وتقديم التعازي للأمهات اللاتي قتل أبناؤهن في الحرب.
كما يتولى تقديم الدعم المعنوي لهن؛ كما يقمن بالاعتداء على المعارضات للحوثيين. إضافة إلى التجسس الإلكتروني.
وذكرت منظمات حقوقية أن سلطان زابن، حول تسعة مبان مدنية في ضواحي العاصمة صنعاء إلى سجون سرية للنساء المعتقلات، إضافة على السجون المعروفة مثل السجن المركزي بصنعاء أو سجن زمار، أو مقرات البحث الجنائي والأمن السياسي.
وقالت المصادر أن زابن مباني أخرى كمقار للعنف الجنسي وتجنيد طالبات في المدارس والجامعات بالإكراه فيما يسمى "كتائب الزينبيات"، وفقا للمصادر.
وذكر يمنيون في صنعاء أن مدير البحث الجنائي سلطان زابن، يقوم باختطاف وإخفاء النساء، في بيت استأجره في شارع تعز بالعاصمة صنعاء، وحوله إلى معتقل.
كما أنه يقوم بالمتاجرة بأعراض المعتقلات وأخذ أموال من أسرهن، وحقق من وراء ذلك ثروة كبيرة، واشترى في 2019 منزلا في حي عصر بقيمة 150 مليون ريال.
وفي عام 2019م قال مؤسس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر بصنعاء، نبيل فاضل، لوكالة أسوشيتد برس إنه تلقى معلومات من أسر معتقلات بان سلطان زابن ألقى القبض عليهن بعدة تهم كاذبة.

إدارة سجون للنساء

أكدت مصادر أن منظمات حقوقية معنية بالدفاع عن حقوق المرأة، ذكرت في تقاريرها أن إجمالي النساء اللاتي تعرضن للاختطافات والاعتقالات من قبل مليشيا الحوثي بلغن أكثر من 808 نساء، لا تزال بينهن 303 مخفيات قسريا في سجون سرية وذلك منذ ديسمبر 2017 وحتى أكتوبر 2020.
وأشارت المصادر إلى أن "زابن" تولى إرسال فتيات إلى خارج اليمن وإلى المحافظات المحررة وغير المحررة وأسند لهن مهمات أمنية واستخباراتية وإلكترونية لاصطياد الناشطين ومسؤولين مناهضين للحوثيين.
وذكرت مصادر أمنية أخرى أن المدعو سلطان زابن، ومعه قيادات حوثية أخرى حولت البحث الجنائي بصنعاء إلى منصة تجسس على المكالمات الهاتفية بواسطة شبكة اتصالات حديثة تنتهك الخصوصيات والحريات الشخصية، وعمل في ابتزاز كثير من أهالي النساء اليمنيات ماليا.

الرأس المدبر

واعتبرت رئيس ائتلاف نساء من أجل السلام في اليمن، الناشطة نورا الجروي، القيادي الحوثي "زابن" بأنه الرأس المدبر وليس الرئيس في جرائم تعذيب واختطاف واعتقال النساء.
وكشفت أن القيادي الحوثي يمارس كل أنواع التنكيل تجاه الفتيات، بينها الصعق الكهربائي، الضرب بالأسلاك الكهربائية، الاغتصاب، وتلفيق التهم اللاأخلاقية للفتيات، لافتة إلى أن مقر البحث الجنائي بصنعاء، يعد وكرا لارتكاب جرائم الحرب بحق النساء في اليمن.
وكشفت الناشطة أن حملة اختطاف النساء بدأت في ديسمبر 2017 بعد قتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، وحملة اعتقالات واسعة لكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، وخروج المسيرات النسائية للتنديد بهذه الجرائم.
وقالت، في تصريحات، إنها اُعتقلت مع 77 امرأة عند خروجهن في تظاهرة منددة بجرائم الحوثي بالتنسيق مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، يوم 6 ديسمبر 2017 وقوبلت بقمع حوثي وحشي استهدف إيقاف وإرهاب صوت المرأة المناهضة.
وتصاعدت حدة الاعتقالات لتطال مئات النساء، وطبقا للجروي فإن الانتهاكات الحوثية تنوعت بين الاعتقال والاختطاف والتعذيب والاغتصاب والتشويه الجسدي وتلفيق التهم للمعتقلات تصل إلى تلفيق تهم الدعارة والجرائم غير الأخلاقية وهي جرائم حرب في المجتمع اليمني المحافظ.
كما أن مليشيا الحوثي منعت زيارة للصليب الأحمر الدولي للمعتقلات وأيضا رفضت تنصيب محامين للترافع عنهن.
واتهمت الجروي، المدعو زابن، بأنه القيادي الأبرز داخل المليشيا والممسك بملف سجون النساء، وأن تحالف نساء من أجل السلام في اليمن وثق شهادات عشرات السيدات الناجيات من السجون يديرها (زابن) وتحدثن عن الدور المشبوه له في ممارسة التعذيب والعنف الجسدي والتعنيف النفسي، وأخريات أكدن أن زابن تولى بنفسه اعتقالهن من منازلهن.
وأقر المدعو زابن، في مؤتمر صحفي سابق، بضبط 45 شبكة دعارة خلال 2019، مكونة كل شبكة من 10 فتيات أي ما يعادل 450 امرأة ضبطن لمناهضتهن ولفق لهن تهم "الدعارة" وهو أمر مخجل في المجتمع اليمني، لكن القيادي الحوثي، تعمدّ هتك أعراض اليمنيات وقذفهن في أعراضهن.
في هذا الصدد، أكدت الناشطة الجروي أن جميع المختطفات من مختلف شرائح المجتمع معلمات وطبيبات وربات بيوت وناشطات ومسؤولات في العمل الإنساني والحقوقي وعاملات في الإغاثة الإنسانية، أبرزهن أسماء العميسي وهي أول امرأة معتقلة تحاكم بالإعدام.
وأضافت أنها وثقت انتحار قرابة 4 فتيات، وأخريات فقدن البصر وتعرضن لجلطات دماغية وبتر لأيديهن، وباتت النساء في مناطق سيطرة الحوثيين لا يستطعن الخروج من منازلهن بعد الساعة 6 ليلا تحت وطأة المخاوف الأمنية.
وعندما شعرت مليشيا الحوثي أن ملف النساء بات على طاولة المحكمة الجنائية، هاجمت المدافعات عن حقوق المرأة اليمنية، ولفقت لهن تهما لا أخلاقية، ووفقا للجروي، فإن مجلس الأمن يناقش بالفعل تصنيف (زابن) كمجرم حرب وقد طوّر أدلة مقلقة حول نشاطه المشبوه وترؤسه شبكة استخباراتية نسائية من (الزينبيات).

بريطانيا: استخدام الحوثيين العنف الجنسي كسلاح "جريمة مخزية"

علق السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، على قرار مجلس الأمن الدولي، إدراج القيادي الأمني في ميليشيا الحوثي، سلطان زابن، المتورط بانتهاكات وحشية ضد النساء المختطفات، على لائحة العقوبات الأممية.
وقال السفير البريطاني في تغريدة على صفحته بموقع تويتر: "تم إقرار عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي ضد سلطان زابن بسبب التعذيب الوحشي والعنف ضد النساء اللاتي تجرأن على التحدث ضد حكم الحوثيين".
وأكد آرون أن "استخدام العنف الجنسي كسلاح جريمة مقززة ومخزية"، في إشارة إلى الانتهاكات الشنيعة التي مارسها الحوثيون بقيادة "زابن" ضد نساء يمنيات مختطفات في سجون سرية بصنعاء.