آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:08م

مجتمع مدني


الماجستير بامتياز للطالب "صادق الرقيمي" من جامعة ذمار

الإثنين - 18 يناير 2021 - 12:07 ص بتوقيت عدن

الماجستير بامتياز للطالب "صادق الرقيمي" من جامعة ذمار

((عدن الغد)): خاص

 

 

منحت جامعة ذمار الطالب/ صادق محمد محمد الرقيمي درجة الماجستير بامتياز) (95) عن رسالته الموسومة بـ " الخلاف بين أعلام النحو المحدثين - دراسة موازنة" مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات، وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة:
أ. د/ عبد الكريم البحلة عميد كلية الآداب ـ جامعة: ذمار رئيسا ومشرفا، والدكتور محمد ناصر حميد أستاذ اللسانيات في كلية الآداب - جامعة: صنعاء عضوا ومناقشا خارجيا، والدكتور عبدالله الغبسي أستاذ اللسانيات كلية الآداب- جامعة: ذمار عضوا ومناقشا داخليا.
تأتي أهميةُ هذا البحثِ من كونه بحثًا يتتبع الخلافَ النحويَ بين أعلام خمسة، هم: إبراهيم مصطفى، ومهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، وشوقي ضيف، وتمام حسان، وهذا التتبعُ الاستقصائيُ ليس إلا مرحلةً أولى لمراحلَ تليها، تكون فيها هذه الخلافاتُ محطَ دراسةٍ، وتحليلٍ، وموازنة، مع الاهتمام ببيان مدى تأثيرِ المدارسِ النحويةِ على هؤلاء النحاة، ومدى المساحةِ التي أفرغت لها في خلافاتهم، وكيف انعكست على آرائهم واتجاهاتهم، وحجمِ النجاح الذي حققوه، مع منحِ مسألةِ التأثر بالمذاهب، والمناهج الغربية ما تستحق من الاهتمام، مبرزين أثرها في استحداث وإدخال أفكارٍ ورؤىً جديدة.

حاول الباحث من خلال هذا البحثِ الإجابةَ على مجموعة من القضايا (الإشكالات) الآتية:
أولاها: ما الأسباب التي أدت إلى التفاوت الشاسع، والاختلاف الكبير بين هؤلاء، حتى تباينوا هذا التباين، فشرق أحدهم، وغرب الآخر؟
ثانيها: هل لخلاف هؤلاء النحاة العميق ما يبرره، ويشفع له، في مقابل تجنيهم على القدماء، وعدم التماس العذر لهم؟
ثالثها: هل يجوز أن يحاكمَ النحوُ العربيُ ويعرضَ على مذاهبَ هي عنه غريبةٌ وعليه طارئة؟
رابعها: هل لقيت آراؤُهم التجديديةُ قبولا، وأفرغت لها مساحةٌ في المناهج التعليمية، أو أنها بقيت حبيسةَ كتبهم لا تغادرها؟
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها:

ــ فاق هؤلاء الأعلام في خلافاتهم القدماء، فاختلفوا مع أنفسهم أولا، ومع القدماء ثانيا، ومع بعضهم ثالثا.
ــ أن منهج ابن مضاء الذي سار عليه إبراهيمُ مصطفى، جعل منه نحويا وصفيا بحيث لم يختلف كثيرا عن غيره الذين استوردوا المنهج الوصفي، ولا نعدو الصواب إذا قلنا: إن إبراهيم مصطفى كان أكثر وصفية من تلميذه المخزومي، وأكثر بعدا عن شرك التعليل والتأويل منه.
ــ لو استمررنا نستقدم كل جديد من المناهج الغربية، ونطبقها كما هي دون تشذيب أو تهذيب، فلن يمر وقت طويل إلا وقد أصبح نحوُ العربية مشتتا ومتناثرا بين المناهج الغربية المتناقضة، وإن إرغامَ نحونِا العربي على مجاراة المناهج الغربية غيرِ الثابتة والمتطورة بتطور لغاتها، سيكلفنا إعادةَ النظرِ فيه مرة كل مائة عام على أقل تقدير.
ــ ارتكزت أغلب هذه المحاولاتِ في أوقات كثيرة على جمل بسيطة من مثل: (قام زيد)، و(زيد قام)، وعلى جمل كهاتين أتوا بآراءٍ وقواعدَ تجديديةٍ، وإذا حاولنا سحب هذه الآراءِ والقواعدِ إلى جمل فيها قليل من التعقيد، سنجد أنها مضطربةٌ غيرُ قادرة على تحليلها، وأما إذا حاولنا جرها إلى نصوصٍ رفيعة وأمثلة بليغة، فستقعد بنا، وتظهر عارية على حقيقتها، وحينئذ ندرك لماذا لم يحالفها النجاح، ولم يكتب لها القبول؟
ــ المنهج الوصفي يحول بين الدارس، والمعاني العميقة، والدلالات الخفية التي قد تكون المقصودةَ من الكلام؛ لأنه يطلب منه أخذَ الكلام على ظاهره، ولا يسمح له بالتساؤل، وإعمال الفكر، وتقليب الكلام على أكثر من صورة، وفي هذا خطورة كبيرة؛ لأنه يسوي بين الكلام العادي المكشوف الذي لا قعر له، والكلام الذي لا تصل قعره إلا إذا صنعت حبالا من التساؤلات والتقديرات، وهذا يعني: عدم واقعيةِ الجمع بين المنهج الوصفي السطحي، ونظرية الجرجاني التي لا تسبح في السطح، وإنما تنفذ منه إلى الأعماق.
ــ بين المخزومي مهمةَ النحويِ الوصفيِ بقوله: "ليس من وظيفة النحوي الذي يريد أن يعالج نحوا للغة من اللغات، أن يفرض على المتكلمين قاعدة أو يخطيء لهم أسلوبا؛ لأن النحو دراسةٌ وصفيةٌ تطبيقية لا تتعدى ذلك بحال". وإذا كانت هذه هي غاية النحو الوصفي، فإنها تتعارض كلَ التعارض مع النحو العربي المعياري الذي وجد من أجل تقويم اللسان وصونها عن الخطأ، وصولا إلى تحقيق الغرض الرئيس الذي يتمثل في الحفاظ على القرآن الكريم .