آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

اليمن في الصحافة


هل تأتي خطة ترامب لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لصالح اليمن أم للتغطية على "جرائم" الحرب؟ -

الأحد - 17 يناير 2021 - 10:36 ص بتوقيت عدن

هل تأتي خطة ترامب لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لصالح اليمن أم للتغطية على "جرائم" الحرب؟ -

bbc

ناقشت صحف عربية تبعات خطة الولايات المتحدة لتصنيف حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن "جماعة إرهابية".

وتباينت آراء الكتاب حول القرار الأمريكي بين مؤيد ومعارض. ويرى البعض أن القرار "لن يكتب له النجاح"، بينما يرى آخرون أنه "يصب في مصلحة المجتمع الدولي كله".

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أخطر الكونغرس، بنيّته تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" في 19 يناير/كانون الثاني الحالي، أي قبل يوم واحد من مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض.

"لا صلة له بمصالح اليمنيين"

يقول علي محسن حميد في صحيفة رأي اليوم اللندنية: "قبل أيام نشرت الخارجية الأمريكية رسالة لوزيرها بومبيو وجّهها إلى الكونغرس مفادها أنه ينوي إدراج الحوثيين في قوائم الإرهاب. وقبل ذلك كان قد أدرجهم ضمن الجماعات ذات الاهتمام الخاص أو القلق الخاص".

ويضيف حميد: "هلّل حلفاء الحوثيين القدامى وخصومهم لهذا التحول في الموقف الأمريكي، وكأنه البلسم لجراح اليمنيين الغائرة، ويحلّ محل قرص الدواء وكيس الطعام، والأهمّ سيوفر السلام المفقود الذي لايريدونه، وسيحلحل صراع المصالح المحلية والإقليمية والدولية المعقدة في اليمن الذي لا صلة له بمصالح اليمنيين وكيانهم الوطني".

ويتابع الكاتب: "التصنيف الأمريكي لن يُكتب له النجاح وأتى في الساعة الحادية عشرة عندما لم يبق لإدارة ترامب في السلطة سوى عشرة أيام، وكأن بومبيو استيقظ فجأة على شيء غاب عن باله طوال ست سنوات".

التغطية على "جرائم" الحرب

وفي موقع أنصار الله اليمني، يقول أحمد داوود: "ليس الإرهابي على الإطلاق ذلك المجاهد البطل الذي حمل رشاشَه وبندقيته، وانطلق إلى الجبهات، مدافعا عن وطنه وبلده ضد العدوان الأمريكي-السعودي، وبذل مالَه وروحَه ضد الغزاة والمحتلين".

ويضيف داوود: "بل الإرهابي الذي يقود طائرات إف-١٥ وإف-١٦ ليقتل الأبرياء المدنيين النائمين في منازلهم، والإرهابي هو الذي يأتي من كل بقاع العالم ليحتل اليمن، ويشرد شعبه، ويدمرَ كل مقوماته".

ويتابع الكاتب: "كل الحقائق جلية وواضحة لكل ذي لب؛ فالأمريكي الذي يصنّفنا بالإرهاب، هو في الأساس يحاول التغطية على جرائمه المتوحشة علينا، ويحاول ذرّ الرماد في العيون، وصُنع أي انتصار في ظل هزائمه المخزية التي يتجرعها في المحور المقاوم".

صدر الصورة،REUTERS

وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، يقول بشرى المقطري: "عند توصيف الإرهاب الموجه حيال اليمنيين، تحتل جماعة الحوثي قائمة الأطراف المحلية المنتهكة، من حيث القصدية في قتل المدنيين وانتهاكها قوانين الحرب، بما في ذلك ممارساتها حيال المواطنين في المناطق الخاضعة لها، الأمر الذي يجعل تصنيفها جماعة إرهابية ينسجم مع ممارساتها".

ويضيف المقطري: "إلا أن إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمها على تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية يخضع لحسابات سياسية تخصّ أولويات الإدارة الأمريكية الحالية في اليمن والإقليم، وليس لأسباب أخلاقية".

ويتابع الكاتب: "إضافةً إلى قيامها بهذا الإجراء، مع اقتراب نهاية ولاية ترامب، فإن ضلوعها هي الأخرى بجرائم بحق اليمنيين، سواء دعمها اللوجستي لعمليات التحالف العربي التي قتلت آلاف اليمنيين، أو تجاهلها جرائم حلفائها الإقليميين بحق اليمنيين - يجعل من المعطى الأخلاقي لإدارة ترامب في توصيف جماعة الحوثي مجرّد أكاذيب تفتقر للمصداقية".

"القرار الذي طال انتظاره"

أما يحيى التليدي في صحيفة العين الإماراتية، فيرى أن "هذه الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب قبل رحيلها بأيام لم تكن مطلوبة فحسب، بل تأخرت كثيراً؛ كون مليشيات الحوثي مؤهلة بامتياز منذ عدة سنوات لتوضع على قائمة الإرهاب".

يقول التليدي: "أثبتت عصابات الحوثي العميلة للنظام الإرهابي في إيران، منذ اليوم الأول، أنها إرهابية بجدارة، تعمل ضد الشعب اليمني، وتحارب الحكومة اليمنية المعترف بها عربيًا ودوليا".

ويضيف التليدي: "هذا القرار الذي طال انتظاره يعزز الحَراك الدولي لمحاصرة النظام الإيراني؛ فالمسألة لا تخص اليمن فقط، بل تشمل أيضا الساحة الدولية، حيث يمضي المجتمع الدولي في مسيرة ضمان الأمن والسلم الدوليين وحماية الاقتصاد العالمي".

ويتابع التليدي: "لذلك، فإن أية خطوة تتخذ ضد 'الحوثي ' ومَن يقف خلفه بالدعم والتمويل والتدريب، هي في الواقع خطوة تصب في مصلحة المجتمع الدولي كله".