آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:07م

أدب وثقافة


بكائية المساء الأخير

السبت - 16 يناير 2021 - 02:51 م بتوقيت عدن

بكائية المساء الأخير

((عدن الغد)): بقلم/ شائف عبدالولى الشميري

 

الإهداء :
إلى روح رمز الحضارة .. الشهيد المقدم ابراهيم محمد الحمدي ..
(1)
تغنيت باسمك حيا :
وسافرت دنياك
الى غير رجعة .. ولكنني:
حين يممت صوب الرجوع
تقهقرت
وانكفات خطوة الروح
ومن ثم
قررت الأ أعود فابقى جوارك
أضم ثراك
وأغسل أحداق ذاتي
بذكراك يوم الرحيل .
( 2 )
تغنيت باسمك ميتا
لأنك في القلب حي
نعم ، لن تموت .. !!
وكيف تموت ؟ !
لقد سافر الحرف ، وانتحرت شهرزاد
ولكن ضوءك لازال
رغم الخفوت ..
ورغم ولوج الظلام
ورغم تلاشي القوافي ..
وموت الخليل .
( 3 )
لأنك :
لازلت في القلب باقيا ،
فقد ذاب عني جفاف السنين !!
واخضر زرع الأماني !
ففاح شذى ، وعبيرا ..
يداعب صمت الزمان الكسير .
ويهتف باسمك :
(( فلتبق رفد ا لشعبك ))
تمده بالنصر .. تلهمه ،
ليقول القصيد )) .
( 4 )
أيا قائد النصر ( رمز الحضارة ) :
ما أبعد اليوم عن زمن قد مضى
دونما بسمله ..
أتعرف يا سيد القلب ، بعد رحيلك ،
ماذا جرى ؟
لقد ذبل الحب ، واتكأت زهرة الا قحوان !
وقد أضرم النار
فارسنا الدينكيشوني ..
ولم يستطع
أن يصد جيوش المغول!
لماذا ترجلت ــ يا قائد النصر ـــ عنا إذن !
وأنت الذي كنت :
كل هوانا!
ورمز إبانا ؟ !
لماذا ارتضيت الأفول !
وخليتنا للصعاليك و ((الخيل ))
يعيثون فينا كما يشتهون ؟!
فبعدك ياسيد القلب:
قد ارتعانا أخطبوط المواجع ..
فصرنا كهولا
بلا مجد
أو وطن
أو بلاد ..!!
وصرنا شعوبا بدون فضيلة !!
يبيعون فينا ، ويشرون في ساحة الرق
وصرنا عبيدا بأيدي ملوك
الطوائف..
وها نحن نبكيك يا فارس
المجد
في صبحنا والمساء !!
ونبحث عن وطن كان يوما لنا
فقدناه يوم فقدناك .
فخارت قوانا
وخار سباق الزمن !!
( 5 )
أيا فارس المجد ،
ياليتنا لم نكن فقدناك !
ياليت أنا سبقناك قبل
الرحيل !
ويا ليت ، ياليت
يجدي التمني !!
لكان الوطن عاد..
ولكن مافات مات ..
لذلك كان القصيد ابتداء
لخزي التراب,
وإيذان بدء اتشاح القوافي
بثوب الحداد !!
( 6)
أيا سيدي (فارس المجد ):
أنت يامن بعثت بذكرى رحيلك
دنياي ..
تلك التي
كنت بالأمس واريتها
في رزايا جدار الزمان
الذي هد كل القوى..
وها أنا قد جئتك الآن
اغسل بالدمع أحداق ذاتي ..
أطهر ذاكرة الروح ..
أمزق دائرة الأنغلاق ..
فجئتك ، والقيد في معصمي
وفي داخلي
ألف مبكية
تحث خطاها ؛
كي تستطيع الوصول إليك ..
ولكن ذاك الوصول
محال!!
( 7) أريد أبث همومي وشجوي إليك
وأشرح شكواي:
فقد ضقت ذرعا بتلك المسافات ..
وطول اتساع مساحات دائرة
القهر
في داخلي ..
لعلك تستطيع يا سيدي الآن
أن تزحزح صخرة (( سيزيف ))
من بعد ما عجز العاشقون.
فلم يعد الورد يا سيد القلب
يفتح أجفانه للندى ..
ولم تعد (( الشمس )) تحمل هما
تناثر على رقعة الحلم..
ولم نجد النفط في أرضنا
نشيدا مصوغا على شفة
الطفل ..
ولم يخلق اللغة البكر ..
والأمسيات السعيدة..
والحياة المليئة بالحب..
ولاحـــــــتى يمنحنا الخلوة
الشاعرية..
أو الذكريات الشجية ..
في لحظات الصفاء..
وحتى الصفاء ..
فقد مزقته سيوف التتار
وشله جيش المغول.
( 8 )
هيا سيدي:
لم تعد بسمة الفجر في ساحة
الشوق
تحمل معنى بحجم انحنائنا
للقبح ، والترهات ..
وكل الطلاسم في معظم الليل
تبارك ألام ((لارا ))
وشيئا كثيرا ..
وشوقا توارى..
وهما يكبل بلقيس في ساحة
العرش،
في زمن قل فيه الوفاء.
وهكذا نحن حيال صراطين
لم نهتد بعد ..
فأحلاهما :
مفعم بالأسى.
الأشعوب فى 1 نوفمبر 1999 م #


 

.